جريدة الجرائد

«عمر والتشيع»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز السويد

يختم المفكر العراقي حسن العلوي كتابه المثير "عمر والتشيع... ثنائية القطيعة والمشاركة"، بحلم قصي. الحلم أن يجتمع "ربع عمر" مع "ربع علي"، ويستعير المصطلح من الدكتور علي الوردي. والمعنى أن يلتئم شتات الشعب العراقي في وحدة وطنية، لا رائحة للطائفية البغيضة في نواحيها. والكتاب سيحدث ضجة إن لم تكن بدأت.

قد تختلف مع العلوي أو تتفق، إلا أن له رؤية ونهجاً إصلاحياً يطرحهما في لحظة خطيرة من تاريخ المنطقة. انه يغوص في قضية شائكة شغلت المسلمين، وما زالت جمراً تحت الرماد تشعله جولات الساسة الغربيين. حسن العلوي من أسرة شيعية عراقية، يبدأ من يوم السقيفة، ليسطر كتاباً ينتصر فيه للخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يضعه في المكان الذي يضعه فيه كل منصف. هذا الانتصار لم يكن على حساب علي بن ابي طالب كرم الله وجهه. كما قد يبدو للوهلة الأولى لدى بعضهم، بل على حساب "التشيع الصفوي"، الذي يوضح العلوي الفرق بينه وبين "التشيع العلوي".

يعتبر المؤلف ان عمر بن الخطاب هو مؤسس العراق العربي، والعلوي إذا تحدث عن عمر بن الخطاب ترى قلبه على لسانه، هو يناقش باستفاضة جملة من النصوص التي تنتقص من الخليفة الثاني، فيفندها ليصل إلى أن الصورة المستقرة الآن في أذهان بعض الشيعة عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) لها أصل سياسي بفعل ساسة الدولة الصفوية، وبإسهام من بعض فقهائها. ولا يترك العلوي أهل السنة، فهو مثلما يراهم الآن قد أهدوا العراق إلى ايران، يستنتج أنهم عندما لا يفرقون بين التشيع الصوفي والتشيع العلوي، فإنهم يدفعون بالأخير إلى أحضان الأول، فتتفاقم الكارثة ونصل إلى "تعجيم الشيعة". والكتاب محاولة إصلاحية، ستثور على المؤلف بسببها النيران من هنا وهناك، ويصدر الكتاب عن "مكتبة العبيكان" في الرياض هذا الأسبوع.

يفتح الكاتب آمالاً عراضاً من الصفحة الأولى، فيكون الإهداء إلى رجل من الأعظمية، المدينة السنية، عثمان بن علي العبيدي، استشهد غرقاً بعد إنقاذه لسبع أرواح. مات وهو يحاول إنقاذ الثامن في تفجير الجسر الشهير. المفارقة أن الثمانية من الكاظمية "الشيعية". لو كانت هناك حكومة وحدة عراقية لشيدت له نصباً تذكارياً! ويطالب المؤلف حكومة إيران بفحص الكتب التاريخية. ويكشف عن مزار "أبو لؤلؤة المجوسي" هناك، حيث سأل مسؤولاً "كبيراً جداً" في "الحكومة الإسلامية" عن حقيقة وجود هذا المزار فأجاب بنعم!

أذكر أن الشيخ التسخيري، صاحب التقريب بين المذاهب، قال على قناة "الجزيرة" إنه لا يعلم عن "المزار" شيئاً. في "عمر والتشيع" يضع المؤلف رأسه على كفيه. أراه يصرخ صرخة غيور على أبناء أمته العربية، لعلها لا تكون صرخة في وادٍ.

asuwayed@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف