جريدة الجرائد

غليان على الجبهة الأفغانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


إيبن كابلان - مجلس العلاقات الدولية

يتركز جدل سياسة الولايات المتحدة الخارجية هذه الايام حول "الطريق الجديد للتقدم" في العراق والذي تحدث عنه الرئيس بوش. وبينما تسعى سلسلة من جلسات الاستماع في الكونغرس الى تحديد الخيارات المتبقية في العراق، فإن القادة العسكريين في الجبهة الافغانية الاقل ظهورا امام العيان يقولون انهم بحاجة الى المزيد من القوات بدورهم. وقد ابلغ وزير الدفاع الاميركي "روبرت ام. غيتس" الصحافيين بعد زيارة قام بها مؤخرا الى كابول بأنه "ما من سبب يدعونا للتراجع والسماح لطالبان بإعادة تجميع صفوفها". ويأتي بعض الزخم وراء اتخاذ إجراء أميركي من تردد بعض دول حلف شمال الاطلسي (الناتو) في ارسال المزيد من قواتها للقتال. ولهذا السبب، فإن بريطانيا قد تعمد ايضا الى تعزيز عديد قواتها في افغانستان وفق ما ذكرته صحيفة الفايننشيال تايمز.

وفي الاثناء، يتوقع قادة الناتو في تلك المنطقة تزايد حدة وحجم الاشتباكات مع رجال طالبان، الذين جمعوا صفوفهم، خاصة في مناطق الجنوب من البلاد. وكان الفريق كارل ايكنبري المنصرف، والذي كان اعلى قائد اميركي في افغانستان قد ابلغ الصحافيين يوم السادس عشر من كانون الثاني- يناير بأن الربيع التالي سيكون ربيعا عنيفا وسيشهد عنفا يمتد الى الصيف. وفي غضون ذلك، اصدرت القيادة العسكرية الاميركية احصائيات سنوية تظهر زيادة تقترب من خمسة اضعاف في عدد الهجمات المباشرة على قوات الناتو من عام 2005 والى عام 2006 .

وقبل ذلك، وعند اعلى المستويات التي وصلوا إليها حتى الان، فإن الاربعة والعشرين ألف جندي اميركي تقريبا الموجودين في افغانستان يفوقون في عددهم اجمالي عدد قوات الناتو في البلاد، وستكون اي زيادة أخرى في عديد القوات الاميركية صغيرة قياسا مع خطط "الزيادة" في عدد القوات الاميركية في العراق بواقع 21500 جندي وفق خطة الرئيس بوش. وقال مسؤول دفاع اميركي لصحيفة النيويورك تايمز ان القادة العسكريين الاميركيين في افغانستان سيحتاجون الى اقل قليلا من 3500 جندي اخر. وفي الغضون، قال وليام ام. اركين، صاحب المدونة على موقع "الواشنطن بوست" وهو محلل استخبارات سابق في الجيش معلقا على التحركات الفظة الاخيرة من العراق الى الصومال: "إن الاستراتيجية الجديدة جداً هي استراتيجة الاستمرار في التكديس".

وفي حين يبدي معظم الاميركيين (نسبتهم تصل إلى 60%) امتعاضا من ارسال قوات اضافية الى العراق وفق استطلاع حديث، فإن افغانستان قد تبدو شيئا مختلفا، حيث يلاحظ مقال افتتاحي في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور ان رأي جوزيف بيدن (ديمقراطي- من ديلاوير) ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، هو أننا إذا ما أردنا رفع عدد قواتنا في اي مكان، فإن ذلك يجب ان يكون في افغانستان. وفي الغضون، يحبذ مقال افتتاحي في صحيفة "يو. اس. توداي" نشر المزيد من القوات الاميركية على الارض الافغانية.

لعل جزءا من الرغبة في قبول مساهمة اكبر في افغانستان يأتي من وجهة نظر يعتنقها إطار أوسع، والقائمة على أن مثل ذلك قد يسهم فعليا في إحداث فرق. وقال خبير الشؤون الأفغانية "باردنيت ار. روبي" في مقال له في "فورين افيرز" انه يمكن انقاذ البلد فقط في حال زادت القوى الغربية التزامها. ويقف روبين مع اتخاذ موقف اقوى من الباكستان حيث "تحظى طالبان والقاعدة بملاذات حساسة"، طبقا لشهادة حديثة أدلى بها امام الكونغرس مدير عام الاستخبارات القومية الاميركية المنصرف جون نيغروبونتي.

الى ذلك، اعرب وزير الدفاع غيتس عن قلقه من احتمال تصاعد الهجمات التي تشن عبر الحدود مع الباكستان. ويستمر العديد من هؤلاء المقاتلين بالقدوم من الاراضي القبلية التي ينعدم فيها القانون في الباكستان، وحيث فشلت اتفاقية تم إبرامها بين اسلام اباد وزعماء القبائل كما يبدو في كبح جماح تدفق المقاتلين عبر الحدود، حسب ما أوردته صحيفة انترناشنال هيرالد تريبيون. وفي الاثناء، تقول مجلة "الايكونوميست" ان هذا يمكن ان يشكل نذيراً بانبعاث تنظيم القاعدة مجدداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف