لبنان: السنيورة يؤكد وجود 3 صيغ للحوار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
السعودية شجّعت لقاءات بين القادة اللبنانيين
إيران تتريث قبل بتّ مخرج للحلّ للتشاور مع سورية و "حزب الله"
بيروت - الحياة
بقيت مسحة التفاؤل بإيجاد مخارج من الأزمة السياسية اللبنانية المفتوحة على التوترات والصدامات المتنقلة في الشارع، متوقفة على تواصل الاتصالات السعودية - الإيرانية التي أكد السفير السعودي في بيروت عبدالعزيز خوجة بعد لقاءين له مع رئيسي الحكومة فؤاد السنيورة ثم المجلس النيابي نبيه بري، ان هذه الاتصالات متواصلة، مشيراً الى ان ايران "دولة اقليمية كبيرة وبالتالي من الطبيعي ان يطرح الموضوع اللبناني للنقاش. فلبنان جزء من هذه المنطقة وما يدور فيه من صراع ينعكس على المنطقة".
وفيما تردد ان المسعى السعودي استهدف، في انتظار ان تسفر الاتصالات مع طهران عن نتائج عملية، تشجيع الأفرقاء اللبنانيين على الاجتماع والحوار، قال الرئيس السنيورة لـ "الحياة" ان رغبته في جلوس القيادات اللبنانية "لا تنتظر تشجيع القوى الخارجية المهتمة بالوضع اللبناني، على رغم ايجابيات اهتمامها، اذ علينا ان نتواصل كقيادات ونتحاور، ويجب ألا ننتظر المساعي الخارجية على أهميتها". وأوضح السنيورة لـ "الحياة" ان الاتصالات التي أجراها أول من أمس وشملت بري ورئيس الجمهورية اميل لحود والقادة الروحيين، والتي شرح لهم فيها ما تحقق في مؤتمر "باريس-3" وتناولت الصدامات التي شهدها لبنان، الثلثاء والخميس الماضيين، ركّزت على الحاجة الى عودة القادة السياسيين الى الحوار. وأشار السنيورة الى انه شدد في اتصاله مع بري على أنه "اذا لم نجتمع فلن نحصد ايجابيات ما تحقق في مؤتمر رفيق الحريري - باريس-3، لذلك نحتاج الى ان نجلس مع بعضنا". وحين سألت "الحياة" السنيورة هل اقترح على بري الاجتماع في المجلس النيابي بعد فتح دورة استثنائية، قال: "رأيي معروف، وحتى نجتمع هناك أمامنا إما ان ينعقد المجلس النيابي، واذا كان هذا غير متوفر، ان يدعونا الرئيس بري الى مؤتمر الحوار الوطني، أو أن نعقد لقاءات ثنائية، حتى نخرج الأزمة من الشارع". وسأل السنيورة: "هل نصل الى الحل بإنزال الناس الى الشارع أو إبقائهم فيه؟ شاهدنا ما حصل في الشارع، واذا تركناهم فما الذي يحصل؟ هل تتحقق الانتصارات في الشارع أم ان المخارج تأتي عندما نناقشها مع بعضنا؟" ورأى ان "بقاء الازمة في الشارع يحوّل القادة السياسيين والزعماء الى لجنة أمنية لوقف هذا الصدام هنا، ومعالجة ذلك الاشكال هناك. انه يلغي دور الزعماء السياسيين الذين يجب ان يلتقوا ويبحثوا أمور البلد بدلاً من كل ذلك".
وقالت مصادر مقربة من السنيورة ان هدف اتصالاته أمس لم يكن الاصرار على فتح الدورة الاستثنائية، وأنه تناول الأمر من زاوية ان المجلس النيابي هو اطار للحوار والبحث وإلا فمؤتمر حوار.
وأوضحت المصادر ان السنيورة في اتصالاته لم يلقَ تجاوباً حول إلحاحه على ضرورة اجتماع القيادات اللبنانية وأشارت الى ان هدفه من الالحاح كسر الجليد لعلّ ذلك ينعكس على الشارع، اذا تعذر على الحوارات ان تتوصل الى مخارج سريعة.
وكان بري قال بعد استقباله السفير خوجة الذي عاد أمس من زيارة تشاور ليومين مع حكومته في الرياض، انه "أكثر تفاؤلاً"، كما قال خوجه انه "دائماً متفائل".
وعلمت "الحياة" من مصادر مواكبة للاتصالات السعودية - الإيرانية انها تعتمد سياسة الأبواب المفتوحة، حتى لو انها لم تتوصل الى نتائج بعد، لكن المعنيين بها أبلغوا الى عدد من القادة اللبنانيين ان يترقبوا تلك النتائج ويصبروا بعض الوقت، لعلها تنتج توافقاً على صيغة لمساعدة اللبنانيين على مخرج سياسي من الازمة.
وقالت المصادر ذاتها: "يبدو ان الجانب الإيراني أخذ لنفسه مزيداً من الوقت من أجل التشاور مع دمشق ومع قيادة "حزب الله" حول الافكار التي تبادلها مع المسؤولين السعوديين في هذا الاطار". وأضافت: "ان ما يشجع على استمرار هذه الاتصالات الإيرانية ان من ثمارها كان تدخل ايران لدى "حزب الله" مساء الثلثاء الماضي لوقف إضراب المعارضة وتحركاتها الاجتماعية في الشارع التي كانت تنوي مواصلتها بمحاصرة بيروت".
وكان الجانب السعودي شجع السنيورة على دعوته الى التلاقي والاجتماع، في اتصالاته التي أجراها أول من أمس.
وفي المقابل، علّقت مصادر الرئيس لحود على اتصال السنيورة به لاطلاعه على نتائج مؤتمر "باريس-3" بالقول ان رئيس الحكومة دعا الى ضرورة فتح دورة استثنائية برلمانية لاقرار المشاريع ذات الصلة بالمؤتمر. وأوضحت مصادر لحود أنه "رحّب بنتائج المؤتمر وأبلغ السنيورة ان فتح مثل هذه الدورة ممكن وضروري، ولكن يجب قبل البحث في هذا الأمر معالجة الوضع الحكومي وضرورة مشاركة الجميع في حكومة تتخذ قرارات تحظى بالتوافق"، مشيراً الى ان "البلاد لم تعد تحتمل انقسامات وانها على حافة حرب أهلية، بسبب غياب فئة من اللبنانيين عن مركز القرار في الحكومة". كما اتصل الرئيس بري بلحود الذي أطلعه على ما دار في الاتصال الهاتفي بينه وبين رئيس الحكومة، وقال بري للحود انه تلقى اتصالاً أيضاً من السنيورة.
وقالت مصادر مقربة من زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري ان الرسالة التي وجهها أول من أمس وقال فيها ان "الكل أصبح أمام الخط الأحمر وهنا يجب ان نتوقف ونتراجع الى خطوط الحوار، وتشجيع المبادرات التي تبحث عن مخارج حقيقية" لها أهداف عدة.
وأكدت المصادر ان الحريري أراد توجيه رسالة الى الجميع مفادها ان ما يحصل من صدامات على الأرض خطير جداً وأنه يحاول استيعاب التوتر المتواصل، وأنه شاء ان يلاقي النداءات الأخرى من الرئيس بري والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله بنداء جديد اضافة الى النداءين اللذين سبق ان وجههما من أجل احتواء الفتنة، ومواكبة مناخات الاتصالات الجارية على المستوى الخارجي والتي تتوخى الحوار بين الأفرقاء.
وكان وقع إشكال عصر أمس في منطقة البسطا حين نزل بعض مناصري حركة "أمل" الى الشارع، الا ان الجيش حسم الأمر في سرعة وانتشر وأخرج الشبان من الشارع.
وكان تلفزيون "المنار" بث في نشرته المسائية، خبراً عن تحرش بالمعتصمين في ساحة رياض الصلح، الا ان المصادر الأمنية نفت حصول أي إشكال هناك. وكان الجيش نفذ مداهمات أمس بحث عن مطلوبين في بعض أحياء بيروت، نتيجة صدامات الخميس الماضي.
وفي الجنوب سجلت حالات تسمم لمدنيين صحافيين وعناصر من الجيش وقوى الأمن (8 أشخاص) اقتربوا من بالونات حرارية ألقتها الطائرات الاسرائيلية أمس على محيط النبطية وشاطئ مدينة صور.
وتابع السنيورة طوال أمس المعلومات التي تواترت عن هذه البالونات، وأوضح مكتبه الاعلامي ان الاتصالات اللازمة أجريت بين قيادة الجيش وقيادة قوات الطوارئ الدولية التي كلفت وحدة ايطالية اخذ عيّنات من محتوى البالونات لفحصها ومعرفة موادها، ويفترض ان تظهر نتائج فحوصاتها اليوم تمهيداً لاتخاذ الخطوات القانونية اللازمة.