نصر الله يتجنّب المحكمة منتقداً الأكثرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نجاد يعتبر إيران ولبنان "جسماً واحداً"
الحريري في الرياض بعد لاريجاني... وإجراءات اميركية ضد مؤسسات لـ "حزب الله" ...
واشنطن، بيروت - جويس كرم
انتقد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عدداً من قادة الأكثرية من دون ان يسميهم، مشيراً الى تصريحاتهم وخطاباتهم لمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا سيما رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وبدرجة أقل زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري. واعتبر نصر الله ان "المناخ الايجابي الذي ظهر خلال اليومين الماضيين يكاد ان يتلاشى لولا ان الناس تعيش على الأمل بحصول لقاء ثنائي"، قاصداً التحضيرات لاجتماع الحريري مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في اطار الاتصالات المباشرة وغير المباشرة الجارية بينهما.
وغمز نصر الله أيضاً من قناة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر الذي كان أعلن ان شاحنة الأسلحة والذخائر التي صادرها الجيش اللبناني وتخص الحزب أصبحت في الجنوب بعهدة الجيش، فقال: "حاضرون لأن نعطي أضعاف هذا السلاح عن طيب نفس، ولا نسامح احداً بطلقة واحدة تغتصب".
وتميز خطاب نصر الله الذي كان سجالياً مع العديد من أفرقاء الأكثرية، في شأن الأزمة السياسية الداخلية، بتأكيد ان "لا مشكلة" بين "حزب الله" وبين قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) وقال: "لسنا معترضين على وجودها".
وفيما دعا نصر الله، في خطاب ألقاه لمناسبة الذكرى الـ 15 لاغتيال اسرائيل الأمين العام السابق للحزب في الجنوب السيد عباس الموسوي، أنصاره "الا ييأسوا وكما صبرنا في الحرب التي شنّتها اسرائيل يجب ان نصبر الآن"، أشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في حديثه عن الوضع في لبنان الى ضرورة إزالة المشاكل الناتجة عن "فتن الأعداء والقوى المهيمنة بالصبر والحنكة".
وأضاف نجاد أثناء استقباله السفير اللبناني في طهران عدنان منصور لمناسبة انتهاء مهماته: "ان فترة هيمنتهم ولَت، وإيران حكومةً وشعباً ستكون دوماً سنداً للشعب اللبناني في أصعب الظروف كما في السابق". وأكد نجاد ان ايران ولبنان "يعدان جسماً واحداً، ومع الأسف فإن لبنان اليوم هو العضو المجروح من هذا الجسم"، معتبراً ان تطوير العلاقات بين البلدين "سيحبط المؤامرات والفتن التي يحيكها الأعداء".
وفيما تجنّب السيد نصر الله الحديث عن الخلاف بين المعارضة والأكثرية حول المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يؤكد ان "ما من طريق يوصل اللبنانيين الى حلّ المشاكل الا الجلوس معاً والحوار البناء". وأشار الى ان اعتصام المعارضة "لم يحقق شيئاً"، وتمسك بمبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لحل الأزمة الداخلية.
وتواصلت الاتصالات غير المباشرة حتى ليل أول من أمس بين معاوني بري والحريري للبحث في أفكار المخارج المقترحة، وانتقل الأخير الى المملكة العربية السعودية أمس في زيارة عمل لاستطلاع الاتصالات الاقليمية الجارية حول لبنان، خصوصاً ان أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني كان زار الرياض مطلع هذا الاسبوع.
وكرّرت مصادر بري تأكيدها ان لا شيء يمنع لقاء بري والحريري ولكن ليس هناك موعد حتى الآن، مشيرة الى ان "الأجواء مريحة، ولكن ليس هناك تطور سريع والقنوات مفتوحة للحوار وكل الأطراف تعرف مواقف بعضها".
ورحّب نصر الله بأي لقاء ثنائي بين أي من قادة الفريق الآخر (الأكثرية) وأي من قادة فريق المعارضة، لكنه نأى بنفسه عن أي لقاء ثنائي "لاننا نثق بحلفائنا". ورأى ان العودة الى جلسات مؤتمر الحوار "إضاعة للوقت"، فيما اللقاءات الثنائية ربما تفتح كوة. وتحدث عن قوى خارجية (اسرائيل وأميركا) لا تريد حلاً لبنانياً، وعن قوى داخلية مشيراً الى جنبلاط بالقول ان هناك من يضحي بلبنان من أجل شخصه وحجمه وليس من أجل طائفته"، متحدثاً عن ان لديه "مشكلة شخصية (مع سورية) يريد تحميل لبنان واللبنانيين مسؤوليتها". وغمز من قناة جعجع وجنبلاط حين قال: "من حقنا ان نمتلك السلاح ولا أطلب اذناً ممن كان يأتي بالسلاح من اسرائيل، وممن لم يطلق رصاصة على اسرائيل". وأضاف: "هناك دعوات لقرارات شجاعة (الحريري) فمن الذي في تاريخه قرارات شجاعة، ومن الذي تاريخه غير ذلك؟".
وأكد نصر الله إصرار المعارضة على أهدافها التي طرحتها، اذ قال: "لا أحد يتصور ان جعبة المعارضة انتهت أو انها ستتخلّى مع الوقت عن تحركها".
ورد على منتقدي الحزب وتحركه في بيروت بالقول: "سنبقى على الحدود وفي بيروت وفي كل مكان من لبنان... ونحن في الداخل تيار سياسي معني بكل تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية وقادر ان يكون موجوداً في كل الساحات دفعة واحدة.
واعتبر نصر الله ان (الأكثرية والحكومة) "صمدوا من 1 كانون الأول (ديسمبر) بسبب الدعم الخارجي الذي قد يبقي مجموعة في السلطة لمدة لكنه لا يستطيع ان يبقيها دائماً، وحتى هذا الدعم الخارجي يزداد مأزقه في المنطقة يوماً بعد يوم". وقال: "نحن نواجه الحرب نفسها ولكن بعناوين وعناصر مختلفة... وإذا واصلنا العمل بتخطيط ودقة وانضباط وبحضوركم الساحات، وكما وعدتكم في الحرب وفي مخيم رياض الصلح (اعتصام المعارضة) المعارضة في لبنان ستنتصر عاجلاً أم آجلاً".
وفي واشنطن، أكدت مصادر في الادارة الأميركية لـ "الحياة" أن واشنطن "ماضية حتى النهاية في التزامها بتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري" و "لن تقبل بأي مساومة أو مقايضة على هذه المسألة"، وشددت على ان الادارة متمسكة بمساعدة لبنان و "الحفاظ على استقراره" وستتجه مطلع الأسبوع المقبل الى "تجميد أصول وأرصدة شركات وهيئات تابعة لحزب الله" وعلى "ارتباط بسورية وايران".
وقالت المصادر إنه فيما "تفضل واشنطن تمرير المحكمة بالرجوع الى الهيئات الدستورية في لبنان، هناك استعداد لايجاد صيغة بديلة من طريق الأمم المتحدة في حال استمر البعض بعرقلة المشروع ومنعه من اتخاذ مساره الدستوري". وأضافت أن واشنطن "لن تقبل بأي مقايضة أو صفقة حول هذه المسألة" و "ملتزمة العمل حتى النهاية كي تبصر المحكمة النور ويلاحق المتورطون في الاغتيالات".
وأكدت المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التحركات لمساعدة لبنان والضغط على "الجهات المخربة في الساحة اللبنانية"، وبينها "اعلان مرتقب لوزارة الخزانة الأميركية مطلع الأسبوع المقبل بتجميد ممتلكات هيئات وشركات تابعة لحزب الله" الذي تعتبره واشنطن "منظمة إرهابية".