مويل التجار الباشتون «طالبان» باليد ... ولا تقيده المراقبة المصرفية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سليم شهزاد ـايجيا تايمز الهونكونغية
على أثر 11 ايلول (سبتمبر) 2001، عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها، في إطار ما سمي الحرب على الإرهاب الى التضييق على تدفق الأموال الى "القاعدة" و "طالبان"، وشددت المراقبة المالية على الحسابات المصرفية، وتبرعات الجهات المانحة. ولكن الأموال لم تتوقف عن التدفق. ولعل السبب في هذا هو ان واشنطن وحلفاءها عمدوا الى حلول تقتضي تقنية عالية جداً. ففي باكستان يتحكم البشتون في وسائط النقل بمدينة كراتشي وجوارها. وفي البشتون عدد من الأثرياء والمحسنين ومعظمهم بمدينة كراتشي من العمال غير المؤهلين. ويدعو دعاة طالبان اهلهم الى زيارة افغانستان ومعاينة ثبات "المجاهدين" في خنادقهم، على رغم قلة طعامهم، بوجه "الفيل الأهوج الذي يريد ان يدوسنا بأقدامه، ويملك احدث تقنية في العالم، والتفوق الجوي والقنابل". ويقول الدعاة انهم "طلائع الإسلام وحماته، وسلاحنا الوحيد دماؤنا نريقها دفاعاً عن الأمة وعن الدين".
وغالباً ما يستجيب الجمهور البشتوني دعوة الدعاة هؤلاء. وتبرع سكان افغانستان المحليون بمديرية بانجواي (في ولاية قندهار) بموارد مكّنت المقاتلين من القتال بضعة اشهر. ويزور جباة طالبان كراتشي ولاهور وقندهار وهلمند، ويجبون التبرعات منها. ويزعم احد الجباة ان الأهالي بقندهار يتكلفون بالنفقات الروتينية، مثل الطعام والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية والهواتف النقالة والمحروقات. وتستخدم الأموال للمساعدة في علاج الجرحى من طالبان. والحق ان النظام القبلي التقليدي يحمل القبيلة على العناية بأمورها كلها من دون تعقيدات النظم المالية الحديثة، وهي غرض المراقبة الأميركية والدولية.
وتضطلع قبيلة نورزي، في النظام القبلي الأفغاني، بالشطر الأكبر من التأييد والمساعدة. وأما قبيلة اتشكزي، فتؤيد طالبان جزئياً. وهاتان القبيلتان تتقاسمان التجارة بين مناطق البشتون بباكستان وأفغانستان. وتمتد دائرة تجاربتهما من مناطق باكستان الجنوبية الغربية الى جنوب افغانستان. وفي الجانب الباكستاني، تعود اليد العليا للقبيلتين في تجارة سوق مدينة شمن، وسوق سبين بولدك المحاذية لها على الجانب الأفغاني.
ويقول سردار شوكت بوبالزي، رئيس منتدى بلوشستان الاقتصادي إن غرفة التجارة والصناعية في شمن تعد مئة عضو منتسب، ولكن اكثر من 3500 مستورد ومصدّر، غالبيتهم لهم مكاتب بدبي وجبل علي في الإمارات العربية المتحدة، يتاجرون بالسيارات والملابس. وتبدو شمن اشبه بمدينة عجائب، وكثير من اصحاب النفوذ يقيمون هناك ويتاجرون. ومن تجاراتهم وكالة سجائر 555، وهي الأغلى سعراً في باكستان وإيران وأفغانستان ودول وسط آسيا. ويسيطر هؤلاء التجار على تجارة الآليات الثقيلة المستعملة، وهي تجدد صيانتها وتباع في الأسواق المحلية.
ويملك التجار هؤلاء مكاتب بأوروبا واليابان. وهم يحجزون بمدينتي ناغويا واوساكا اليابانيتين طبقات كاملة في اشهر الفنادق. وهم ينتسبون إما الى نورزي التي تؤيد طالبان. او إلى اتشكزي وهي تؤيد طالبان على قدر أقل. ونشاطهم ظاهر بقندهار، وهم يبنون عدداً من الفنادق فيها. ويسعهم نقل الأموال من طريق نظام الحوالة غير المسجل، أو من طريق الأشخاص مباشرة. ويزور قادة طالبان الذي لم تدون اسماؤهم في قوائم المطلوبين البلدان القريبة، ويربطون افغان المهجر بالتبرع للمقاتلين الأفغان. وعلى هذا فنقل الأموال الى باكستان، ومنها الى افغانستان يسير، ويزيده يسراً ان طالبان لا يستخدمون المصارف، ويتنقلون بحرية عبر الحدود.