جريدة الجرائد

فيفي عبده والثوب السعودي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


جاسر الجاسر


لو كنتُ غير سعوديا، أو لا أفهم الثقافة الخيجية لظننتُ أن هذا الزي أحد خيارات الرقص الشرقي. البركة طبعاً مصدرها الراقصة الشهيرة فيفي عبده التي استحدثت، من باب الولاء والمتعة لأسباب مجهولة بعض الأحيان، بدعة توظيف الثوب السعودي في حفلاتها الراقصة علماً أن لاعلاقة لها، شكلاً وموضوعاً ومزاجاً، بشيطنة بعض الفتيات اللاتي يعجبهن تلبس حالة الرجولة عبر التنكر في هذا الزي تحرراً من القيد الاجتماعي، وتأكيداً أن الفروق مهما بلغت ضخامتها هي، في الجوهر، شكلية ومظهرية.

يحمد للراقصة فيفي عبده أنها أبرزت، كعادتها في كل نشاطاتها، عوامل الإثارة في الثوب الرجالي لأنه صنع منها أنثى مثيرة. وهذه للإمانة قيمة الملبوس وليست قيمة اللابس، وهكذا فإن الثوب كلما تخصر وتنعم تملص من ملامح الرجولة ليدخل خدر الأنوثة فهل كان فعلاً ملبوس جواري الأمين حين كنّ غلاميات؟!

ميزة الثوب هي اللدونة كأنما هو الاسترتش، الذي أدمنته المطربة لطيفة أو خليفتها ميريام فارس، إذ يضفي على لابسه خصائصه المتلونة ناقلاً مواصفات الجسد ورغباته الكامنة وليس محدداً لها أو ممنهجاً لمعالمها الظاهرة.

من خلال الثوب أصبحت فيفي نجمة جذابة أكثر مماهي في أزياء الرقص التقليدية فأظهرت، دون قصد، عظمة الثوب وكشفت ضعف مستواها باعتبارها من النساء المترهلات فلا يستر عيبها سوى الثوب بانكساراته الساحرة لأنه أصلاً ربيب السمنة والتواءاتها والأكثر قدرة على إخفائها كما تطير الساحرة على مكنستها!. الثوب رداء سحري يقلب الحقائق فيجعل البطن أكثر استدارة، والأرداف أبرز تكوراً، ويضفي على الأثنين نعومة وامتلاءً مغريين!

لولا الثوب لغدا البطناء من لابسيه بشعين، ولحظيت فيفي عبده باللعنات بدلاً من هتافات التشجيع وصيحات الرغبة!

فيفي عبد كانت تلبس الثوب تطوعاًُ، فلا ترقص خلال رمضان أوأثناء الحج زكأنه سترها من الذنب، أو كأنها حين ارتدائه في تيك المناسبتين تخرج من رجس الذنب، وتدخل دائرة الجهاد!
كره البطناء الخليجيون الرداء الأفرنجي لأنه يضخم تكورهم، وكرهت فيفي عبده الرداء التقليدي للرقص لأنها أقل من تحقيق شروطه بينما يفضح عيوبها الصعبة، فاجتمعت البدانة بين الطرفين وإن تباين الفارق، والضحية الوحيدة هي الثوب الذي كان علامة ثقافية فغدا إشارة للماجنات والبطناء!

أضرت فيفي بالثوب كما أساءت للرقص لكنه زمنها تفعل فيه ماتشاء، ولعل معظم زبائنها والداعينها لحفلاتهم يشاركونها نفس المفهوم للثقافي للثوب، وربما كانوا سبب هدايتها إليه!
يافيفي أرقصي كما تشائين فلم يعد الثوب سوى رداء المجون والتنبلة وإن كان بريئاً من ذلك قبل دخولك مراتع الشيراتون وتعرفك إليه!


Jasser87@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف