الأرض تتألم بفعل النشاطات البشرية وحمايتها بعلاقة انسجام بين الانسان والطبيعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شيراك يطلق مشروعه لإنشاء منظمة دولية متخصصة وتقرير بيئي يحذّر من الوصول الى نقطة اللاعودة ...
باريس - آرليت خوري
أطلق الرئيس جاك شيراك أمس مشروعه الهادف الى إنشاء منظمة متخصصة بالبيئة في اطار الأمم المتحدة، في حضور ممثلين عن حوالي خمسين دولة توافدوا الى باريس للمشاركة في المؤتمر من أجل "حكم بيئوي عالمي".
ويرغب شيراك الذي تشرف ولايته الرئاسية الثانية على نهايتها، بترك بصمته الخاصة على صعيد مشروع كان دائماً في طليعة اهتماماته، ويلقى بالطبع معارضة الدول الأكثر مسؤولية عن التلوث وتدهور البيئة، أي الولايات المتحدة والصين وأيضاً الهند وروسيا.
وصدر عن المؤتمر الذي ينهي أعماله اليوم (السبت) "نداء باريس" الذي يعبر عن دعم المشاركين فيه، من وزراء وأرباب مؤسسات وخبراء ومسؤولين عن جمعيات بيئية، لمشروع شيراك إنشاء المنظمة البيئية المتخصصة.
وحذر شيراك في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر في قصر الاليزيه من أن "كوكبنا يتألم. وأعراض هذا الألم هي ردات الفعل القصوى التي يشهدها"، إذ "ثبت ان النشاطات البشرية هي التي تولد هذه الاختلالات"، وقد "اقتربنا من نقطة اللاعودة".
وسبق لشيراك أن أطلق تحذيرات متكررة حول ضرورة العمل على وقف التدهور البيئي، واستدعاء انتباه العالم للطابع الملح لهذه المهمة. وهو أعلن، خلال قمة الأرض في جوهانسبورغ العام 2002، ان "البيت يحترق ونحن نتطلع في اتجاه آخر".
ولوقف هذا الحريق الذي يأتي على موارد الكرة الأرضية ويغير معالمها الجغرافية والمناخية، دعا شيراك في خطابه الى "ثورة ضمائر" و "ثورة ثقافية"، مؤكداً أن "مسؤوليتنا تجاه الأرض لا يمكن أن تنفصل عن مسؤوليتنا تجاه البشرية". واعتبر ان الوضع لم يعد يحتمل "أنصاف الحلول"، ولا بد من الانتقال الى "مرحلة جديدة من الضمير الانساني وتكريس ذكائنا لحماية الكوكب" عبر "علاقة انسجام بين الانسان والطبيعة".
ومن المرتقب ان تتشكل مجموعة من "الرواد" التي تضم حوالي عشرين دولة، تتولى العمل على انشاء المنظمة المتخصصة التي يفترض أن تعمل على طريقة منظمة الصحة العالمية، بحيث تخول امكانات لتحليل الأوضاع وأيضاً اتخاذ القرارات.
وتزامن المؤتمر مع صدور تقرير المجموعة الوزارية للخبراء حول التطور المناخي، الذي تضمن استنتاجات قاطعة حول مسؤولية النشاطات البشرية عن التسخين المناخي. وتوقع التقرير الذي شارك في إعداده 2500 باحث من 130 دولة، ذوبان البقع الجليدية وموجات من الجفاف والحر وارتفاع في مستوى البحار، كما توقع أن يشهد القرن الحالي ارتفاعا لدرجات الحرارة يراوح بين 1.8 درجة و4 درجات مئوية. ويدعم مضمون التقرير الطابع الملح، لاقتراح شيراك إنشاء المنظمة المتخصصة بمعالجة الشؤون البيئية، وترشيد النشاطات البشرية للحفاظ على مقدرات الأرض.