جريدة الجرائد

دمشق حسمت الخلافات حول أحقية تمثيل «البعث العراقي»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

السبت 24 فبراير 2007


بتشكيل قيادة بزعامة يونس أحمد.. ووزير الحوار يتفاوض مع قيادة جديدة

بغداد ـ مازن صاحب

علمت "الوطن" ان ملف المفاوضات مع القيادات البعثية قد نقل الى وزير الحوار الوطني الدكتور اكرم الحكيم الذي يزور دمشق لهذا الغرض. وفيما انشق البعث العراقي الى تنظيمات مختلفة، وقفت بعض قياداته على الهامش مثل سمير الشيخلي عضو القيادة القطرية السابق، المقيم في عمان، وناجي الحديثي وزير الخارجية قبل سقوط نظام صدام حسين، وشخصيات اخرى مثل محمد دبدب، رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق الاسبق، وكل منهم سبق له المشاركة في اجتماعات عمان والقاهرة للتفاوض مع "جهات امريكية رسمية"، لم تنته الى نتائج محددة.
ويؤكد المراقبون القريبون من القيادات البعثية في دمشق لـ "الوطن"، ان "مشكلة هذا المتبقي من البعثيين تتمثل في انه لم يستفد من تجربة هذا الحزب التاريخية في عدة موارد. ويصعب على هؤلاء ان يدركوا ان البعث اليوم بحاجة الى اعادة نظر فكرية جادة حيث لم تعد فكرة القومية العربية حلما رومانسيا ولا حبا قبل كل شيء كما كان مؤسس البعث ميشل عفلق يردد في كل خطاباته، اضافة الى ان اسلمة النظرية البعثية في فكرة القومية المؤمنة لم تكن الا حاجة ظرفية، البسها صدام فكر البعث العلماني، ليحاكي أفكار القاعدة في أفغانستان لمواجهة ظروف العقوبات الدولية بعد اثامه في غزو الكويت، على حد قولهم".
ويعتقد بعض القياديين من الكوادر الوسطى ان "حبل المشنقة الذي ضاق على رقبة صدام ليعلن موته تزامن مع اتساع الانشقاقات داخل حزب البعث في ثلاثة اتجاهات : الاول يسعى لتعزيز وجود البعث عراقيا او قطريا والآخر اثر الهجرة فيما اتجه الفريق الثالث الى رغد ابنة صدام معتبرا انها تمثل دور بنازير بوتو في الساحة العراقية.

تمثيل البعث

ويرى بعض المراقبين ان القيادة القومية في دمشق قد حسمت الجدال حول احقية من يمثل البعث العراقي، وهو السؤال المطروح خلال جلسات الحوار بين قياديين بعثيين ومسؤولين أمريكان، حيث استغل تنظيم العودة، الوجه المدني لحزب البعث، ذو الأفكار الأكثر اعتدالا، الفرصة لكي يعلن تشكيل هذه القيادة، وعضوية عدد من القيادات البعثية التي كانت على مستويات عضو مكتب او أعضاء فروع، و بعض العناصر القريبة من بيت المجيد، أبرزهم "عز الدين المجيد" من اجل ايجاد قنوات مناسبة مع القيادة القومية في الجناح السوري. لكن "القطريين الجدد" وهم يعقدون مؤتمرهم الاستثنائي في دمشق، أقروا وهم يتهمون عزة الدوري ويشيرون الى حيثيات فصله من الحزب، بأن البعث لا يشكل ثقلا مهما في المواجهة المسلحة ضد الأمريكيين، حين اتهموا الدوري بأنه "كان السبب المباشر في ضياع وبعثرة جهود الفصائل المجاهدة لعدم توفيره الدعم المادي والمعنوي المطلوب لاستمرار وتصعيد وتائر العمل الجهادي الوطني والبعثي بشكل خاص" على حد قول بيان صدر عن هذه القيادة، ونشر في مواقع اخبارية متعددة.
ويتوقع اكثر من مراقب سياسي تصاعد حدة الانشقاقات، لتصل الى التصفيات الجسدية، في اطار "التنازع القبلي" على ارث البعث العراقي، داخل تكريت، ما بين اهل العوجة وعائلة المجيد، عشيرة صدام، ومنطقة الدور وعائلة عزة الدوري، ومثل هذا التصارع القبلي، ظهر بشكل موتور في التعامل مع وقائع مجالس الفاتحة التي انتظمت في تكريت والرمادي، لاسيما وان القاء القبض على صدام قد حصل بسبب معلومات وفرها ضابط حماية مرافق لصدام من اهل الدور، والقي القبض عليه في منطقة قريبة من هذه المنطقة، وأصابع المتحدثين في هذه المجالس كانت تشير الى مشاعر الغضب لاهالي العوجة من تسارع الاصوات لمبايعة عزة الدوري قائدا للبعث العراقي.

خلافات

وهناك من يؤكد "الاختلافات الواضحة"، لان الكثير من كبار ضباط الجيش العراقي المنحل في الموصل وتكريت والرمادي، يرفضون اندماج تنظيم "المجاهدين" بزعامة عزة الدوري، مع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وبقية التنظيمات المسلحة ذات الصبغة الدينية السنية على محيط دائرة أفكار القاعدة "في جبهة العمل الاسلامي القومي"، كون القاعدة تكفر الجميع، فيما تبرز عدة أصوات في بيانات مختلفة من تشكيلات اقرب الى فكر البعث العلماني، وتشكك بوجود الدوري في العراق أصلا، بل ثمة من يعتقد أنه لم يعد موجودا في هذه الحياة، ويستشهدون بغياب التسجيلات الصوتية له كما كان صدام يعمل عند اختفائه من بغداد بعد وكان نعيم حداد، وهو بعثي قديم من المعتزلين منذ ربع قرن تقريبا، قد نقل نبأ وفات الدوري قبل أكثر من سنة، ومن يومها صدر أكثر من نفي وأكثر من بيان منسوب لعزة الدوري، ولكن لم تظهر له صورة ولم يسمع له صوت!!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف