بوتين يعيش ساعات مع العرضة والتمور والقهوة في الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الروسي يستكشف التراث في زيارته لمركز الملك عبد العزيز التاريخي
الرياض، تركي الصهيل ـ الشرق الأوسط
"السعودية.. موطن الإسلام.. وبلد الرفاهية"، بهذه العبارة اختصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المشاعر الانطباعية التي تكونت لديه خلال زيارته الأولى للسعودية، والتي تعتبر أول زيارة يقوم بها زعيم روسي منذ ما يزيد على الـ80 عاما.
ووردت هذه العبارة على لسان الرئيس الروسي، خلال مخاطبته لرجال أعمال سعوديين مع حلول ظهر أمس، بعد أن أنهى لتوه زيارة لمركز الملك عبد العزيز التأريخي، يرافقه في ذلك الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.
ولم تمنع اللقاءات الرسمية المكثفة التي حفلت بالجدول الزمني الرسمي للرئيس بوتين خلال هذه الزيارة، من أن يجد فرصة للتعرف على الوجه الآخر للبلاد التي يزورها للمرة الأولى في حياته.
وعلى الرغم من تكثيف النشاط الاقتصادي والسياسي في زيارة الرئيس بوتين، إلا أنه لم يشأ أن يفوت فرصة التعرف على ماضي الدولة السعودية، عبر بوابة مركز الملك عبد العزيز التأريخي، وهي البوابة التي أنشأت لتختصر على كل من يزور الرياض، الحقبة الزمنية التأريخية للدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وصولا إلى التأريخ الحديث.
ويحرص المسؤولون السعوديون على أن يكون مركز الملك عبد العزيز التاريخي محطة أساسية في زيارة أي زعيم غربي أو عربي إلى الرياض، كما كان الحال مع العديد من رؤساء الدول الغربية، والذين يأتي على رأسهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وغيرهما.
وعلى خلاف الجدية التي كان يظهر بها الرئيس الروسي في المحافل الدولية، عكست زيارته التي قام بها للمركز التأريخي السعودي، وجها آخر عن حياته كان ليغيب عن عدسات المصورين والإعلاميين لولا هذه الزيارة.
فمن صقيع موسكو المتجمد، إلى دفء الرياض الربيعي، جاء بوتين ليظهر للعالم الوجه الآخر لزعيم الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وارتسمت على وجه فلاديمير بوتين خلال زيارته التي قام بها إلى المركز، ملامح السعادة، بعد أن استقبلته مجموعة من الأطفال السعوديين الذين أتوا خصيصا لتقديم التحية له وفقا لطريقتهم الخاصة.
وفي جانب ليس ببعيد عن البساط الأحمر الذي فرش لاستقبال الزعيم الروسي، كانت فرقة العرضة السعودية قد بدأت بطرق الطبول والرقص، ترحيبا بهذه الزيارة.
ولم يجد الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي رافق الرئيس بوتين في هذه الزيارة، صعوبة في إقناع رجل موسكو الأول، لحمل السيف والقيام برقصات استعراضية على الطريقة السعودية.
وعلى الرغم من عدم إجادة فلاديمير بوتين للرقص الشعبي السعودي، بدت عليه ملامح الجدية خلال أدائه الوصلة مع حاكم منطقة الرياض، والذي كان بدوره مجاريا للزعيم الروسي في أدائه الاستعراضي.
وعلى إيقاع "نحمد الله جت على ما نتمنى.. من ولي العرش جزلى الوهايب"، وهو مطلع العرضة السعودية، رقص الرئيس بوتين والأمير سلمان بن عبد العزيز، وقتا ليس طويلا، قبل أن ينتقلا إلى معرض يحوي صورا تمثل حقبا زمنية معينة من تأريخ البلاد.
ولم يفت الزعيم الروسي فرصة تذوق التمر والقهوة العربية خلال زيارته لمركز الملك عبد العزيز التأريخي، حيث تعد المرة الأولى التي يتناول فيها القهوة العربية خلال الفترة الصباحية، وهي الفترة التي يفضل السعوديون فيها تناول القهوة.
ويتكون مركز الملك عبد العزيز التاريخي من متنزه عام ومتحف وطني ومكتبة ودارة تحمل اسم الملك المؤسس، إضافة إلى قصر المربع الذي يعد من أهم عناصر المركز تاريخيا، على اعتبار أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ أمر قبل قرابة الـ73 عاما، بإنشاء مجمع يتكون من عدد من القصور السكنية ومبان للخدمات وديوان الملك عبد العزيز ضمن سور محصن بالأبراج، وهو ما عرف بقصر المربع، لينتقل بعدها وأسرته إلى العيش في ذلك المكان، الذي شهد مرحلة مهمة من تأريخ الدولة السعودية، وهو الذي كان محطة لاستضافة عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية.