جريدة الجرائد

جامعات عربية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأثنين 5 فبراير 2007


معن البياري


من المقرر أن تكتمل عودة الدراسة في جامعات لبنان اليوم، وهي التي نسأل ما إذا كان نبيه بري غالى كثيرا لمّا قال إنها لم تعد أكاديميات ومؤسسات لتخريج أجيال المستقبل، وباتت ldquo;مزارع لتنتج الحقد والقتلrdquo;، أم أنه كان في غضب ساعة كان يعمل على تطويق الصدامات في جامعة بيروت العربية الخميس قبل الماضي، وذلك في مكالمته مع وزير التربية خالد قباني، وتمنّى عليه إصدار قرار بإقفال الجامعة العربية والجامعات عموما، ويعاد فتحها ldquo;عندما تصير مراكز علم وتنويرrdquo;، ثم كان قرار الإغلاق كما نعلم، وليس مؤكدا أن الجامعات عادت كما اشتهى بري، بدليل أن شتائم بذيئة وشعارات سيئة وُجدت مكتوبة على جدران في جامعة البلمند لما عادت الدراسة فيها يوم الأربعاء الماضي.

المقلق في الحوادث اللبنانية هذه أنها تعزز القناعة أن المؤسسات التعليمية في عموم البلاد العربية لم تعد الحاضن الأهم الذي تتم عليه المراهنة بشأن تأهيل عقول أكثر تحسسا للتطلع إلى تقدم الحالة العربية. وما يزيد من فداحة الخيبة أن شرارة تلك الصدامات العنيفة في بيروت أشعلتها بواعث مذهبية بين طلاب في جامعة بيروت العربية التي يغبط كاتب هذه السطور جيلا سبقه شهد عزّها الذهبي، ومعها جامعات أخرى في لبنان، كانت كلّها ساحات اشتباك فكري رفيع بين تيارات وأحلام كثيرة. وبتنا نسمع حسرة سقى الله على تلك الأيام، حيث الاحتقان في جامعات لبنان شديد، بين الطلاب العونيين والقواتيين مثلا، وبين المتعصبين لهذا الموقع السياسي، أو الوطني بحسب ما يصفه بعضهم، أو ذاك.

الحالة اللبنانية مفضوحة أمام البث التلفزيوني المباشر، وتتغذى حدّتها من المناخ السياسي الذي ما شاء الله على أداء الزعامات فيه، وعلى تصريحاتهم المضجرة. وإذ تُشخص واقعتا الجامعة العربية ثم البلمند شيئا من التردي هناك على صعيد التعليم العالي، فإن وقائع في غير بلد عربي على الصعيد نفسه لا تؤشر إلى ما يسر، ومن ذلك فإن الجامعة المسنتصرية في بغداد، والتي تعرضت لمقتلة مدوّية قبل أيام، صارت ساحة صراع طائفي، وتضجّ قاعاتها بكل أنواع شعارات الفتنة. وهي الجامعة التي استهدف في حرمها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه نوري المالكي الأسير طارق عزيز في محاولة اغتيال في ،1981 فقضى طلاب غير قليلين.

بعيدا وقريبا مما سبق، ثمة النزاعات المتكررة بين طلاب في الجامعات الأردنية، وحُسبت هناك قبل أسابيع ldquo;ظاهرةrdquo;، واعتبرت نوازعها ldquo;مناطقيةrdquo;، على غير ما صدر عنه طلاب مصريون في جامعة الأزهر في استعراضهم الميليشياوي، أو الرياضي بحسب التوصيف غير الموفق لفهمي هويدي، وتلاه استنفار واعتقالات واسعة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين التي سارعت إلى الاعتذار عما بدر من أولئك الطلاب. تُرى، من يجب أن يعتذر في لبنان عن الذي جعل نبيه بري يقول الذي قاله عن جامعات تحولت إلى مزارع حقد وقتل، والعياذ بالله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف