كاد المعلم أن يكون قتيلا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف الحربي
نشرت الصحف خلال هذا الأسبوع عدة أخبار حول حوادث الاعتداء على المعلمين في مناطق مختلفة من المملكة، وقد تنوعت هذه الاعتداءات بين الضرب المبرح أو إتلاف سيارة المعلم (حرقا أو اصطداما) أو الاكتفاء بالمطاردة الهوليودية ثم المحاصرة والسباب اللفظي.
في جميع الحالات كان التلاميذ مغرورين بكثرتهم وقوتهم ومزهوين بطيشهم وانفلاتهم تجاه شخص وحيد قليل الحيلة كان من المفترض أن يكون بالنسبة لهم أبا وأستاذا ومرشدا، والغريب حقا أن هذا الإنسان البائس الذي يعمل في وظيفة شاقة (يحسده عليها الكثيرون) لا يجد نصرة حقيقية من إدارته ولا من الشرطة ولا من أولياء أمور التلاميذ الذين يقفون غالبا مع أبنائهم، وربما يشاركون في حفلة الاعتداء عليه.
تقول الحكمة القديمة: "من علمني حرفا صرت له عبدا" ومنها يمكن أن نتخيل القيمة الإنسانية الرفيعة للمعلم؛ لذلك فإن إهانة المعلم تعد إهانة غير مباشرة لكافة قيم المجتمع، والاستهتار بقيمة المعلم هو مقدمة للاستهتار بقيمة ومكانة الأب والأسرة والنظام العام.
ولا يمكن تفسير الأمر (داخل الأسرة) بأنه طور من أطوار طيش الشباب، ولنا أن نستلهم صورا معبرة من ماضينا الجميل والبسيط في بدايات ظهور التعليم حيث كان الآباء يثقون بدور المعلم ويرغمون أبناءهم على احترامه والقبول بجميع عقوباته، وكان الأبناء يعترفون بالسلطة الأبوية لأستاذهم حتى خارج حدود المدرسة، فما بال آباء اليوم الذين يعرفون قيمة التعليم جيدا يقبلون بمثل هذه التجاوزات الخطيرة أخلاقيا على مستقبل أبنائهم؟
هل تغير المعلم؟.. ربما فكل شيء في هذه الحياة تغير، المعلمون والتلاميذ وأولياء الأمور والمدارس، ولكن هذا لا يعني أن القيم الأساسية يجب أن تتغير أيضا.
رئيس تحرير جريدة شمس السعودية
kalharby@yahoo.com