سحب الثقة عن خطة بوش في الإعلام الأمريكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تقرير واشنطن
في ظل تصاعد مظاهر رفض خطة الرئيس بوش الجديدة في الكونغرس ، ومع اقتراب تصويت مجلس الشيوخ ضد الخطة، فإنه يمكن وصف ما يحدث بأنه سحب ثقة عن سياسة إدارة بوش واستراتيجيتها الجديدة في العراق. فبعد 12 ساعة فقط من إلقاء الرئيس بوش خطاب حالة الاتحاد ومحاولته إقناع الكونغرس بتفهم ودعم خطته في العراق، جاء الرد سريعا من خلال إعداد لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس قرارا للتصويت في مجلس الشيوخ بمعارضة خطة بوش في العراق، لمنعه من ارتكاب خطأ بالغ كما قال السيناتور جوزيف بايدن رئيس اللجنة. وقد خلصت اللجنة إلى اعتبار أن أرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق ليس في صالح المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. وقد أيد القرار 12 عضوا من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس، بينما عارضه 9 أعضاء، ومن المفترض أن يعرض هذا القرار على أعضاء مجلس الشيوخ المائة للتصويت في الخامس من فبراير القادم.
انقسامات وخلافات على شاشات التلفزة
اهتمت وسائل الإعلام المختلفة بنقل ما يحدث في أروقة الكونغرس من خلافات ومشاريع قرارات حول استراتيجية بوش في العراق، ففي تقرير لشبكة CNN حول وقائع جلسة لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس أعدته دانا باش مراسلة الشبكة في الكونغرس أبرز موقف بعض رموز الحزب الجهوري الذين اتفقوا مع الديموقراطيين في معارضة سياسة إدارة بوش والخطة الجديدة، فقد طالب تشك هاغل السيناتور الجمهوري عن ولاية نبرسكا زملاءه بإمعان النظر جيدا في الخطة ونقل رؤيتهم إلى من يمثلون من أبناء الشعب الأمريكي، أما السيناتور ريتشارد لوغر وهو جمهوري أيضا عن ولاية انديانا ومعارض لخطة بوش ، فلا يرى فائدة من التصويت ضد الخطة في الكونغرس لسبيين أولهما أن التصويت لن يحول دون تصميم بوش على تنفيذ الخطة وإرسال القوات الإضافية، أما السبب الثاني فهو خشيته من التأثير السلبي لحالة الانقسام والرغض على حالة الجنود المعنوية في العراق. كما أعرب أربعة أخرون في اللجنة من أعضاء مجلس الشيوخ عن اتفاقهم مع الديموقراطيين على معارضة الخطة ، ولكنهم يرغبون في تخفيف لهجة القرار الذي أعدته اللجنة للعرض على مجلس الشيوخ من أجل تمريره، ومنهم السيناتور ليزا ماركوسكي عن ولاية ألاسكا التي وصفت زيادة عدد القوات بأنها ليست أكثر الطرق فاعلية لتحقيق النجاح في العراق، واضافت إن معارضتي لإدارة واستراتيجية بوش رغم انتمائي للحزب الجمهوري لا يشعرني بعدم الولاء مطلقا. وأضافت مراسلة CNN في تقريرها أن موقف المعارضة داخل الحزب الجمهوري في تصاعد مع إعلان السيناتور جون وارنر عن ولاية فرجينيا عن قرار أخر يعارض زيادة عدد القوات في العراق من المفترض عرضه على مجلس الشيوخ للتصويت عليه الأسبوع القادم.
أما السيناتور أرلين سبكتور الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا، فقد صرح في لقاء مع شبكة NBC بأن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين المعارضين لخطة بوش، يتفاعلون مع الأزمة بحيرة وألم شديدين، فهم من جهة يريدون توبيح بوش على سياسته الفاشلة في العراق وفي نفس الوقت لا يريدون إضعاف قيادة القوات العسكرية في وقت الحرب. وبالتالي فلا يعرفون الطريقة المثلى للتعامل مع الأزمة، خاصة في ظل احتمال محاولة مؤيدي الرئيس في مجلس الشيوخ بمقاطعة جلسة التصويت على قرار معارضة الخطة.
الخلافات تطول الميزانية والتمويل
رغم أن النائبة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، قد أعلنت بوضوح الأسبوع الماضي في لقاء مع شبكة ABC أن الكونغرس الذي يسيطر عليه أغلبية ديمقراطية لن يصوت ضد ميزانية تمويل القوات الإضافية ، فإن الجدل الدائر الآن خطة وسياسة بوش قد يطول ميزانية الملف العراقي بشكل أو بأخر. شبكة CBS الإخبارية نقلت عن السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس جيم ويب تصريحه بأن اللجنة يساورها القلق فيما يتعلق باعتماد مزيدا من الأموال لعملية إعادة إعمار العراق في ظل الوضع الأمني السائد. وكان السيناتور قد قال أمام اللجنة" أود أن أعلمكم بوضح بأنني لن ادعم أي ميزانية إضافية دون وجود دليل راسخ على أن هذا النوع من التخبط في الإدارة قد انتهى"
وكان الرئيس بوش قد تعهد في خطاب حالة الاتحاد بتقديم 1.2 مليار دولار لتمويل خطته الجديدة في العراق والتي تستلزم زيادة عدد القوات الأمريكية العاملة في العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار. كما أن وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت عن مواصلة برنامج فرق المتعاقدين في العراق بإرسال 300 من المتعاقدين المدنيين إلى بغداد والأنبار ، وهو الأمر الذي قوبل بمعارضة بعض أعضاء الكونغرس من الحزبين معربين لوزارة الخارجية عن خشيتهم من أن يؤدي إمداد شركات المتعاقدين بمزيد من الأموال إلى الفساد. وعقب السيناتور بايدن على هذا الإنفاق قائلا إن وزارة الخارجية قد أنفقت ما يقرب من 15 مليار دولار في مشروعات إعادة الإعمار والنتيجة هي من نراه الآن في العراق. وطالب زمياه الجمهوري السيناتور لوغر من الإدارة بوش أن الكونغرس لابد له أن يحصل على تقارير مفصلة عن الكيفية التي تم بها الإنفاق في العراق منذ بداية الحرب وحتى الآن.
تشيني: الانتقادات كلام فارغ
في رده على حملة الانتقادات المتصاعدة ضد سياسة إدارة بوش في العراق وضد الخطة التي أعلنها الرئيس مؤخرا بزيادة عدد القوات، حمل نائب الرئيس ديك تشيني بقوة على المعارضين في لقاء تم بثه يوم الأربعاء الماضي على شبكة أخبار CNN. وقد جاء تعبير كلام فارغ على لسان تشيني عندما سأله مضيفه وولف بليتزر عن منتقدي الإدارة من أعضاء الحزب الجمهوري الذين باتوا يتشككون في مصداقية الإدارة بسبب الفشل ولأخطاء التي ارتكبت بالعراق.
وأكد تشيني تصميم إدارة بوش على تنفيذ الخطة الجديدة في العراق، مهما كان حجم المعارضة، وزعم نائب الرئيس أن الولايات المتحدة تحققا نجاحا في العراق وأنها ستواصل هذا النجاح. وفي رده على سؤال حول سيناريو انقلاب الشيعة في العراق على الولايات المتحدة في المستقبل، رد نائب الرئيس الأمريكي بحزم قائلا إن هذا لن يحدث.
وفي اليوم التالي لبث لقاء ديك تشيني على شبكة CNN شن السيناتور الديمقراطي عن ولاية الينوي ديك ديربين هجوما مضادا على نائب الرئيس الأمريكي متهما إياه بالكذب وتضليل الرأي العام. وتساءل ديبربين كيف ينكر تشيني الفشل وارتكاب الأخطاء ويدعي بتحقيق نجاحات في العراق في الوقت الذي أقر فيه الرئيس بوش نفسه بعدم تحقيق النجاح في العراق.
أنا صانع القرار
يبدو أن الرئيس الأمريكي قد فاض به الكيل من انتقادات أعضاء الكونغرس، فأعلن أمام كاميرات الصحفيين والمراسلين في البيت الأبيض صباح الجمعة ، وفي أعقاب لقائه بجموعة من المستشارين العسكريين بما فيهم القائد الجديد للقوات الأمريكية في العراق ليوتنانت جنرال ديفيد بيتريوس ، أنه صانع القرار فيما يتعلق بإرسال المزيد من الجنود إلى العراق. وأضاف بوش متحديا قرار لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس قائلا إننا اخترت الخطة التي أرى أنها أفضل الخطط للتحقيق النجاح.