جريدة الجرائد

باركوا عناد رايس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هآرتس

كل من يؤيد التفاوض المباشر بين قادة إسرائيل والفلسطينيين، وكل من يولي أهمية للتدخل الأميركي في المساعي المبذولة لتسوية النزاع الإسرائيلي ـ العربي، يتعين عليه أن يبارك عناد وإصرار وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليسا رايس، على عقد "القمة الثلاثية" في القدس امس الأول. ومع أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت، اقترح إرجاء القمة رداً على توقيع "اتفاق مكة" وعلى التعاون السياسي بين فتح وحماس، إلا أن رايس اصرت على المجيء إلى المنطقة وعلى عقد لقاء بحضور أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
خطة رايس الأصلية التي تقوم على أساس أن هذا الحدث سيؤدي إلى استئناف عملية السلام بقيادة الولايات المتحدة، أُصيبت بالخذلان في أعقاب "اتفاق مكة" ورفض حماس قبول مبادئ الرباعية الدولية، وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل. وبدل أن تُكرس القمة لإجراء بحث جذري حول طابع الدولة الفلسطينية العتيدة، من أجل بناء "أفق سياسي" يعزز المعتدلين وأنصار التسوية في الجانب الفلسطيني، ركزت القمة على تبادل الاتهامات والادعاءات بين أولمرت وعباس. فقد عرض رئيس الحكومة مجموعة من الاختبارات الكلامية والعملية أمام الحكومة الفلسطينية الجديدة، كشرط لأي تقدم سياسي. من جهته رئيس السلطة الفلسطينية اتهم أولمرت بخرق وعوده ، موضحاً سبب سيره نحو الاتفاق موضع الخلاف مع حماس، وطلب التريث لرؤية ما إذا كانت الحكومة الجديدة في السلطة ستستجيب للمطالب الدولية.
حتى لو كان من الصعب الإشارة إلى انجازات ديبلوماسية وانطلاقة في اللقاء الثلاثي، إلا أنه حقق بعض النتائج المهمة. أولاً، أظهرت رايس أنها تلتزم كلمتها واستعدادها لتوظيف الوقت والجهد في أن تدفع قدماً "حل الدولتين"، حتى عندما تكون فرص هذا التقدم طفيفة، وحتى عندما تكون عرضة للانتقادات في واشنطن لمجرد سفرها الى الشرق الأوسط. ثانياً، إن الزيارات المتكررة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى القدس، تتيح لأولمرت تطبيق وقف النار في غزة وتساعد في صد الضغوط والدعوات من قبل الجيش والحكومة من أجل شن حملة عسكرية واسعة في القطاع. ثالثاً، إن حضور رايس في الغرفة يُلزم أولمرت وعباس إعادة التأكيد على التزامهما عملية "خارطة الطريق"، ويدفع إسرائيل إلى تخفيف الضائقة الاقتصادية للفلسطينيين في مناطق السلطة، حتى وإن تم ذلك ببطء.
لقد منحت القمة كلاً من أولمرت وعباس فترة زمنية من بضعة اسابيع للإنشغال في مشاكلهما الداخلية ـ أولمرت بانتظار تقرير فينوغراد، وعباس بانتظار المفاوضات الائتلافية مع حماس ـ قبل أن يتفرغا مجدداً لتقدم العملية السياسية. فكلاهما يعرف أن رايس ستتابع سلوكهما وستعود قريباً لجولة محادثات اُخرى في المنطقة. وبالنسبة لرايس، شكلت زيارة القدس مناسبة جيدة لتكوين انطباع من قرب عن الأزمات السياسية في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والحصول على معلومات من مصدرها الأول وليس عبر التقارير التي يرفعها رجالها. كما أن ثمة أهمية لتعزيز وحفظ الزخم الديبلوماسي، حتى عندما تضع الظروف مصاعب أمام حصول تقدم حقيقي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف