لجان شعبية في الأحياء بإشراف الجلبي والهاشمي يعتبر «هيئة العلماء» حزباً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
معلومات متضاربة في بغداد عن مكان الصدر وأنباء عن وجوده في الأهوار ...
بغداد - الحياة
تحاول الأطراف السياسية السنية في العراق النأي بنفسها عن المواقف "المتشددة" لـ "هيئة علماء المسلمين"، خصوصاً موقفها من الخطة الأمنية الجديدة، التي أعلنتها الحكومة، الساعية الى احتواء مسلحين وميليشيات، في نطاق تنظيم "اللجان الشعبية" التي كلف تشكيلها رئيس هيئة اجتثاث البعث أحمد الجلبي، وعضو الهيئة علي اللامي، والقيادي في "الحزب الاسلامي" نصير العاني.
الى ذلك، اتهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أمس "هيئة العلماء" بالخروج عن دورها الديني وبدئها التدخل في القضايا السياسية، معتبراً ذلك "مأخذاً كبيراً عليها".
وقال في تصريحات الى "الحياة" ان "السنة ليست لديهم مرجعية دينية كالشيعة". ووجه انتقاداً لاذعاً الى وزير الدفاع السني واتهمه بـ "الضعف وعدم الكفاءة".
من جهة أخرى، علمت "الحياة" ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وعدداً من زعماء تياره وقادة "جيش المهدي" موجودون في منطقة الأهوار، حيث كان يلجأ معارضو النظام السابق.
واشترك "الحزب الاسلامي" الذي يرأسه الهاشمي في إقرار نظام "اللجان الشعبية" التي يتوقع ان تشكل في بغداد حسب توزيعها الطائفي. وأكد اللامي أن هذه اللجان "شكلت باقتراح من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كلف الجلبي والعاني الاشراف عليها".
وأوضح اللامي لـ "الحياة" اسلوب تشكيل اللجان، فقال ان "اختيار اعضائها سيتم بحسب المناطق، فالحي الذي يبلغ تعداد سكانه مليون نسمة يتم اختيار 1000 منهم ليشكلوا حلقة أو لجنة الحي"، و "تعتمد الهيئة في اختيار عناصر تلك اللجان على نظام المحاصصة الطائفية او الحزبية لتفادي الاختراقات التي قد تحصل".
ويرى مراقبون ان نظام اللجان الشعبية وسيلة لاحتواء مسلحين وميليشيات اخترقت الأجهزة الأمنية ونفذت مجازر بغطاء رسمي. لكن اللامي استبعد ذلك، وأكد أن "اختيار العناصر المسلحة في هذه اللجان سيتم بإشراك شيوخ العشائر ووجهاء الأحياء البغدادية وبعض رجال الدين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأعضاء مجالس بغداد. ولن تشهد اختراقات كالتي حصلت في الجيش والشرطة". وستضطلع اللجان الشعبية بمراقبة ومشاركة القوات العراقية في عمليات الدهم.
وسبق للمشروع أن طرح في مراحل مختلفة ورفض على مستويات عدة، لأن اللجان قد تتحول إلى ميليشيا مناطقية، وتزيد المشكلة تعقيداً بدلاً من حلها.
ويرى الهاشمي ان الحكومة "تأخرت" في حل مشكلة الميليشيات، وان تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "استطاع ادارة الأزمة بذكاء وتجاوز الموقف" عبر "الانحناء أمام العاصفة"، وقال ان الميليشيات "أخفت أسلحتها قبل انطلاق الخطة الأمنية وهرّبت قادتها الى الخارج".
الى ذلك، نفى الشيخ سهيل العقابي، القيادي في التيار الصدري، مغادرة مقتدى الصدر الى ايران، وقال لـ "الحياة" ان "ما تردد حول ذهابه الى ايران محض أكاذيب عارية عن الصحة". لكن النائب سامي العسكري من كتلة "الائتلاف" الشيعية أكد ان الصدر موجود في طهران، وقال انه "في زيارة قصيرة ليبحث قضية الحوار الايراني - الاميركي"، وأخذ على أنصاره نفي الخبر.
وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الصدر وعدداً كبيراً من قادة "جيش المهدي" موجودون على الحدود العراقية - الايرانية، في منطقة الأهوار، التي كانت ملجأ الجهات المعارضة للنظام السابق.