«القاعدة» تستقّل الشبكة الى كل العالم.. فتدرب عناصرها وتهرب من الملاحقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المواقع "الجهادية" عالم يحفل بالموظفين والمشرفين والمراقبات ...
عمان - مروان شحادة
يبدو أن مستخدمي تقنية الإنترنت من عناصر الحركات "الإسلامية" في شكل عام، و "القاعدة" في شكل خاص فاقت مهارتهم، وبراعتهم ومعرفتهم، مهارة وقدرة مخترعي هذه التقنية، حيث بات من الصعب التحكم والسيطرة التامة في ما ينشر على شبكة الإنترنت، ولا يمكن لأي جهة منع توزيع أي مادة إعلامية سواء كانت مرئية، أو مسموعة، أم مقروءة على هذه الشبكة، وتم التحول والانتقال إلى استخدام الشبكة العنكبوتية من دون غيرها من وسائل الاتصال بالجماهير، بسبب الرقابة الممارسة على معظم وسائل الإعلام العربية والإسلامية، فضلاً عن الأجنبية.
تعتبر جماعة "الجهاد" المصرية من الحركات الأولى التي استفادت من شبكة الإنترنت، مع بداية التسعينات، التي استخدمتها للاتصال بأعضائها في الخارج ونشر دعوتها وأفكارها، وبدأت المواقع "الجهادية" بعدد لا يزيد عن 12 موقعاً، كان أهمها في ذلك الوقت، "موقع الشيخ عبدالله عزام"، وموقع "النداء"، وموقع "المهاجرون"، و "شبكة الجهاد"، وموقع "منظمة الأسوة"، وموقع "مركز الدراسات والبحوث الإسلامية" الذي أسسه أول أمير لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، يوسف العييري ومعه عيسى بن عوشن، تلاها فيما بعد تطور كبير وسريع في اتساع وانتشار عدد المنتديات والشبكات "الجهادية" تقدره بعض الدراسات بأنه تخطى 1500 موقع، أشهرها "شبكة الأنصار"، والذي حلت محله "شبكة الحسبة"، وغيرها من المواقع مثل "شبكة الإخلاص"، و " النور الإسلامية"، و "الفرقان"، و "لبيك"، و "المهاجرون"، و "القاعدون"، و "أنصار الجهاد"، و "رسالة الأمة الجهادية"، و "منتديات بيت المقدس"، وموقع حركة "حماس"، وموقع "الجهاد الإسلامي"، وشبكة "الصافنات"، و "صوت الرافدين"، و "صوت الخلافة"، وشبكة "البراق"، وموقع "إمارة أفغانستان"، وموقع "القوقاز"، وشبكة "أبو البخاري" وغيرها، فضلاً عن المراكز الإعلامية المتخصصة بالإصدارات المرئية والصوتية: كمؤسسة "السحاب"، ومركز "الفجر"، ومركز "أبو مريم"، ومركز "الحرمين"، ومركز "الفرقان للإنتاج الإعلامي" وغيرها من المراكز الإعلامية المتخصصة.
كيف تعمل المنتديات؟
يظن البعض أن إدارة المنتديات التي تشرف عليها الحركات والتنظيمات "الإسلامية" التي تعمل سرياً، أو التي تعمل علنياً، عملية سهلة لا تحتاج إلى كثير من العناء والمعرفة، فيما يرى المتخصصون في هذا المجال أن هذه العملية صعبة ودقيقة وتحتاج إلى خبرة فنية وإدارية عالية المستوى، وخبرة تقنية متقدمة في علم الشبكات واستخدام الأجهزة وأمن المعلومات. وللتعرف عن قرب على طريقة عمل "المنتديات الإسلامية"، من خلال توضيح الأقسام الرئيسة فيها، ومسؤوليات كل قسم، ومكوناته، وآليات عمله، يجب الإشارة ان لكل منتدى منهجيته وسياسته في التعامل مع أعضائه ومشتركيه.
فمثلاً منتديات النور الإسلامية تصف نفسها بأنها "منتدى قائم على الدعوة الى الله بما يصلح حال الأمة الإسلامية ، لا تنتمي الى إقليم، او جنسية، أو دولة او نظام. وينقسم هذا المنتدى إلى أربعة أقسام رئيسة: الإدارة، وجهازي المراقبة والإشراف على المنتدى، والمكتب الإعلامي.
ويتكون القسم الإداري من: المشرف العام، الذي يتولى إدارة المواقع العامة، والأمور التقنية، ولوحة التحكم بالمنتدى، ويقوم بالتمويل والتعاقد على الإعلانات، والتخطيط العام والتطوير، وتعيين وتنحية الجهاز الدائري، من كبار وصغار الموظفين، يليه نائب المشرف العام الذي يرتبط مباشرة بالمشرف العام ويقوم مقامه في حال غيابه، ويتبعه مراقب عام الإشراف الذي يقوم بتنفيذ التعليمات وكتابة التقارير والتغذية العكسية. يلي ذلك قسم المراقبة الذي يشمل: مراقب النواحي الشرعية والمراجع، حيث يقوم بمراجعة المواضيع والقضايا والآيات والأحاديث التي تخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة، وفي حال وجود أخطاء في الآيات والأحاديث يكتب ملاحظاته وينبه المتصفحين، ويطلب تعديلها. ثم مراقب التوثيق والمصادر، ويقوم بالتأكد من الأفلام الوثائقية وما يصدر عن "الجماعات الجهادية"، وبيان المزوَّر منها، والملفَّق، وحذفه من الشبكة والمنتدى في حال ثبات عدم صحة المواد المنشورة، ثم مراقب المكرر والحذف والنقل، ويقوم بحذف المواضيع التي تسيء مباشرة إلى الدين الإسلامي ورموزه، والتي تطعن في "الجهاد" ورموزه، والتي تسيء إلى الآداب العامة والأخلاق الإسلامية.
أما منسق المشرفين، ومنسقة المشرفات، والمشرفون ونوابهم، فهم يتولون عملية التنسيق والإشراف على المواضيع المطروحة في المنتدى. وتتابع الموضوعات التي تطرحها النساء، منسقة المشرفات، وما يتبعها من مشرفات. وأخر أقسام المنتدى: المكتب الإعلامي الذي تنبثق منه ثلاث لجان، مهمتها جمع وإخراج ونشر المادة الإعلامية، بعد عمل الدعاية اللازمة لها. وأولى اللجان اللجنة الثقافية، وتقوم بجمع الموضوعات الأدبية والبحوث والتحقيقات والصور التي تخص الأعضاء، والتدقيق فيها، وثاني هذه اللجان، اللجنة الفنية، وتقوم بالإخراج الفني لما يتفق على نشره، وآخر اللجان اللجنة التقنية، ومهمتها توفير الدعم الفني من برامج تشغيلية وأدوات مساعدة، مع شرح طريقة عملها.
خريطة الشبكات الجهادية
تعتبر شبكة " الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية" المحطة الإعلامية المركزية التي تقوم بتنظيم وتنسيق الأعمال كافة (المرئية والمسموعة والمقروءة) لـ "الحركات الجهادية الإسلامية" في كل العالم، وجميع الشبكات والمنتديات المختلفة تنبثق عنها وتعمل تحت إشرافها في الغالب، ويدير الجبهة "مجلس أعلى للشورى"، و "أمير" الجبهة يدعى "صلاح الدين الثاني"، ونائبه "أحمد الواثق بالله"، وكان توفي مسؤول العلاقات العامة في الجبهة الدكتور سيف الدين الكناني في تشرين الثاني الماضي، وأصدرت الجبهة بيان نعي خاصاً به، وأشادت بجهوده "في التصدي للحملة الإعلامية الصليبية" - بحسب قولها -، كما أن "الجبهة" تقوم بترجمة معظم البيانات الهامة المرئية والمقروءة إلى اللغة الإنكليزية، وتصدر أحياناً بيانات باللغات الحية الأخرى. وتتكون الجبهة من الأقسام التالية: قسم الكتب والنشرات، وقسم النشر والتوزيع، وقسم الإعلام التقني، وقسم الترجمة واللغات، وقسم الإعلام الدعوي، وقسم الإعلام المرئي، وقسم الإعلام السمعي، وقسم الإعلام البريدي (العادي والإلكترون)، وقسم الإعلام العسكري.
و "الجبهة تعتبر نفسها كما جاء في إحدى رسائلها التي حملت عنوان "نداء من الجبهة الإعلامية الإسلامية إلى وحدة الصف" بتاريخ 15/5/2005، أن وجودها مستمر على شبكة الإنترنت. وتعتبر أنها تمثل "الإعلام البديل"، وأنها "مشروع إعلامي إسلامي جهادي"، وليس "مرحلة عابرة أو موقتة"، وأن مشروعها يهدف إلى "تبيان الحقائق، وصد الهجمات الإعلامية الصهيو - صليبية، وتوحيد جهود معظم الحركات الجهادية العالمية إعلامياً".
ما ينشر على شبكة الإنترنت لا يخرج عن الأعمال التي تشرف عليها الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، وعلى رغم اختلاف مسميات الأقسام العاملة في إعلام "الحركات الجهادية"، إلا أنها لا تخرج عن التسميات التالية: شبكة (شبكة الحسبة)، منتدى أو منتديات (النور الإسلامية)، منبر(التوحيد والجهاد)، غرفة أنصار الجهاد على سبيل المثال(البالتوك غرفة السرداب)، تلفزيون "صوت الخلافة".
أما مكونات وأقسام المنتدى الواحد على الشبكة فإنها تنقسم إلى :منتدى الأخبار ويشمل منتدى أخبار وبيانات ومراسلي "الجهاد"، والمنتدى العام الذي يشمل منتدى الحدث (قضايا الأمة الإسلامية)، ومنتدى الصوتيات والمرئيات، ومنتدى الأشعار الإسلامية والدعوية، ومنتدى تقنية وأمن الحاسب الآلي، وتشمل منتدى التقنية (علوم الحاسب والإنترنت)، ومنتدى الصور والتصميم (الفوتو شوب والفلاش)، ومنتدى أمن الحاسب الآلي والمواقع، ومنتديات إدارية وتشمل: منتدى الشكاوى والملاحظات، ومنتدى التجارب الكتابية.
الإعلام البديل
تشمل استخدامات هذه الحركات شبكة الإنترنت ما يأتي: تغطية الجانب الدعوي، والتعريف بالأفكار المؤسسة "للسلفية الجهادية"، والاتصال العام والخاص ( المشفر وغير المشفر)، ويشمل الاتصال بـ "الخلايا الحركية"، و "أنصار الجهاد"، والتعبئة والحشد والتحريض والتجنيد ضد الجبهة المعادية، وتغطية الأخبار الخاصة بالجهاد والمجاهدين، و "مراسلي الجهاد"، والتعليم والتدريب، الذي يتعلق بتقنية المعلومات واستخدامات الحاسب الآلي وأمنه، وما يتعلق بعلم التخفي والتشفير، والتجهيز والإعداد "الجهادي"، والذي يشمل التدريب النظري على كيفية استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات وفنون القتال وحرب العصابات، واستهداف وتدمير "بعض المواقع الهامة الرسمية العسكرية والاستخباراتية بهدف إعاقتها وتعطيلها، والرد على المخالفين وكشف الحقائق والاختراقات الأمنية العاملة على الشبكة"، إضافة إلى تقديم خدمات أخرى تتعلق بتناول قضايا ثقافية مختلفة وتقديم "رؤية شرعية سلفية" في معالجتها.
شهد اداء "القاعدة" الألكتروني عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر تطوراً كبيراً حيث انتقل الى "تنظيم" من "العالم المادي"، إلى الشبكة - فضاء الانترنت -، وأصبح من السهل على شباب "المجاهدين" تعلم فنون القتال وتلقي التدريبات العسكرية عبر الانترنت بدلاً من الذهاب إلى معسكرات الحركة في جبال أفغانستان وميدان القتال في العراق.
وفي هذا السياق يشير بعض المراقبين بأن استخدام الإنترنت جنَّب أعضاء "التنظيمات الإسلامية" الضربات الأمنية والمطاردة المستمرة، أثناء قيامهم بعمليات التجنيد والتعبئة والتحريض والتدريب، ونشر أفكارهم، وذلك من خلال وجودها على الشبكة العنكبوتية من دون حاجتها إلى العنصر البشري المباشر والمعروف، حتى بات من الممكن إطلاق مفهوم "جامعة الجهاد المفتوحة" على هذه الشبكة، لأنها عبَرَت الحدود، من دون رقيب أو حسيب، ما يجعل مسألة السيطرة على هذه الشبكة ومنع تداول المعلومات التي تصنف عالمياً بـ "الخطيرة"، أمراً صعباً.