وولفوفيتز: مؤتمر «باريس 3 » يدعم جميع اللبنانيين من دون تمييز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رئيس البنك الدولي يؤكد أن البرنامج الاقتصادي لحكومة السنيورة واقعي ومتكامل ...
باريس - رندة تقي الدين
أعرب رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز في حديث الى "الحياة"، عن أمله بنجاح لبنان في تنفيذ خطة الحكومة التي يراها جيدة وفي مصلحة كل اللبنانيين. ولم يخف تفاؤله الحذر لإمكان نجاح لبنان الذي، في هذه الحال، سيكون لمصلحة الجميع في المنطقة. وأكد ان توصل لبنان الى اتفاق متوقع مع صندوق النقد الدولي سيعطي ثقة للأسرة الدولية - خصوصاً للقطاع الخاص - بأنه على الطريق الثقافي الاقتصادي، وهذا أساسي للإبقاء على جاذبية لبنان ومستقبله كمركز تجاري ومصرفي. وأكد وولفوفيتز ان الدعم الذي حصل عليه لبنان هو لصالح جميع اللبنانيين وليس لفئة معينة من ابنائه.
وفي ما يأتي نص المقابلة:
gt; كيف تؤثر أحداث الشغب والتدهور الأمني في لبنان على الإصلاحات التي تتوقعها الأسرة الدولية فيه، والتي تحدثتم عنها في مؤتمر باريس -3 حيث قلت ان لبنان مهم للمنطقة ولماذا؟
- اولاً، لبنان مهم لأن شعبه مهم. وإجمالاً، تجاوبت الأسرة الدولية مرات ايجاباً، للمساعدة خلال حروب أو كوارث طبيعية مثل التسونامي أو أزمات عالمية اخرى. لكن قولي ان لبنان مهم سببه انه مثّل في الماضي نموذجاً حقيقياً للإدارة الاقتصادية الناجحة ونوعاً من إيحاء بالقدرة الاقتصادية المحتملة للمنطقة. ونرى في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم مدى نجاح اللبنانيين لو أُعطيت لهم الفرص. وأنا أعتقد بأن ذلك مهم جداً للمنطقة كنموذج.
الأمر الآخر هو أهمية لبنان في المنطقة كنموذج للتعددية. وأدهشني اليوم في المؤتمر (باريس -3) حديث مسؤولين عرب كبار يأتون من دول عربية مسلمة، يتحدثون عن أهمية لبنان كنموذج للتعددية في المنطقة التي هي بحاجة الى مثلها. وأتوقع حدوث مأساة اذا تغلب العنف على الفرصة التي أُعطيت هنا. وما أثار إعجابنا في البنك الدولي، التحرك السريع للسلطات اللبنانية بعد كارثة الحرب في الصيف الماضي لاستعادة البلد عافيته بعد الخراب. وبمقاييس جهود اعادة الإعمار في العالم، كانت جهود السلطات اللبنانية من أسرعها، ما أثار إعجابنا. وربما يعطي الناس خلال الأزمات افضل ما عندهم، إذ وضعت الحكومة اللبنانية برنامجاً اقتصادياً متكاملاً يعالج احتياجات البلد الثلاثة: تحسين الوضع الضريبي، ودفع النمو عبر إصلاحات بنيوية، وخطة اجتماعية. وهذا بالغ الأهمية من أجل تجنيب الطبقات الأكثر فقراً، المعاناة من مثل هذه الإصلاحات. وأنا أتمنى من أجل هذا البلد والمنطقة كلها ان تطبق هذه الخطة.
gt; كانت هناك شروط في الماضي لمساعدة لبنان، خصوصاً من صندوق النقد الدولي الذي لم يكن حازماً على المساهمة في برنامج دعم للبنان في "باريس -2"، فما الذي تغير اليوم؟ واذا عطل العنف الإصلاحات فماذا يحدث للمساعدات؟
- اذا عطل العنف كل شيء، فسيتأثر بذلك كل الشعب اللبناني. وأنا أتمنى ان يكون رد فعل اللبنانيين نبذ العنف وتهدئة الامور. وأنا على قناعة بأن كل البلد سيستفيد من هذا البرنامج ومن الدعم الضخم له. لأنه مثلما قلت سيفيد كل الشعب اللبناني. ورأينا في السنوات الـ 25 الماضية ان عندما تأتي مؤسسات دولية كالبنك الدولي او صندوق النقد او دول كبرى لتطلب من دول ما العمل بطريقة معينة، لا ينجح الامر عادة وهذا ما اعنيه بالشروط. اما الطريقة الناجحة فهي عندما يقرر البلد اتخاذ قرارات صعبة لأنها لمصلحته. عندئذ يأتي البنك الدولي وصندوق النقد لدعم هذه القرارات الصعبة.
gt; اذاً هذا تغيير في النهج السياسي للبنك الدولي وصندوق النقد؟
- ان نهج العمل هنا هو ان يكون لدى البلد برنامج اقتصادي اصلاحي واضح وجيد في نظرنا. عندها يمكن ان ندعمه، لكن ليس في المطلق وفي كل الحالات. يعني ذلك ان على هذه الدولة ان تقنعنا انها في الاتجاه الصحيح. ولا يمكن ان نفرض عليه أي شيء من الخارج.
gt; قلت ان هذا البرنامج في مصلحة الجميع في لبنان، هناك جزء كبير من الشعب اللبناني من الطائفة الشيعية بقيادة "حزب الله". فهل ترون اذاً ضرورة في دور سياسي أكبر لـ "حزب الله" وحصة اكبر في القرار اللبناني؟ وهل مثل هذا الاحتمال يبقي الدعم الدولي والتزام البنك الدولي بمساعدة لبنان قائمين؟
- نحن لسنا منظمة سياسية. نحن منظمة تطور اقتصادي. وينص احد البنود المؤسسة للبنك الدولي على عدم الأخذ بالاعتبارات السياسية في قراراتنا. فهي فقط اعتبارات اقتصادية. وأنا أتمنى ان يفهم الجميع ان الإصلاح الاقتصادي هو لمصلحة الجميع الذين ينبغي ان يتقاسموا هذه الأعباء وأرجو ان تبتعد السياسة عن برنامج إصلاحي واقعي وطموح.
gt; هل يمكن الحكومة اللبنانية ان تطبقه بوجود رئيس جمهورية لا يعترف بها ولا يوقع المراسيم؟
- لا يمكنني توقع السياسات وكيف تتطور، ولا يمكننا فرضها. لكن ما نقوله، ان من مصلحة الجميع في السياسة، اذا أرادوا التقدم الاقتصادي للبلد، أن يدعموا الجهد المشترك المطلوب لبرنامج لبناني جيد ومدعوم دولياً بشكل استثنائي، رأيت هذا الصباح كيف جمع الرئيس الفرنسي جاك شيراك 7.6 بليون دولار للبنان. فالفرصة للبلد لا تعوض واتمنى ان تتجه السياسة الى السير قدماً لتطبيق البرنامج، والسياسيون الذي يعطلون التقدم يستحقون سحب الدعم منهم. لكن تركيزنا هو أن برنامج الحكومة اللبنانية جيد اقتصادياً.
gt; سمعنا من مسؤول في مؤسسة النقد الدولي ان اتفاقاً سيوقع في آذار (مارس) بين لبنان والصندوق حول برنامج ما بعد الازمات Post comflict هل هذا يعني ان على اللبنانيين ان يتحملوا أعباء مالية جديدة؟
- اذا وقع الاتفاق الذي لم ينجز بعد، فذلك يعني أن الصندوق سيقدم دعماً مالياً للبنان، يعني نوعاً من تبني برنامج الحكومة الاقتصادي. والذي ليس جديداً أو مفروضاً من صندوق النقد، لكنه سيمثل رأي الآخر بأن خطة الحكومة اللبنانية بامكانها اعادة التوازن الاقتصادي خلال فترة معقولة ونحن في البنك الدولي نرحب بذلك لأنه يعطي مزيداً من الثقة للأسرة الدولية بلبنان، خصوصاً بالقطاع الخاص، أي ان لبنان على طريق استعادة قدرته المالية وهذه الشفافية في الرؤية الاقتصادية financial visibility مهمة جداً من ناحية جاذبية لبنان كمركز تجاري ومصرفي، وأساسي لمستقبل لبنان. وسيطلب شد الحزام في النفقات. وعلى رغم انها غير مفروضة من صندوق النقد فهي جزء من برنامج الحكومة ونوع من الموافقة من جانب صندوق النقد على برنامج حكومي مقنع اقتصادياً.
gt; حصل لبنان في "باريس 3" على 7.6 بليون دولار، واستحقاق دينه لهذه السنة 3 بلايين، أي اننا حصلنا على اموال تغطي هذا الاستحقاق، وماذا عن البقية؟
- لكل مانح طريقته. بالنسبة إلينا القروض التي سنقدمها ستستخدم لمساعدة الحكومة في خطتها الاجتماعية من اجل أن تحصل الطبقات الأكثر فقراً على مساعدات اكثر. كما ان الجميع يوافق على ان اصلاح قطاع الكهرباء جزء اساسي لتخفيف الضغط على الموارد العامة، ما يتطلب الحذر لأنه سيمثل على المدى القصير عبئاً على الشعب. لكن مع مساعداتنا والفائدة المرتقبة على المدى الطويلة ستصبح المرحلة الانتقالية اسهل.
gt; هل أنت واثق بمستقبل جيد للبنان؟
- آمل بذلك.
gt; لست واثقاً اذاً؟
- انني واثق بأن هذه الحكومة وضعت خطة شجاعة وجيدة، اذا نفذت يصبح في إمكان لبنان ان يصل الى وعده. ستكون هناك عوائق كثيرة، وطبعاً لا ضمانات في وضع من هذا النوع. لكن دعيني اقول انني متفائل بحذر بإمكان نجاح لبنان ولمصلحة الجميع في المنطقة.