من يمكن أن تهدده الصواريخ الأمريكية في أوروبا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السبت 10 فبراير 2007
نيقولاي خورونجي
الآن وأمام أعيننا تظهر أزمة صاروخية جديدة. فقد أعلن رئيس الوكالة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ هينري أوبيرينغ أن موقف البيت الأبيض يتمثل ليس بحماية أراضي الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية فحسب، بل وبحماية القوات الأمريكية في الخارج وكذلك حماية حلفاء أمريكا.
وحتى اللحظة توجد لدى البنتاجون قاعدتان عليهما 10 مضادات للصواريخ إحداهما في ألاسكا، والثانية في كاليفورنيا. والسبب المعلن رسميا لنشر المضادات الإضافية الجديدة هو خطر هجوم صاروخي على الولايات المتحدة وأوروبا من قبل إيران. ويخطط لنشر 10 صواريخ اعتراضية بعيدة المدى في أراضي أوروبا.
وأما حجة الولايات المتحدة بحماية نفسها من إيران على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا فإنها لا تخضع لأي نقد، فالصواريخ الإيرانية من طراز ldquo;شهاب - 3rdquo; التي يبلغ مداها 3500 كم، تستطيع بلوغ أوروبا فقط وليس الولايات المتحدة. ويمتد أقصر طريق من إيران إلى أوروبا عبر القوقاز والبحر الأسود وأوكرانيا ولكن ليس عبر روسيا.
ويؤكد الجانب الأمريكي بأن النظام المضاد للصواريخ الذي يبنيه وكذلك القواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا ليست موجهة ضد روسيا. لكن روسيا لم تتسلم حتى اليوم جوابا عن سؤال: بأي شكل يمكن ضمان عدم توجيهها ضد روسيا. لذلك تعلن وزارة خارجية روسيا انه ldquo;ما لم تستلم روسيا جوابا صريحا فالجانب الروسي لا يمكن إلا أن يأخذ بعين الاعتبار وجود خطر يهدد أمنهrdquo;.
وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أعرب في أبريل/ نيسان الماضي عن قلقه لقائد قوات حلف الناتو في أوروبا الجنرال الأمريكي جيمس جونس من آفاق ظهور قواعد لحلف الناتو في رومانيا وبلغاريا.
وأعلن قائد أركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي في مقال نشره منذ أيام في صحيفة ldquo;زينيكrdquo; البولندية ldquo;نحن على قناعة بأن تنفيذ المخططات الأمريكية قد يؤدي إلى نشر منظومات أمريكية قرب حدود روسيا قادرة على نسف التوازن القائم بين وسائل توصيل الاسلحة الاستراتيجية الأمريكية والروسيةrdquo;.
وقال بالويفسكي ldquo;إن تأكيدات الجانب الأمريكي على أن هذه الوسائل غير موجهة ضد روسيا أو ضد الصين تختلف عن الخطوات الفعلية التي ينفذها الجانب الأمريكي في هذا المجالrdquo;.
وأضاف ldquo;إذا ما تم تنفيذ المخططات الأمريكية المضادة للصواريخ بهذا الشكل أو ذاك، فإن ذلك سيؤدي إلى نسف التوازن القائم بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، ما قد يتطلب تعديل موقف روسيا من وجهة نظر تقليص هذا النوع من الأسلحةrdquo;.
وتبين التجربة أن نشر القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة يستدعي تطوير البنية التحتية العسكرية في المناطق المحيطة، ما سيؤدي إلى نسف معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا التي تلفظ آخر أنفاسها منذ انضمام دول البلطيق إلى حلف الناتو بدون الانضمام إلى هذه المعاهدة.
أولا، لأن المنطقة الأوروبية للوسائل الأمريكية المضادة للصواريخ تتطلب وجود حماية جوية لها من أعمال الإرهابيين، على الأقل. وربطا بهذا الأمر قد يظهر طيران الناتو على حدود حليف روسيا الرئيسي أي بيلاروسيا.
ثانيا، ستحتاج منطقة الصواريخ المضادة للصواريخ في شرق أوروبا إلى تأمين تقنيات رصد ومراقبة ومحطات إنذار مبكر. وهذه التقنيات ستحتاج أيضا إلى حماية دقيقة.
ومع هذا كله ستبرز إمكانية استخدام المنشآت والقواعد العسكرية لأهداف أخرى. وعلى سبيل المثال يمكن في حال الضرورة وبتعديلات بسيطة تحويل منصات إطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ إلى منصات إطلاق صواريخ استراتيجية ما لا يمكن إلا أن تلحظه روسيا وحلفاؤها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وخاصة بيلاروسيا.
واللافت هنا أنه لم يتخذ قرار في حلف الناتو حول أبعاد وبنى منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ في أوروبا. ولذلك فإن بنى الحلف لن تحصل على منظومة متكاملة في شبكة قيادة حلف شمالي الأطلسي. ويعلن مع ذلك أن النظام الأمريكي المضاد للصواريخ في أوروبا سيحمي دول الناتو وبالتالي يتوجب على الناتو أن يمول قسما من البنية التحتية لهذه المنظومة. وهذا يعني بدوره أن الناتو سيتحمل قسما من التكاليف وبنفس الوقت قد تنزل على رؤوس سكان دول الناتو أمطار من شظايا الصواريخ المهاجمة والصواريخ الاعتراضية معها في حين يتخذ القرار بهذا الشأن على بعد آلاف الكيلومترات من أوروبا!!
أما موقف الأوروبيين فكان حتى فترة قريبة يتمثل ليس بإنشاء نظام دفاعي مضاد للصواريخ مع صواريخ اعتراضية بعيدة المدى، بل بتحديث نظام الدفاع الجوي الأوروبي بحيث يتمكن من اعتراض وتدمير الصواريخ البالستية بضمانة أكثر. وربطا بذلك لم تستبعد إمكانية الاستخدام المشترك لوسائل الدفاع الجوي الروسية والأوروبية لحماية القوات العسكرية أثناء تنفيذ عمليات صنع السلام، وهو ما تم تسجيله رسميا في إعلان العلاقات الجديدة بين روسيا والناتو الموقع عام 2002 في روما.
في نهاية أغسطس/ آب رد وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف على مقترح نظيره الأمريكي بتبديل الرؤوس النووية على الصواريخ البالستية برؤوس عادية دقيقة للنضال ضد الإرهابيين ، رد بالتلميح إلى احتمال الخروج من المعاهدة الخاصة بالصواريخ المتوسطة والأقل مدى. وأما القائد السابق للقوى الجوية الروسية الجنرال أناطولي كورنوكوف فاقترح أن تكون كالينينغراد أحد أماكن نشر منظومات صواريخ ldquo;إس 400rdquo; الروسية الحديثة التي يبلغ مداها 400 كم.