جريدة الجرائد

السمفونية النووية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


سحر بعاصيري

ان تعتزّ ايران بتكنولوجيا نووية "صنع في ايران" فتصدر طابعا بريديا عنها وتخصص يوما وطنيا لها كما فعلت السنة الماضية وتطلق "السمفونية النووية" هذه السنة، فهذا حقها.
اما ان تعتبر هذه السمفونية جديدة و"صنع في ايران" تأليفا وعزفا ففيه انتقاص من حقوق المستمعين وحقوق المؤلفين والعازفين.
فنحن، المستمعين، نشنف آذاننا بسمفونيتها النووية منذ سنوات ونراقب جميع المؤلفين والعازفين، ايرانيين وغير ايرانيين، موسيقيين نوويين محترفين او هواة، يتناوبون على مقاطعها. وربما الاصح القول اننا نذوق طعم عزفهم على أوتار حياتنا يوميا في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان.
وبالاذن من المؤلف الايراني للسمفونية التي ستعزفها أوركسترا وزارة الثقافة والارشاد الديني في 11 شباط في الذكرى الـ28 للثورة الاسلامية نقول اننا في معظم الاحيان لا نسمع الا نشازا. ففي المقطع الذي يعزفه عراقيون يستحيل القول ان كل هذا الموت على انقاض بلد ليس نشازا. وفي المقطع الذي يعزفه فلسطينيون يستحيل القول ان كل هذا الاقتتال على قضية تكاد تصير انقاضا ليس نشازا. اما في المقطع الذي يعزفه لبنانيون فيصعب الاقتناع بان الوصول بالمعزوفة الى طريق مسدود ليس نشازا. ولعل المقطع الذي تعزفه دمشق هو الاكثر انسجاما مع تصورها للسمفونية ان في لبنان المحكمة الدولية أم في فلسطين السلام الذي لا يصلها.
هذا حال المستمعين مع السمفونية النووية وحال عازفيها معنا.
أما التأليف وان يكن في جزء اساسي منه ايرانيا فهو حتى الان ليس كذلك حصرا. فالان مثلا دخل روسي بقوة على خط التأليف يريد تعديل مسار السمفونية او كتابة المقطع الاخير. حمل امين المجلس الاعلى للامن القومي ايغور ايفانوف رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين الى مرشد الجمهورية علي خامنئي وبحث معه في أحوال أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والاهم انه اقترح التعاون مع اقتراح قائد أوركسترا الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي يعزف على وتر تعليق تخصيب الاورانيوم وتعليق العقوبات الدولية. ايران "تحتاج الى وقت لدرس" الاقتراح.
ولعل الاهم في "التأليف" الروسي هو ما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف وليس في دعوته طهران ودمشق الى لعب دور ايجابي في المنطقة والتسوية بل في قوله ان الكثير من المشاكل في الشرق الاوسط يرتبط "بالاحساس المضلل بالاعتزاز بالنفس" ذلك انه "بمجرد ان يردد أحد أية عبارة، فانه لا يستطيع التراجع عنها لاحقا. وهذا يعتبر سياسة غير مرنة وقصيرة النظر".
هل قصد بذلك اصرار ايران على العزف رغم كل الضغوط لوقفها؟ الارجح. لكن المهم ان ثمة مؤلفا صديقا لايران يحاول ان يكتب معها الفصل الاخير قبل اليوم الموعود، 11 شباط، ليحول دون بلوغ سمفونيتها هاوية تسقط فيها المنطقة كلها. اما اذا كانت ستتعاون او تواصل العزف فأمر آخر.
حتذاك، ننتظر، وكلنا آذان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف