جريدة الجرائد

وكالات الاستخبارات ترى نذرا مقلقة بعودة القاعدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


الايكونومست - تقرير خاص


فيما يرون العراق يشهد تصاعد وتيرة الدخول في اتون حرب اهلية، وتزايد هجمات طالبان في افغانستان، نرى القادة الغربيين وهم يعزون انفسهم بفكرة واحدة: إن الحملة على القاعدة قد سارت على ما يرام على الأقل. وكان الرئيس بوش قد قال في تشرين الأول-اكتوبر الماضي: "إننا، بالتأكيد، نحرز النصر. والقاعدة تندحر". وكان نظام طالبان قد وفر ملاذاً للقاعدة في افغانستان. وبعد ان قام الغرب بإسقاط نظام طالبان في عام 2001، واعتقل وقتل العديد من زعماء القاعدة، اعتقد المسؤولون ان التنظيم قد تهشم الى درجة كبيرة. ومع أن أسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري دأبا على ارسال رسائل فيديو وأخرى تسجيلية من مخابئهما، إلا أنه بدا وكأنهما لا يتحكمان بالعمليات التي كانت المجموعات المحلية تحتكر "امتياز" تنفيذها.

أما في اوروبا، فقد تبنى جهاديون كانوا قد ترعرعوا ونشأوا فيها قضية الجهاد. لكن عملياتهم، مثل تفجيرات لندن في السابع من تموز-يوليو، لم ترق الى المستوى الذي يواكب عمليات القاعدة.

وهكذا جاءت الحكمة التي تم استنتاجها. لكن، وفي تقويمه السنوي للتهديد يوم الحادي عشر من كانون الثاني-يناير الحالي، نجد جون نيغروبنتي، مدير المخابرات الاميركية المنصرف، وقد غير من نبرته. وقال ان قيادة القاعدة المحورية "عائدة"، وان مخابئها في باكستان "آمنة"، وانها "تسعى إلى إقامة روابط تشغيلية وعلاقات اقوى" مع مجموعات تنتسب إليها في عموم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واوروبا. وتتناغم وجهة النظر هذه مع التحذير الذي كانت قد وجهته كبيرة مسؤولي الاستخبارات البريطانيين في الأشهر الأخيرة. ففي تشرين الثاني-نوفمبر الماضي، قالت ديم اليزاماننغهام-بوللر، رئيسة الوكالة الأمنية ،ام اي 5، ان اشباحها المنتشرة بشكل مفرط تقوم بمطاردة مائتي شبكة ارهابية تشمل 1600 مشبوه، فضلا عن انها تجري تحقيقات في مخططات تحظى بأولوية قصوى. فقد شكل الراديكاليون الذين ترعرعوا في الوطن جنودا مشاة تلقوا التدريب والإرشاد من القاعدة على نطاق واسع ومتنام.

في الأثناء، سلطت سلسلة من التحقيقات والقضايا في المحاكم في بريطانيا الأضواء على الدور الدائم للقاعدة في الهجمات التي شنت على الغرب، خاصة انطلاقا من الباكستان. وفي تشرين الثاني الماضي، تلقى ديرين باروت، وهو هندي اعتنق الاسلام، حكما بالسجن لمدة 40 عاما بعد تجريمه بالتخطيط لعدة هجمات محتملة. وكان السيد باروت قد اعتقل في عام 2004، بعيد القاء القبض في الباكستان على محمد نعيم نور خان، وهو من زعماء القاعدة، ووجهت له تهمة التخطيط لاستخدام "قنبلة قذرة" إشعاعية لنسف سيارات ليموزين مليئة باسطوانات غاز في لندن، بالاضافة الى شن هجمات في اميركا ضد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبورصة الأسهم في نيويورك.

في البداية، ظنت وكالات الاستخبارات ان تفجيرات السابع من تموز-يوليو كانت من منشأ في الوطن. لكن المحققين وجدوا لاحقا ان زعيم المفجرين، محمد صديق خان، كان قد توجه الى الباكستان من قبل. وفي لندن هذا الاسبوع، استمعت محكمة الى صلة مشابهة في مخطط آخر(تم إحباطه) لنسف نظام النقل اللندني بعد اسبوعين. وكان زعيم المفجرين المزعوم، الأثيوبي المولد، مختار ابراهيم قد توجه الى الباكستان بدوره، كما ذكر، قبل عدة اشهر من تنفيذ الهجمات. فيما تردد انه تلقى تدربات في معسكر للتدريب في السودان.

الى ذلك، قال محققون، ان هذا الهجوم لم يكن"هجوم محاكاة"، لكنه مخطط منذ امد بعيد. وقد فشل لأن المفجرين لم يتقنوا إعداد موقد طهو المكونات، وبشكل رئيسي دقيق الشاباتي، ومزيل طلاء الأظافر، وبروكسيد الهيدروجين.

وإذا بدا هذا عمل هواة بالنسبة للقاعدة، فإن المخطط المزعوم في شهر آب الماضي، والذي ستعقد محكمة بخصوصه، لنسف ما يصل الى عشر طائرات وهي في الجو في طريقها الى اميركا من لندن باستخدام متفجرات سائلة، كان يحمل بصمات القاعدة. ويقول محققون ان له صلات وثيقة مع المتطرفين في الباكستان ايضا.

وفي كندا كانت مجموعة من المواطنين المسلمين، كما ذكر، قد خططت لمهاجمة البرلمان وقطع رأس رئيس الوزراء، وهي ايضا بانتظار المحاكمة. والى ذلك، يقول مسؤولون امنيون غربيون ان اعادة انبعاث القاعدة يعود في جزء منه الى حقيقة ان الضغط قد خف عن منطقة وزيرستان الشمالية، وهي منطقة قبلية باكستانية كان الجيش الباكستاني قد توصل الى اتفاقية لوقف اطلاق النار فيها مع الميليشيات في شهر ايلول -سبتمبر الماضي. ويشكو قادة عسكريون افغان ومن الناتو من ان الهدنة وفرت لعناصر طالبان اجتيازا آمناً للحدود. ووصف نيغروبونتي الباكستان بانها حليف مهم، لكنها ايضا "مصدر رئيسي للتطرف الاسلامي".

وفي الأثناء، يبدي نفس المسؤولين الغربيين انزعاجا مما يصفونه بأنه "ضربة ارتدادية" تأتي من العراق. فبدلا من القضاء على الانتحاريين الذين يفدون الى العراق بنية تنفيذ هجوم انتحاري، أنتجت الحملة هناك مقاتلين متمرسين على القتال لشن حملات عنيفة في امكنة اخرى من العالم. وقال السيد نيغروبونتي ان انسحابا اميركيا من العراق سيجعله يحل محل افغانستان كملاذ للقاعدة.

ومن جهة أخرى، تلقت القاعدة والمتعاطفون معها في الصومال في الآونة الأخيرة ضربة قوية، حيث اجتثت القوات الأثيوبية المدعومة أميركيا شأفة الإسلاميين المحليين. لكن القاعدة قد تكون أصبحت اكثر قوة في شمال افريقيا، إذ ان الاعلان في ايلول -سبتمبر الماضي عن اندماج بين القاعدة وجماعة الدعوة والجهاد السلفية في الجزائر (المعروفة اكثر باحرفها الاستهلالية بالفرنسية جيه اس بيه سيه) ربما ينذر بمحاولة لفتح جبهة جديدة ضد اوروبا من خلال عدد سكانها الضخم من المهاجرين المغاربة. وكان السيد الظواهري قد قال ان "اخواننا السلفيين في الجزائر سيكونون شوكة في اعناق الصليبيين الاميركيين والفرنسيين وحلفائهم".

وفي هذه الأثناء، كان عدد السلفيين قد تضاءل الى بضع مئات من المقاتلين. كما القي القبض على أعضائهم المزعومين في عموم اوروبا. وكانت الجماعة قد اعلنت مسؤوليتها في الشهر الماضي عن تفجير قنبلة ادت الى مقتل سائق باص كان يقل عمالا يعملون في شركة فرعية تابعة لهاليبرتون الاميركية العملاقة في حقل خدمات الطاقة. وقد بات حدوث مثل هذه الهجمات نادرا في الآونة الاخيرة. وكذلك حوادث اطلاق النار في تونس الهادئة في العادة. ومع ذلك، فقد قتل اربعة عشر شخصا على الأقل في هجومين تم شنهما مؤخراً. وذكر ان المسلحين كانوا قد دخلوا تونس من الجزائر.

الى ذلك، يقول بروس هوفمان "إن القاعدة ليست في طور الاندحار، وانما هي تتابع مسيرتها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف