جريدة الجرائد

علماء الدين وخلافاتهم‏!‏

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


سلامة أحمد سلامة

أسوأ ما يمكن أن يحدث في العالم العربي الآن هو ذلك الجدل الديني الذي بدأ يحتدم بين علماء الدين من السنة والشيعةrlm;,rlm; ليصب الزيت علي النار في أمة عربية منقسمة علي نفسهاrlm;...rlm; بفعل الصراعات السياسية والاطماع الخارجية حيناrlm;,rlm; وبفعل الجهل والتخلف الثقافي وغياب الحريات حينا آخرrlm;,rlm; وبفعل تفكك مجتمعاتها وبؤس حياتها واستغلال بعض طبقاتها البعض الآخر من ناحية ثالثةrlm;.rlm;

وحين يتحول مؤتمر لحوار المذاهب الإسلاميةrlm;,rlm; يتداعي فيه العلماء إلي التقريب بينها فينقلب إلي تبادل للاتهاماتrlm;,rlm; وتوسيع الهوة بين المسلمينrlm;,rlm; وتأكيد التعصب المذهبيrlm;...rlm; فما الذي يمكن أن يفعله بسطاء الناس من الجانبين الذين ينقادون انقيادا أعمي بغير تدبر أو تفكيرrlm;,rlm; فيصدقون ما يقوله علماء كبار يمتثلون لاستقطاب التسنن والتشيعrlm;,rlm; ويرددون ادعاءات سياسية بأن الكتب الشيعية توزع في مصر والسودان تدعوهم لترك المذهب السني واتباع المذهب الشيعيrlm;,rlm; والتركيز علي ما تتضمنه بعض كتب للشيعة من قدح في الصحابة واساءة لهمrlm;,rlm; فما الذي يعني أي مسلم من هذا الهراء؟

إن ما يحدث حاليا من انصراف علماء مسلمين إلي المعارك المذهبية التي تخدم أغراضا سياسية خارجيةrlm;,rlm; لاتهم أحدا غيرهم ولا تؤثر علي حياة الناس من قريب أو بعيدrlm;,rlm; ولا هدف منها غير تحويل الأنظار عن الأعداء الحقيقيينrlm;,rlm; وخلق اعداء لها من داخلهاrlm;...rlm; هو تأكيد علي أن الخطاب الديني قد عجز عن إدراك الحاجات الحقيقية للناسrlm;,rlm; وعن التفاعل مع مشكلات العصرrlm;,rlm; وحيثما تلفت المرء حوله في أرجاء الأمة العربية بمسلميها ومسيحييهاrlm;,rlm; هاله ذلك التناحر الطائفي والاقتتال الديني الذي أصبح مصدرا لبؤس الناس وتعاستهم واثارة الاحقاد والبغضاء بينهم في لبنان والعراق ومصر والسودانrlm;....rlm; وأصبح من السهل تلبيس المشكلات السياسية والاجتماعية في الخلافات الدينيةrlm;...rlm; هذه الخلافات التي أصبحت عابرة للحدود والفئات والثقافاتrlm;.rlm;

إن أغرب ما تمر به الأمة العربية والإسلامية هو أنه بالرغم من التطور الذي شهدته البشريةrlm;,rlm; إلا أن غياب الوعي أو جموده عند المسلمين هو الذي أدي إلي تلك الحالة المزرية من الضعف والهوان والتمسك بالقشور والمظاهرrlm;,rlm; والاعتماد علي نوع من الكهنوت الديني الذي بات يشكل وصاية علي العقولrlm;,rlm; ويحيط بأفكارهمrlm;,rlm; ويخلق قداسة لاشخاص وأفكار بعيدة عن الدينrlm;,rlm; هي التي أدت ــ ولأسباب لا تخلو من الارتزاق ــ إلي التنافس والفرقة إلي شيع ومذاهب لا تقبل النقاشrlm;,rlm; وكل خروج عنها هو خروج علي الملةrlm;...rlm;

لا حاجة بنا إلي القول إن مؤتمر الدوحة الذي اريد من ورائه تقريب المذاهبrlm;,rlm; ووقف المذابح الطائفيةrlm;,rlm; لن يحقق الغرض منه بل قد يؤدي إلي العكسrlm;,rlm; في ضوء ما صدر عنه من مجادلات واتهامات علنيةrlm;,rlm; وكان الأولي أن يتم هذا اللقاء فيما بينهم بعيدا عن اضواء الشحن والتحريض والتنافس المذهبيrlm;,rlm; الذي يثير الفتنrlm;,rlm; ويستدعي سخط العامةrlm;,rlm; فتتحول الشعائر الدينية عندهم إلي شطحات انتقامية ومواكب تسيل فيها الدماء بغير حسابrlm;,rlm; وتصدر فيها فتاوي القتل علي الهوية ينفذها الدهماء دون تفكيرrlm;!rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف