هل ينجح اتفاق مكة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء 13 فبراير 2007
سعد محيو
ثمة شرط كبير واحد لضمان نجاح اتفاق مكة الفلسطيني: الحرص على عدم إنجاحه!
ماذا نقصد هنا؟
ليس بالطبع قرار وقف الاقتتال الداخلي، الذي يفترض أن يكون أهم إنجازات الاتفاق. ولا خطوة التعايش أو التساكن داخل السلطة بين ldquo;حماسrdquo; وrdquo;فتحrdquo; للمرة الاولى في تاريخهما. ولا احتمال رفع الحصار، ولو جزئياً، عن الفلسطينيين. نقصد فقط تلك الجوانب المتعلقة بالتسوية مع ldquo;إسرائيلrdquo; والغرب.
يتعيّن على الرئيس عباس ألا يصدق أن الاتفاق هو المرحلة الأولى من تفويض سيناله من ldquo;حماسrdquo; للتفاوض باسمها، طالما أنها وافقت على ldquo;احترامrdquo; الاتفاقات السابقة مع الدولة العبرية. هذا لن يحدث. وإذا ما حدث في يوم ما في المستقبل، ستكون ldquo;حماسrdquo; حريصة على أن تكون هي الموقع على أي تسوية جديدة، لا ldquo;فتحrdquo;.
مسألة عدم التصديق هذه مهمة لأسباب عدة:
فهي يمكن ان تلجم اندفاعة أبو مازن المحتملة لتسويق الاتفاق (خلال اجتماعه القريب مع إيهود أولمرت وكوندوليزا رايس) على أنه نجاح في ترويض ldquo;حماسrdquo; وفي وضعها ldquo;داخل القفصrdquo;. ldquo;حماسrdquo; لما ترَوض بعد، برغم كل ما جرى، وأي محاولة من ldquo;فتحrdquo; للعمل على أساس هذا الترويض، ستدفع النمر الحماسي إلى التمرد وتفجير الموقف فوراً.
وهي ستفرمل طموحات واشنطن وبروكسل لجر ldquo;حماسrdquo; بالتدريج إلى تنفيذ الشرطين المتبقيين من شروط اللجنة الرباعية، وهما الاعتراف بrdquo;إسرائيلrdquo; ونبذ العنف. المسؤولون الأمريكيون لم يخفوا وجود مثل هذه الطموحات. وكذا فعل الأوروبيون والروس الذين سيعملون من الآن فصاعداً على تشجيع ldquo;حماسrdquo; على دخول حمَّام الشرعية الدولية.
اتفاق مكة له مدلولان داخليان اثنان لا ثالث لهما: تجنّب الحرب الأهلية، وخفض حال الحصار الاقتصادي. وإذا ما كانت ثمة أبعاد خارجية ما في الاتفاق، فهي تتعلق أساساً بالدور الإقليمي للمملكة العربية السعودية، وأيضاً برغبة الولايات المتحدة في توحيد جهود الدول العربية ldquo;المعتدلةrdquo; لمواجهة نفوذ إيران في العراق.
أما التسوية مع ldquo;إسرائيلrdquo;، فهي ان تعلّق على مشجب النسيان من الآن وحتى أمد غير منظور. أي عملية استشهادية ينفذها فصيل فلسطيني، أو عملية اغتيال جديدة تقوم بها ldquo;إسرائيلrdquo;، ستكون كافية لإطاحة الاتفاق.
إذا ما أراد محمود عباس وخالد مشعل إبقاء اتفاق مكة على قيد الحياة، وعدم إدخاله سريعاً إلى غرفة العناية الفائقة، سيكون عليهما معاً التحلي بالكثير من الواقعية والقليل من الطموحات أو الراهنات.
لكن، هل هما قادران على ذلك؟