الشيخ سعد سأل السفارة البريطانية عن صدام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1976
لندن - رائد الخمار، القبس
خصصت الوثائق البريطانية، التي افرج عنها الارشيف الوطني نهاية ديسمبر الماضي، تقارير عدة للحديث عن صحة الرئيس العراقي احمد حسن البكر وسفره الى فرنسا للعلاج، وكيف ان نائبه صدام حسين تقبل اوراق اعتماد خمسة سفراء انتظروا ما معدله اربعة شهور لتقديم اوراق اعتمادهم في بغداد.
وأشارت وثيقة حملت تاريخ 16 سبتمبر 1976 وعبارة 'سري جدا' الى ان الجميع ينتظر في بغداد تسلم 'الشاب صدام حسين (39 عاما) السلطات الرسمية في بغداد بعد طول انتظار'، وقالت ان الرئيس البكر يعاني من مرض في القلب ومن ثم ارتفاع نسبة السكري في دمه.
ولاحظت الوثيقة ان انتظار صدام يعود الى استكمال تسليم الضباط الموالين له المراكز الحساسة في القوات المسلحة ليضمن ولاء هؤلاء المطلق قبل وصوله الى قمة الهرم.
وشددت على ان 'انه طيلة السنوات الاربع الماضية كان صدام الوجه البارز والسلطة الفعلية في البلاد واهم شخص في الحزب (البعث)، وفي السلطة وانه في حال غياب البكر او تغييبه سيعني ذلك ان الجنرالات قبلوا سلطة صدام واعلنوا ولاءهم له بعدما يتعهد بالحفاظ على مصالحهم الاساسية خصوصا انه ليس لصدام خلفية عسكرية ولم يتخرج من المدرسة الحربية ليتولى القيادة العامة للقوات المسلحة ويستطيع إمرة العسكريين من حزب البعث او من خارجه'.
وحتى التاسع والعشرين من الشهر كان البكر لا يزال في قمة الهرم، اذ نشرت صحف بغداد صورته وهو يستقبل شبلي العيسمي وعددا من القيادات لم يظهر بينهم صدام 'لانه لا يريد الوقوف في الصور الى جانب البكر او خلفه'.
وتظهر الوثائق ان الدبلوماسية البريطانية كانت مهتمة جدا بمتابعة العلاقات الكويتية - العراقية في ظل الحديث عن تغيير قمة هرم السلطة في بغداد.
سالم الصباح
وافاد تقرير دبلوماسي في 18 اكتوبر 1976 عن وصول الشيخ سالم الصباح الى بغداد لحضور اجتماعات مجلس ادارة شركة الملاحة العربية وافتتاح قناة الثرثار، كما اشار الى ان الصحافة العراقية تحدثت عن اجتماع لوزير الخارجية العراقي والكويتي على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك ووصفت الاجتماع بانه كان وديا.
ويبدو ان تركيز التقرير على العلاقات الكويتية - العراقية كان بهدف الرد على سؤال من الدبلوماسي البريطاني جون فيتزهيربرت، تناول استيضاحا من الشيخ سعد العبدالله عن التطورات في بغداد وكيف يرى الدبلوماسيون البريطانيون فيها العلاقات مع الكويت، وعن 'مستقبل' صدام حسين ومتى يخلف الرئيس البكر.
ويبدو ان الشيخ سعد سأل ايضا عن سبب زيارة البكر الى باريس، التي ذكرت صحف بغداد بانها زيارة خاصة، وعما اذا كانت صحة البكر متدهورة جدا.
وافاد التقرير، الذي كتبه نيل ويتني، ان احدا لا يستطيع الحسم في مسألة الخلافة ومتى تعلنها بغداد، وان كل التقارير لا تخرج عن التكهنات.
وشدد ويتني، الذي يبدو انه كان مكلفا مراقبة تحركات اركان السلطة ومتابعتها، على ان صدام زاد عدد الموالين له في صفوف العسكريين خصوصا بعدما منح لقب جنرال في القوات المسلحة، من دون استحقاق او تأهيل عسكري.
ولم يحسم الدبلوماسي البريطاني في مسألة الوقت الذي يمكن لصدام فيه تولي الرئاسة او ما اذا كان يرغب فيها سريعا، مشددا على ان الجميع في بغداد يستبعدون ان يتولى سعدون غيدان الرئاسة ولو صوريا، وان المرشح الوحيد لها هو صدام والا الفوضى.
تعزيزات قرب حدود سوريا
واشار البند الثالث من التقرير الى ان وحدات عراقية نشرت قرب الحدود السورية لكن القوة الرئيسية لا تزال بعيدة ما يعني ان لا مخطط ابدا لبدء مناوشات جدية بين سوريا والعراق.
ولاحظ التقرير ان السلاح الجوي العراقي كان نشطا في الشمال حيث ضربت طائرات هليكوبتر عراقية مواقع لبعض بقايا المسلحين الاكراد قرب الحدود التركية. لكن وزارة الخارجية العراقية ابلغت الدبلوماسيين الاجانب ان الحادث وقع بسبب اخطاء وانه لن يتكرر.
ولم يستطع الدبلوماسي البريطاني اعطاء تقويم لما جرى بحثه بين صدام والشيخ سالم الصباح او ما تم الاتفاق عليه، وفق ما ورد في التقرير، ان صدام يفضل التباحث مع شخصيات اكثر اهمية'!
وافاد تقرير كتبه السفير جون غراهام في 13 نوفمبر من بغداد عن 'ضيق صدام بالمكاسب التي حققها حافظ الاسد في الشأن اللبناني'.
وشدد على ان صدام اصبح 'الزعيم غير المنازع' في العراق، وان 'السيجار الضخم' الذي كان يدخنه في احتفالات داخلية اثار الكثير من التعليقات في المجتمعات من دون ان يجرؤ احد ان ينتقد ذلك علانية.
بروز طارق عزيز
ولاحظ بروز دور طارق عزيز المقرب جدا من صدام، وتوقع ان يكون له دور بارز في ادارات صدام المتعاقبة لان صدام يرتاح الى الاسلوب الذي يتحدث به والى واقعيته، وقال 'انه يعرف كي يتكلم مع صدام وفق الاسلوب الانيس في مخاطبة الرئيس'.
ونقل التقرير عن السفير الهندي في بغداد قوله ان هناك تذمرا صامتا من مخصصات صدام الكبيرة واسلوبه في التعامل الرئاسي مع الجميع، واستخدامه المرسيديس الرئاسية في كل تنقلاته.
ويبدو ان السفير الهندي جمع معلوماته من تقارير كان يقدمها فريق عسكري هندي كان يدرب ضباطا في سلاحي الجو والمدرعات.
وختم السفير تقريره بالقول 'اعتقد ان مسألة الكويت ستتحرك مع قرب استلام صدام السلطة لانها وحدها توحد الحزب والجيش'!