الصحف البريطانية: هل عادت القاعدة للعمل بكل طاقتها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بي بي سي
تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء الكثير من قضايا الشرق الأوسط مثل التطورات الأخيرة في العراق، وتصاعد خطر هجمات القاعدة، ومشكلة استئصال زراعة المخدرات في أفغانستان، والانتقادات الداخلية التي يواجهها الرئيس الإيراني احمدي نجاد.
صحيفة "التايمز" أفردت صفحة لتحقيق كتبه مراسلها في العراق ستيفن فاريل مع استعدادات القوات البريطانية تسليم البصرة للقوات العراقية.
تخوفات
يبدي الكاتب في تحقيقه عددا من التخوفات بشأن المهمة الجديدة التي تنتظر تلك القوات في إطار العملية الأمنية التي ستقوم بها قوات مشتركة: أمريكية- عراقية - بريطانية في عملية فرض الأمن في العاصمة العراقية بغداد.
ومن المقرر أن تتركز المفرزة الأولى من القوات البريطانية التي ستنسحب من البصرة في الحي الذي تقطنه أغلبية شيعية في بغداد ويعرف بـ "مدينة الصدر" بينما ستتمركز الثانية في حي سلمان باك.
وقد تدربت القوات العراقية التي ستحل محل البريطانيين تدريبات عنيفة حتى تكون مستعدة لكل الاحتمالات.
ويقول الكولونيل ستيفن كيركباتريك إن القوات العراقية مرت بتدريبات مكثفة لعدة أسابيع منها تدريبات لمدة خمسة ايام في البصرة، شملت التصويب على الهدف واصابته واستخدام مختلف الأسلحة.
ويضيف أنه كان هناك، من ناحية أخرى، تخوف لدي القوات العراقية من احتمال تكرار ما حدث في شهر أغسطس/ آب الماضي عندما رفض عدد من أفراد تلك القوات من الجنوب التوجه إلى بغداد.
تجربة وميزة
إلا أنه يضيف أن تجربة انتشارهم في بغداد ستعتبر اختبارا لقدرتهم الحقيقية، وقد تكون أيضا ميزة لهم حيث لن يكونوا مضطرين لمواجهة أقارب لهم أو رفاق من رجال العشائر.
وفي "التايمز" أيضا نطالع موضوعا عن الحملة البريطانية التي تستهدف القضاء على المخدرات عن طريق حرث الحقول التي يزدهر فيها النبات الذي يحوي الهيروين.
يقول التحقيق الذي أعده تيم البون وكلير بيليت من أفغانستان، أن الناس في مقاطعة هيلمند ليسوا سعداء بما يجري من استئصال زراعات الخشخاش، ويهددون بأنهم سيضطرون للالتحاق بصفوف مسلحي طالبان.
ويقول التحقيق "إن زيادة عدد الراغبين في الالتحاق بطالبان هو نذير سئ للخمسة آلاف جندي بريطاني الموجودين في هيلمند والـ 1400 الآخرين الذين يستعدون للتوجه إلى هناك".
سلاح ذو حدين
ويضيف "إن استئصال زراعة المخدرات سلاح ذو حدين، فأفغانستان مسؤولة عن تسعة جرامات من كل 10 جرامات من تلك التي تباع في شوارع بريطانيا من مادة الهيروين".
ويقول التحقيق إنه رغم أن 90 في المائة من الأراضي الزراعية في إقليم هيلمند قد تحولت إلى زراعة نبات الأفيون فلم يتم تدمير أكثر من 550 هكتار في الأسبوع الأول من الحملة. وإذا كان لا يزال هناك 3 أشهر على الحصاد فإن الشرطة تعرف أنها تخوض حربا خاسرة".
وتنشر صحيفة "الديلي تليجراف" خبرا انفردت به عن نفس الموضوع بعنوان "الرشوة تفسد الحملة لاستئصال المخدرات".
يقول كاتب الخبر توم كوجلان الذي أرسله من كابل إن ملاك الأراضي المزروعة بالمخدرات يقومون بدفع رشوة بمقدار 500 جنيه استرليني عن كل هكتار. ويضيف أن الهكتار ينتج ما قيمته 3500 جنيه استرليني من الأفيون.
ويضيف ايضا أنه تم القضاء حتى الآن على 1200 هكتار من الأفيون المزروع بينما تهدف الحملة التي تشارك فيها قوات شرطة مكونة من 500 فرد وخبراء أمريكيون في الأمن وطائرات هليكوبتر إلى القضاء على 22 ألف هكتار قبل أبريل/ نيسان المقبل.
خطر القاعدة
ويكتب سيمون تيسدال في صحيفة "الجارديان" مقالا بعنوان "القاعدة تعمل" يقول فيه إن هناك مخاوف من أن تكون القاعدة تخطط لشن هجمات على أهداف "ضعيفة" في الغرب وهو ما يؤدي إلى مناقشات عنيفة داخل ادارة الرئيس جورج بوش بشأن مقاومة هذا الخطر.
ويقول إن الرئيس بوش كان يصر حتى وقت قريب على تحقيق نجاح كبير في إسكات القاعدة.
ويضيف كاتب المقال أن بيتر برجان، وهو خبير بارز غير حكومي في مكافحة الإرهاب والباحث في جامعة نيويورك، رأى الشهر الماضي أن هذا التقدير مطروح بشدة للتساؤل.
ويرى هذا الخبير أن "هجمات الجهاديين قد وصلت مستوى الوباء خلال السنوات الثلاث الأخيرة... هناك دلائل قوية على أن القاعدة تمكنت من إعادة تنظيم صفوفها، وهناك ما يدعو للاعتقاد أنها ستصبح خلال السنوات القليلة القادمة أكثر قوة. لقد عادت كتيبة أسامة بن لادن القاتلة إلى العمل بكل قوتها".
ويضيف برجان أن القاعدة تستمتع بنجاحها المتنامي في التنسيق وتجنيد الأنصار وتدريب وتمويل الإرهابيين، وفي مشاركة الوسائل التقنية مع جماعات مختلفة مثل استحداث نمط العمليات الانتحارية والتفجيرات التي تجري في العراق في أفغانستان.
ويقتبس الكاتب مما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي عندما قالت "إن عودة القاعدة إلى العمل في أفغانستان هي إدانة دامغة لسياسات بوش شديدة الخلل والهوس بالعراق. ما لم يغير الرئيس من المسار، ستستمر الأخطار المحدقة على أمريكا واصدقائها تتكاثر".
لغة السوق
وتحت عنوان "أحمدي نجاد تحت النار في إيران لموقفه النووي المتشدد" تنشر صحيفة الجارديان أيضا تحقيقا أعده إيان بلاك من طهران يتطرق فيه إلى ما يطلق عليه معارضة من داخل النخبة السياسية في ايران للرئيس نجاد.
وينقل بلاك عن محمد أتريانفار، وهو معلق سياسي ومقرب من الرئيس الايراني الاسبق علي هاشمي رافسنجاني، قوله إن الرئيس الايراني يستخدم "لغة السوق"، وإن تصريحاته الأخيرة تصعب من مهمة المفاوض الرئيسي الايراني علي لاريجاني، في التوصل إلى اتفاق مع الدبلوماسيين الأوروبيين.
ويضيف بلاك أن "المنتقدين من كل الأطياف السياسية في ايران ينتقدون الرئيس بسبب تصريحه المتعلق بعدم وجود "كوابح" أو "رجوع للوراء"، مما أدى إلى ذيوع مزاعم في الغرب بأن سياسة نجاد بدأت تواجه مقاومة.
ويقول أتريانفار إن "هذه الرطانة اللفظية لا تناسب رئيسا، ولا مكان لها في الدوائر الدبلوماسية".
نجاد و"الفرامل"
أما فايز زاهد، وهو زعيم حزب التضامن الاسلامي الاصلاحي الايراني فقد انتقد، حسب المقال المنشور ما أطلق عليه "محاولة أحمدي نجاد محاكاة الرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز بدلا من زعماء عالميين مشهود لهم بالكفاءة مثل نيلسون مانديلا وفاكلاف هافل".
ويقول كاتب التحقيق أيضا إنه حتى صحيفة "رسالات" الأصولية المعروفة بتأييدها للرئيس نجاد قالت "إن الضعف وانعدام الخبرة والعنف البلاغي اللفظي الزائد ليس مقبولا في سياستنا الخارجية".
وينقل المقال مما كتبه زاهد في صحيفة "اعتماد المللي" عندما قال "لقد وجدت الكوابح (الفرامل) حتى يصل القطار سالما إلى مقصده. ربما نجد خلال الرحلة السكة الحديدية متشققة ونضطر إلى نقل مسافرينا عن طريق تحريك المقود إلى الخلف للانتقال إلى سكة أكثر أمانا. إن ايران بلد زلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية. وأنت بمثابة رأس البلاد. ويتعين علينا ان نثق فيك"!