لبنان: المعارضة تعوّل على التواصل السعودي - الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مستشار بان كي مون الى بيروت والسنيورة يتّصل بمبارك وسعود الفيصل ...
بيروت
أكد أحد أقطاب قوى 14 آذار لـ "الحياة" أنه يأمل بتسوية سياسية قريبة للأزمة في لبنان تؤدي الى انهاء المعارضة اعتصامها في وسط بيروت التجاري، على رغم مظاهر التشنج التي تشهدها الساحة اللبنانية والتسريبات المتبادلة حول ما طرحه كل فريق من أفكار للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد.
وإذ اكد القطب نفسه ان قوى 14 آذار لم توافق في أي مرة على صيغة المعارضة لتوسيع الحكومة أي 19 للأكثرية و11 للمعارضة، وأنها ما زالت على موقفها بحكومة على قاعدة 19-10-1، أوضحت لـ "الحياة" مصادر قيادية في المعارضة أن على رغم جمود الاتصالات التي كانت أجريت بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبين زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري عبر فريق عمل مشترك، لتبادل الأوراق والأفكار، فإن أفق السعي الى التسوية ليس مقفلاً، الفرصة ما زالت مؤاتية للوصول الى حل، وأن انتظار الاتصالات الخارجية الجارية، ولا سيما التواصل السعودي - الإيراني، قد يساعد في حلحلة العقد الموجودة. ورأت المصادر المعارضة ان تصريحات رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ليل أول من أمس، في مقابلة بثتها محطة "ال بي سي" التلفزيونية، لم تقفل الأبواب، خصوصاً حين أكد أنه يقبل بضمانة المملكة العربية السعودية للتسوية، على رغم تشدده في موقفه من "حزب الله".
وكشفت مصادر مواكبة للاتصالات السابقة بين الرياض وطهران ان الورقة التي كان أعدها منسق المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الشهر الماضي، وناقشها مع أمين مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، كانت اقترحت مخرجاً مركباً للخلاف بين الأكثرية والمعارضة، حول طريقة توسيع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، يجمع بين مطلب الأولى اعتماد صيغة 19-10-1 وبين إصرار المعارضة على صيغة 19-11. وأوضحت المصادر ان الجانب السعودي كان اقترح أيضاً حلاً وسطاً لموضوع إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، ازاء الرفض السوري للمخرج الذي اتفقت عليه طهران مع الرياض لإقرار المحكمة في المؤسسات الدستورية اللبنانية، يقضي بإقرار المحكمة وفق التسوية التي يتم التوصل اليها، على أن يتم تشكيل المحكمة بعد انتهاء التحقيق الدولي في الجريمة.
وأمس اجتمع الرئيس السنيورة الى النائب الحريري لتنسيق المواقف وعرض نتائج آخر الاتصالات، لا سيما بعد زيارة الحريري السعودية الأسبوع الماضي.
وأجرى السنيورة أمس سلسلة اتصالات هاتفية شملت الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة الباكستانية شوكت عزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره المصري أحمد أبو الغيط، لبحث أوضاع لبنان والمنطقة. وعرض السنيورة في هذه الاتصالات جهود الحكومة اللبنانية وخطواتها لتطبيق قرارات مؤتمر "باريس -3"، والمراحل المتقدمة التي قطعتها في إزالة آثار العدوان الاسرائيلي، اضافة الى المساعي والجهود الداخلية لمعالجة الازمة الداخلية. وتطرق البحث الى التحضيرات الجارية لعقد القمة الاسلامية المقبلة والمواضيع التي يمكن ان تثار وتناقش وموقف لبنان منها.
ويُنتظر ان يصل الى بيروت خلال الساعات المقبلة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز، لاستطلاع الأوضاع في الجنوب قبيل تحضير الأمانة العامة للمنظمة الدولية تقريرها الذي ستعرضه على مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701، والذي قال منسق نشاطات الأمم المتحدة في لبنان الذي عيّنه الأمين العام غير بيدرسون أنه سيقدم تقريره منتصف الشهر المقبل وسيشمل كل جوانب القرار وما لم ينفذ منه. وأكد بيدرسون أمس ان الأمم المتحدة تدعم جهود ايران والسعودية والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لحل الأزمة السياسية في لبنان. وأشار الى انه ما زال يرى دعماً جامعاً في لبنان للقرار 1701، بما في ذلك من حركة "أمل" ومن "حزب الله".
في غضون ذلك، صدرت تصريحات أمس تنتقد طرح بعض رموز المعارضة فكرة العصيان المدني ضد الحكومة، وأبرز المعترضين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ووزير الاتصالات مروان حمادة والنائب السابق تمام سلام الذي اعتبره مضراً ومؤذياً بعد لقائه الحريري مساءً.