الخطة الأمنية: شروع وتصاعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء 13 فبراير 2007
محمد عبد الجبار الشبوط
بين التأكيد الامريكي والنفي العراقي حول بدء تطبيق الخطة الامنية الموعودة في بغداد، تشير الاختناقات المرورية التي تحدثت عنها الانباء فضلا عن تصاعد حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية والامريكية من جهة، والجماعات المسلحة من جهة ثانية، عن ان ثمة بداية اولى قد تحققت للخطة، على ان يتلوها تصاعد في النشاط العسكري والامني لاحقا، كما تشير كلمات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي اعلن ان الخطة سوف تشهد "بداية واسعة" ثم تتواصل "بمرحلة تصاعدية".
ربما استشف المراقبون خلافا امريكيا عراقيا حول الخطة الامنية، او على الاقل حول الموعد الانسب للشروع بتنفيذها. ومع ان الطرف العراقي ينفي مثل هذا الخلاف، لكن التباين في اللهجة ربما يكشف امرا اخر وهو ان الاستعدادات للتطبيق الفعلي والواسع للخطة لم تتم بعد، لا اقلها من ان القوات الامريكية الموعودة للمشاركة في الخطة لم تصل الى بغداد بعد، باستثناء طليعة تتكون من حوالي 3000 عنصر، في حين ان المطلوب لبغداد يبلغ حوالي 17 الفا. ولا تعلن الحكومة العراقية عادة عن تفاصيلها بهذا الشأن لكن ثمة اشارات كشف عنها سلام الزوبعي، نائب رئيس الوزراء المكلف بالشؤون الامنية، تفيد ان القوات العراقية لم تصل بعد الى درجة الجاهزية المطلوبة للمشاركة في الخطة، فيما تشوب المشاركة "الكردية" ـمن خلال قوات عراقية مؤلفة من عناصر كردية، وليس من البشمركةـ بعض الاستفهامات بسبب الصعوبات اللغوية واللوجستية التي تتعلق بهذه المشاركة.
الجنرال بيتريوس، الذي يقود الان القوات المتعددة الجنسيات والمشرف على اعداد كراس مكافحة الارهاب المعمول به من قبل الجيش الامريكي، ينظر الى الخطة الامنية بعينين، احداهما متفائلة، ربما استنادا الى ثقته بنفسه وبخبرته الميدانية والعملية، والاخرى متشائمة، ربما استنادا الى معطيات ميدانية هو اعرف بها من غيره، ودفعته الى القول ان هذه الخطة قد تكون الفرصة الاخيرة، قبل ان ينزلق العراق، في حال الفشل الذي حذر منه، الى حرب اهلية واسعة النطاق ستكون السمة الكبرى لهذا البلد في المقبل من السنوات.