جريدة الجرائد

الرواية الدولية لإقـرار مشروع المحكمة: رسـالة لحود وصلت متأخرة ..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

... والـقـرار اتـخـذ قـبـل رسـالـة السـنـيـورة"

"المطارنة" يضعون الأحداث الأخيرة في خانة الانقلاب ... و"حزب الله" يحذر من تدويل إضافي


يتوقع ان تمر الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يوم الاربعاء المقبل، في اجواء هادئة، استنادا الى اجواء اقليمية من جهة وتوافق غير مباشر، بين فريقي الاكثرية والمعارضة، من جهة ثانية، حول وجوب تمرير هذه المناسبة الوطنية في ظل مناخات من عدم التوتير السياسي او الامني.
ولكن في موازاة اقتراب المناسبة، ثمة جهود اقليمية ودولية تتخذ شكلا مكثفا ومكوكيا بين العواصم المعنية، سعيا الى ايجاد تسوية لبنانية تشمل المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية بالدرجة الاولى، غير ان توقيع الامم المتحدة على اتفاقية المحكمة، امس الاول، ظلّ عنصر تأويلات مختلفة تبعا لمواقف المفسرين في السياسة، ولو ان المعنيين بالامر قدموا تفسيرات مختلفة.
وأكدت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في الامم المتحدة لـ"السفير" ان التوقيع الدولي "مجرد خطوة شكلية"، رافضة اعطاء أية تفسيرات للتوقيت، وقالت ان ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت غير بيدرسن، تسلم النسخة الموقعة من مدير عام وزارة العدل عمر الناطور باسم الحكومة اللبنانية، عشية مؤتمر "باريس 3" في الخامس والعشرين من كانون الثاني المنصرم، وبعد ذلك، حمل بيدرسن هذه النسخة معه الى باريس وهناك سلّمها رسميا الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الذي طلب على الفور من فريقه البدء بترجمتها وتحضيرها للتوقيع في اقرب فرصة ممكنة.
وأضافت المصادر ان اجراءات كهذه في الامم المتحدة تحتاج الى المهلة نفسها التي احتاجتها عملية التوقيع، وكشفت ان القرار السياسي بالتوقيع اتخذ قبيل وصول رسالة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى نيويورك في
الثلاثين من كانون الثاني، وأشارت الى ان الامم المتحدة فوجئت ببعض ردود الفعل اللبنانية التي ربطت بين التوقيع ورسالة الرئيس اللبناني اميل لحود الى الامانة العامة للامم المتحدة، والسبب ان مكتب الامين العام راجع بشأن رسالة لحود، فتبين انها كانت موجودة في مكتب الامم المتحدة في بيروت، وأن القيمين عليه افترضوا ان الرئاسة اللبنانية قد ارسلت نسخة مطابقة عنها الى الامم المتحدة مباشرة عبر القنوات الدبلوماسية اللبنانية.
وشددت المصادر نفسها على وجوب استكمال اجراءات المحكمة "وذلك عبر سلوكها طريقها الى المؤسسات الدستورية اللبنانية المعنية، وبعد ابرامها في مجلس النواب اللبناني، تصبح بنظر الامم المتحدة نهائية وتدخل حيز التنفيذ، وتبدأ بعد ذلك مرحلة تشكيل المحكمة".
وعلمت "السفير" ان الامم المتحدة قدمت توضيحات للمستفسرين اللبنانيين عن ذلك، ولا سيما الرئيس نبيه بري و"حزب الله" الذي كلّف رئيس لجنة الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا بعقد اجتماع مع ممثل الامين العام في بيروت غير بيدرسن الذي قدم "توضيحات مقنعة للطرف الآخر" حسب مصادر الامم المتحدة في نيويورك.
ونفت المصادر الدبلوماسية الدولية ان يكون التوقيع "محاولة لقطع الطريق او التشويش على الحوار السعودي الايراني"، وقالت ان اية تفاهمات تقتضي ادخال تعديلات على اتفاقية انشاء المحكمة، عليها ان تسلك الآلية القانونية نفسها، اي عبر الحكومة اللبنانية والامم المتحدة وأخيرا في مجلس النواب اللبناني.
وحول احتمال اللجوء الى الفصل السابع لاقرار المحكمة، قالت المصادر لـ"السفير" انه في المدى القريب، "هذا الخيار مستبعد، لكن اذا تعطل الحوار الاقليمي ولم تقر المحكمة في مجلس النواب اللبناني واستمرت بعض المواقف السلبية منها، فإن اي توافق بين العاصمتين الاميركية والفرنسية على المدى المتوسط يجعل خيار الفصل السابع محتملا"!
وإذ استغربت المصادر الدبلوماسية الدولية الاعتراض على المحكمة وليس على التحقيق الدولي، بينما الثاني هو الاساس، خاصة انه لا يمكن السير بالتحقيق في اي بلد ما لم تكن البنية القانونية للمحاكمة قائمة، فإن مصدرا دبلوماسيا غربيا في الامم المتحدة رجح عدم انتهاء التحقيق الدولي لا في حزيران المقبل ولا حتى في كانون الاول المقبل.
وكشف المصدر الدبلوماسي الغربي لـ"السفير" ان الخطوة التي اقدم عليها الجانب الروسي في مجلس الامن الدولي، بشأن تسمية الدول العشر غير المتعاونة مع التحقيق الدولي، أدت غرضها سريعا، حيث تهافتت الدول المعنية تدريجيا على تقديم ما تريده لجنة التحقيق من معلومات او مساعدات تقنية في بعض المجالات، وهو الامر الذي لمسه بصورة جدية المحقق الدولي سيرج برامرتز في الاسبوعين الاخيرين.
وشدد المصدر على سرية التحقيق الذي يقوم به برامرتز، وقال ان هناك ظاهرة حقيقية في الامم المتحدة وبيروت، تتمثل في عدم تجرؤ اي مسؤول محلي او دولي على توجيه سؤال بسيط لرئيس لجنة التحقيق، لانه أخذ على عاتقه منذ اللحظة الاولى انتهاج منحى مغاير لسلفه ديتليف ميليس.
ورجح مصدر دبلوماسي غربي لـ"فرانس برس" ان يكون تقرير برامرتز في حزيران "مرحليا كسواه"، واضاف "نجهل ما اذا كان برامرتز يرغب في البقاء على رأس لجنة التحقيق" بعد حزيران.
الحوار الإيراني السعودي
على نار هادئة
في غضون ذلك، تحدثت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع عن استمرار الحوار الايراني السعودي على نار هادئة، وقالت ان هناك حرصا من الجانبين على عدم القيام بخطوة ناقصة وانه يجري تنسيق المواقف بين جميع المعنيين لبنانيا واقليميا ودوليا حتى لا يصاب اي اتفاق محتمل بين الجانبين بأية نكسة، وقالت ان الجانبين يعملان بأفق مفتوح على موعد القمة العربية في نهاية آذار المقبل، كحد اقصى، لكن من غير المستبعد حدوث خرق قبل هذا الموعد، الا اذا حصلت تطورات غير محسوبة من أطراف دولية.
وكشفت المصادر أن الجانب المتعلق بموضوع الحكومة قد انتهى والنقاش يتركز على حوالى ستة بنود أخرى، ابرزها موضوع المحكمة وأن ثمة افكارا متداولة بين السير بصيغة المحكمة الحالية معدلة او تركها حتى انتهاء التحقيق، مرجحة الاحتمال الاول، مشيرة الى دور روسي نشط باتجاه سوريا، داعية في الوقت نفسه الى ترقب نتائج القمة الروسية السعودية التاريخية في الاسبوع المقبل في الرياض.
بوتين يلتقي موسى.. ويستقبل ولايتي اليوم
وفي هذا الاطار، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يستقبل اليوم، الدكتور علي اكبر ولايتي، موفدا خاصا من مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي، تأييده لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة والمبادرة العربية، وقال خلال استقباله في الكرملين، امس، الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ان موسكو ستبذل كل جهد من شأنه المساعدة في استقرار الوضع اللبناني وإعادة الاتصالات بين دمشق وبيروت.
وقالت مصادر دبلوماسية روسية ان موسكو شعرت بأن موسى متريث حتى الآن في موضوع زيارة بيروت هذا الاسبوع، خاصة بعد ان لمس موفده السفير هشام يوسف عدم حدوث اي تطور جديد، وبالتالي، فإن موسى قد يعدل جدول اعماله ربما بزيارة بعض العواصم الاقليمية قبل زيارة بيروت.
وقال المبعوث الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل انه وموسى لم يريا حتى الآن جديدا على الساحة اللبنانية يشجع على القيام بزيارتهما المرتقبة.


المطارنة: الوضع العام
لا يدعو للاطمئنان


داخليا، حذر البطريرك الماروني نصر الله صفير من الوضع الذي يمر به لبنان من تفاقم الديون والاستمرار في الاعتصام بوسط بيروت ومن تناحر السياسيين وشلل المؤسسات الدستورية. ولفت في رسالة الصوم الى إقفال العديد من المحلات التجارية بخاصة في وسط العاصمة لما أقيم فيها من خيم نصبها المضربون "الذين يقضون معظم أيامهم ولياليهم في تدخين النارجيلة ولعب الورق، وقتل الوقت".
اما مجلس المطارنة الموارنة، فقد اعلن بعد اجتماعه الشهري، امس، برئاسة صفير "أن الوضع العام في لبنان لا يدعو الى الطمأنينة، وما جرى يومي الثلاثاء والخميس من تظاهرات وإحراق دواليب وقطع طرق وسقوط قتلى وجرحى، لم يكن ظاهرة عادية، بل، في ظن بعضهم، محاولة انقلاب ترمي الى تغيير مسار البلد، في ما لو نجحت، وهذا ليس بمألوف في بلد كلبنان".
"حزب الله": إنهم يمهّدون للفصل السابع!
من جهته، اصدر "حزب الله" امس، بيانا اعتبر فيه ان ادعاء الرئيس السنيورة أن حكومته تصرفت وفقا لروح ونص القانون في متابعتها لقضية المحكمة الدولية "ادعاء لفظي لا اساس دستوريا وقانونيا له ويهدف إلى تضليل المنظمة الدولية، وهو محاولة مفضوحة تستجدي تدويلا اضافيا ووضعا لليد على البلد عبر التهميد لانشاء المحكمة بصيغتها الحالية تحت الفصل السابع، وهو امر عدا عن كونه يعد تنازلا وانتقاصا اضافيا للسيادة الوطنية وانتهاكا غير مسبوق للدستور، فإنه يعني أن لبنان لم يعد مؤهلا كنظام سيادي وفقا لمنطوق الميثاق الاممي، فضلا عن ان فريق السلطة يكون قد اعترف ضمنا باعتبار حكومته عاجزة ومنهارة".
واعتبر الحزب في تعليق له على رسالتي رئيس الحكومة الى بان كي مون ان المجلس النيابي ورئيسه "ليسا العقبة في وجه المحكمة، ولا اي فريق سياسي في البلاد، بل ان طريقة فريق السلطة هي العائق الوحيد في هذا المجال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف