جريدة الجرائد

أنا وأنت... السيستاني والبهرة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد العوضي

في موقع شبكة السراج في الطريق الى الله وفي صفحة كنز الفتاوى، تتصدر الصفحة من أعلى على اليسار صورة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني، وبجوار الصورة حكمة للإمام جعفر الصادق تقول "ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الدين".
وتحت عنوان مسائل منوعة جاء السؤال التالي:

"من هم البهرة أو البهارية الذين يقولون انهم شيعة؟ وهل يجوز السماح لعامل يعمل لدي في المتجر أو الشريك فيه، ان يضع صورة سلطان البهرة أو زعيمهم؟

وتحت عنوان الفتوى، يجيب السيد السيستاني بالتالي نصاً:

"البهرة طائفة من الاسماعيلية، يعتقدون بإمامة اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام، مع أنه مات في حياة أبيه، فيقولون: انه لم يمت، ثم اعتقدوا بأئمة بعده الى زماننا هذا، وهم طائفتان: الأغاخانية والبهرة، ولكل منهم إمام في هذا العصر، وهناك منهم من يظهر العداء لسائر الإئمة عليهم السلام، فإن أظهروا فهم نصّاب نجسون، والا فلا يحكم بنجاستهم، ولا تسمح له بوضع صورة امامه، فهذا دعاية للضلال"... هذا نص الفتوى.

وعندما نتأمل اجابة السيد السيستاني على السائل، نجدها مركزه رغم اقتضابها الشديد، فالسيد بدأ فتواه بذكر المذهب العام الذي تنحدر منه هذه الطائفة وهي الاسماعيلية، وهو ما أكدناه في المقالين السابقين اذ ان "هذا التوضيح يعين على الفهم واستيعاب الطائفة، وقسمهم قسمين البهرة والأغاخانية وهو التقسيم نفسه في الكتاب الذي أحلتُ عليه في مقالي الأخير وهو دراسة في الفرق في تاريخ المسلمين للدكتور أحمد محمد جلي، وذكر السيد ارتباط هذه الطائفة بأئمة خاصين، ثم ألمح لقضية خطيرة وهي أن منهم من يظهر العداء لسائر الأئمة عليهم السلام أي ابتداءً بعلي بن أبي طالب ثم ابنيه الحسن والحسين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد الجواد ثم علي الهادي ثم الحسن العسكري ثم محمد المهدي، أي ان البهرة أعداء هذه السلسلة المباركة بمن فيهم محمد المهدي الذي له خصوصية عند الاثنى عشرية لا يتفق معهم فيها السنة.

وكلمة السيستاني منهم من يظهر العداء للأئمة دليل أن المسألة متأصلة عندهم لدرجة قفزها من الباطن الى الظاهر، وما خفي كان أعظم، ثم حكم عليهم بأنهم (نواصب) اي اعداء لآل البيت، ووصفهم بالنجاسة ورتب على نجاستهم حرمة تعليق صورة إمامهم في المحلات التجارية، ثم علل هذه الحرمة بأن تعليقها دعاية للضلال.

وأظن، بل اعتقد جازماً ان جميع العقلاء انا وانت وهو وهي والسيستاني نتبرأ من الضلال، ويكفي عداء آل البيت الأطهار ضلالاً... واذا طبقنا قياس الأولى على فتوى السيستاني فيمكننا القول والاستنتاج بأن من يعتبر تعليق صورة في دكان دعاية لضلال مبين، فإن بناء معبد مملوء بذات الصورة أشد دعاية للضلال، فكيف اذا علمت أن بعض الصور فيها سجود البهرة لائمتهم المقدسين؟! وللحديث بقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف