جريدة الجرائد

مرشدة تربوية: الطفل في العراق عبارة عن مقاتل صغير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


مشاهد الحروب والعنف اليومي تطغى على ثقافة ألعاب الأطفال في العراق

بغداد -حيدر نجم


الحروب العديدة التي خاضها بلدهم طيلة السنوات الماضية واعمال العنف اليومية الدامية، التي تشهدها معظم مناطق البلاد، اثرت وبشكل كبير على مختلف جوانب الحياة العامة للاطفال العراقيين، فضلاعن المشاكل والصعوبات التي يعاني منها الجزء الاكبر منهم، والمتمثلة بسوء التعليم والتغذية والمستوى المعيشي والترفيهي المتدني في حال توفر لهم، والامراض المختلفة التي يعانون منها منذ عقود، كل هذه الامور وغيرها القت بظلالها على حياة معظم اطفال العراق، خصوصا على ثقافة الالعاب التي يمارسونها بشكل يومي.

وقد وصل مستوى تأثير مشاهد العنف والحروب على العاب الاطفال، التي يمارسونها في صالات ومقاهي الانترنت الى حد الادمان، لممارسة تلك الالعاب الحربية فقط دون غيرها من الالعاب، التي من شأنها ان تساعد على تنمية ذكائهم وقدراتهم العلمية والذهنية، والعاب العنف كالاسلحة والمعدات العسكرية بمختلف انواعها منتشرة وبكثرة بين ايدي الاطفال، وهي وسيلة الترفيه الاساسية بالنسبة لهم، فضلا عن افلام العاب القتال والمعارك الالكترونية، التي غصت بها صالات الكومبيوتر، والتي أدمن عليها الاطفال بشدة هذه الايام. الطفل احمد حبيب، 7 سنوات، متعود وبشكل مثير للانتباه على العاب قتال الشوارع وتصادم السيارات، فهو يجبر والده على الذهاب يوميا الى صالات الالعاب الالكترونية المنتشرة بكثرة في منطقته الشعبية، ليمارس العابه المفضلة لعدة ساعات يوميا.

وقال والد احمد، "انا مجبر على جلب ابني يوميا ليمارس العابه في هذه الصالة لانه المتنفس الوحيد له، فما دمت انا خارج المنزل، بسبب عملي طوال اليوم، سيبقى ملازما لوالدته في البيت، حتى اعود للمنزل واصطحبه هو وشقيقته الصغرى في جولة ترفيهية، وهي المتنفس الوحيد لهما في ظل الظروف التي نعيشها، ولا بد لاحمد من ممارسة العابه في صالة الالعاب الالكترونية يوميا، والا فانه سيصب جام غضبه علينا وسيبدأ بإثارة المشاكل مع شقيقته الصغرى".

وقال حسنين جاسم، 26 عاما، صاحب صالة لالعاب الكومبيوتر، ان "كافة الاطفال الذين يعتبرون من زبائن الصالة الدائميين، وهم من اعمار مختلفة، يدمنون العاب العنف والقتال والحروب وتصادم السيارات ويقضون ساعات طويلة في ممارسة هذه الالعاب دون غيرها، فلا يفضلون الالعاب الرياضية مثل كرة القدم، وهم يبحثون عن كل ما هو جديد من العاب فيها قتال وعنف".

وكشف جاسم عن أنه مضطر لجلب هذه الالعاب في صالته، لانه اذا لم يجلبها فان الاطفال سيغادرون صالته ويذهبون الى صالات اخرى تقدم لهم هذه الالعاب، موضحا ان الجزء الاكبر من دخل الصالة يتأتى من ممارسة الاطفال لهذه الالعاب.

وتحدث محمد صالح النداوي، 44 عاما، وهو استاذ تربوي في احدى مدارس بغداد عن هذه الحالة وقال لـ"الشرق الاوسط"، ان "السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو انعكاسات الظروف الاستثنائية، التي مر بها البلد، والتي اثرت وبشكل كبير على مختلف شرائح المجتمع وليس شريحة الاطفال فقط، وكذلك عزوف الاطفال عن الاستمرار والمواصلة في التعليم والدراسة بسبب المشاكل الاقتصادية الخانقة، التي تمر بها عوائلهم، اضافة الى مشاهد القتل والدمار والتفجير التي يشاهدونها على شاشات التلفاز، كل هذه الامور انعكست سلبا على شخصية الطفل العراقي، من حيث التربية والسلوك لتأخذ مداها حتى على العابهم وطرق تسليتهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف