بري : إنها مسألة أيام ... والجيش خط أحمر
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رايس "تطمئن" السنيورة بأن الحل لن يكون على حساب لبنان ... وموسى متفائل بدينامية القمة العربية
السفير
ارتفع المنسوب التفاؤلي، لكن بقي الجميع في حالة حذر شديد، وما زاد الامور غموضا، هو ترك فريقي الاكثرية والمعارضة، للاطراف الاقليمية، وخاصة للسعوديين والايرانيين، مسؤولية تظهير مشهد التسوية الداخلية، الذي يبدو أنه سيكون جزءا من انفراجات اقليمية اكبر سواء بين طهران والرياض أو بين الرياض ودمشق، مع مؤشرات دولية تميل في معظمها لمصلحة الانفراج في الملف اللبناني.
وفي انتظار ما سيصدر، من مواقف، عن لقاء القمة بين الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، اليوم، وخاصة في ما يتصل بالملف الداخلي اللبناني، فإن بعض الاوساط اللبنانية ربطت بين زيارة نجاد وبين قرار رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بالتوجه من العاصمة الفرنسية الى الرياض التي وصلها ليل أمس، في زيارة تستمر أياما عدة حسب مكتبه الاعلامي.
ولدى سؤال أحد أعضاء الوفد المرافق للحريري في باريس حول احتمال حصول لقاء بين الحريري ونجاد، رفض تأكيد أو نفي هذا الاحتمال!
في هذه الاثناء، بدا ان توجه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في العمل على الطبقات العربية والاقليمية والدولية للحل اللبناني، قد أخذ مداه وصار في صلب الاتصالات الجارية.
وفي حين قال موسى لـ"السفير" ان القمة العربية "خلقت دينامية على مستوى خطورة الاوضاع والمواضيع في الساحة العربية وبالتالي ساهمت في تكثيف الجهود المبذولة لتهدئة الموقف في أكثر من ساحة عربية لا سيما فلسطين ولبنان والعراق، لم يستبعد ان تؤدي الاجتماعات التمهيدية للقمة بمناقشاتها وبعض اللقاءات التي ستعقد على هامشها في التمهيد للتوافق على بعض المسائل وبالتحديد في فلسطين والعراق ولبنان.
وجدد موسى القول ان المبادرة العربية ما زالت قائمة بعنوانيها الاساسيين والمتلازمين وهما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتوافق على المحكمة الدولية، متحدثا عن اتصالات جدية في هذا الاتجاه.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر دبلوماسية عربية بارزة في القاهرة لـ"السفير"، أمس، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيصل اليوم الى القاهرة للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة، وأنه سيلتقي بالرئيس المصري حسني مبارك في خطوة تأتي استكمالا للاتصال الذي اجراه مبارك بالرئيس السوري بشار الاسد قبل ثلاثة ايام وأطلعه خلاله على نتائج زيارته الى الرياض.
وأضافت المصادر ان القاهرة التي تلعب دورا رئيسيا في اعادة ترتيب العلاقات السعودية السورية قبيل قمة الرياض، تحاول ازالة الشوائب، خاصة بعد ان لمس الرئيس مبارك وجود رغبة متبادلة من الجانبين في تطبيع العلاقات واعادتها الى ما كانت عليه قبل الازمة الاخيرة التي يقول السعوديون انها ناتجة عن الغضب الشديد للملك عبد الله بعد مواقف صدرت عن القيادة السورية إبان "حرب تموز".
وفي حين لم تستبعد المصادر احتمال نجاح العاصمة المصرية في عقد لقاء بين وزيري خارجية سوريا وليد المعلم والسعودية الامير سعود الفيصل، قالت لـ"السفير" إن القيادة المصرية باتت مقتنعة بأن نقل الهدنة اللبنانية الحالية الى مرحلة بداية الحل يقتضي تفاهما بين دمشق والرياض أولا، وهو الامر الذي شدد عليه عمرو موسى في كل اتصالاته العربية.
وذكرت المصادر نفسها أن المستشار الرئاسي السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل سيستأنف ابتداء من اليوم في القاهرة مساعيه حيال الازمة اللبنانية، ذلك أنه بعد أن يشارك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب سوف يستقبله الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ ثم ينتقل بعد ذلك الى ايران وسوريا والسعودية.
وأضافت المصادر الدبلوماسية العربية البارزة ان نجاح عثمان في محطتي القاهرة وطهران سيقوده حتما الى دمشق للحصول على "مؤشر ايجابي" ينقله الى السعودية.
وقالت مصادر عربية على صلة وثيقة بطهران، ان المسؤولين الايرانيين قطعوا شوطا لا بأس به في اتصالاتهم مع السعودية وهناك لجنة سعودية ايرانية تعمل بصورة مستمرة ويشرف على عملها كل من الامير بندر بن
سلطان والدكتور علي لاريجاني، وعلى الارجح فإن الايرانيين، وبإقرار من السعوديين والفرنسيين لعبوا دورا كبيرا في انجاح مؤتمر باريس 3 كما ان السعوديين طلبوا منهم اعداد مجموعة من الاقتراحات حول الازمة اللبنانية وهم يستعدون لتقديمها قريبا وعلى الارجح في خلال زيارة نجاد الى الرياض اليوم.
وحسب المصادر الدبلوماسية العربية ذات الصلة الوثيقة بالملف اللبناني، فإن ما تسعى ايران للحصول عليه هو اقناع السعودية بتوفير ضمانات فعلية (اميركية على الارجح) للسوريين بأن للمحكمة الدولية حدودا لا يمكن تخطيها. وأضافت ان المعارضة اللبنانية نقلت ملاحظاتها حول المحكمة الدولية الى الجانب الايراني وكذلك فعل الجانب السوري وبالتالي نحن دخلنا في صميم القضايا وإذا لم يكمن الشيطان في التفاصيل في آخر لحظة، فإننا سائرون نحو صيغة حل تحت مظلة المبادرة العربية مجددا، وبأسرع مما يتصور البعض.
وخلافا للجو الذي ساد بعد مغادرة موسى وعثمان بيروت، قبيل عطلتي الميلاد ورأس السنة، فإن المصادر العربية في القاهرة تقول ان المبادرة العربية لم تفشل بل كان لا بد من العمل على نطاق اقليمي ودولي أوسع، وكان لا بد من إيجاد بداية تقارب فعلي بين السعودية وإيران تتبعه إعادة المياه الى مجاريها بين الرياض ودمشق، وهذا ما يحصل عمليا في الوقت الراهن.
وأكدت المصادر ان العاهل السعودي الملك عبد الله الذي غضب غضبا شديدا في السابق من تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد، ردّد أمام أكثر من شخصية لبنانية وعربية وإيرانية انه يقدم مصلحة العرب ولبنان وسوريا على شعوره الشخصي وأنه وقف الى جانب بشار الاسد لحظة وفاة والده انطلاقا من وفائه للعلاقة التاريخية التي كانت تجمعه به وأنه يحرص على استقرار سوريا ودورها "ولكن الامر بحاجة الى اشارة سورية ما في الوقت نفسه".
وأضافت المصادر ان هذه الاشارات قد بدأت تصل الى القيادة السعودية وعلى الارجح فإن هذا الملف سيقفل قبل القمة العربية، علما ان السعوديين طالما رددوا انهم لن يقدموا على اية خطوة على حساب المحكمة الدولية وأنهم في الوقت نفسه منفتحون امام أية مقترحات جدية لتعديلها، لان هناك ملاحظات عندهم وعند دول اوروبية وخاصة بريطانيا على النص الحالي لنظام المحكمة.
بري متفائل بحل خلال أيام
ورايس تطمئن السنيورة
على الصعيد الداخلي، عبّرت مناخات رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة عن وجود مساع جدية لانهاء الازمة، مع ميل واضح لدى الرئيس بري للقول لـ"السفير" إن التقدم الحاصل على صعيد الاتصالات لن يطول أمر الاعلان عنه كثيرا "لا بل صار مسألة ايام فقط"، رافضا الخوض في التفاصيل. اما الرئيس السنيورة، فقد كان لافتا للانتباه تلقيه اتصالا من وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، أطلعته خلاله على رؤيتها للتطورات في المنطقة ولا سيما مؤتمر بغداد في العاشر من الشهر الجاري والذي سيخصص لبحث شؤون العراق، اضافة الى نتائج مؤتمر اسلام أباد وما انطوى عليه من نتائج. وأبلغته "ان مساعي الحلول المبذولة في المنطقة لن تكون على حساب لبنان".
شيراك للحريري:
لا تضيعوا باريس ...3 والمحكمة
وفي باريس، أظهرت التصريحات التي أطلقها رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بعد اجتماعه على مدى تسعين دقيقة بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه، استمرار ميله للتفاؤل بالتوصل الى حل للازمة، قائلا ان السعودية تبذل جهودا جبارة وهي تمضي قدما في مساعيها لحل أزمات المنطقة ومنها أزمة لبنان. ونقل الحريري عن شيراك حرص فرنسا على عدم إضاعة نتائج مؤتمر باريس ـ 3 في زواريب المشاكل الداخلية اللبنانية وضرورة اقرار المحكمة الدولية بإجماع اللبنانيين في اسرع وقت ممكن وأنه في حال عدم حصول هذا الامر فإن بعض الاطراف ستضع نفسها امام إقرار المحكمة تحت الفصل السابع".
ولوحظ ان الحريري، قد تجاهل تصريحات حليفه النائب وليد جنبلاط في واشنطن، والتي طالب فيها المسؤولين الاميركيين بدعم المعارضة السورية لقلب النظام في دمشق، قائلا انه لم يسمع بها.
بري:
ممنوع المس بالجيش اللبناني
ولوحظ ان الرئيس نبيه بري بدا مستفزا من مواقف جنبلاط وجعجع الاخيرة، خاصة في موضوع الجيش اللبناني ورفض تعديل المحكمة. وقد ابدى استغرابه للكلام الصادر من هنا او هناك حول الجيش وعقيدته القتالية، وقال ان الجيش اللبناني هو صمام الامان وعلى الجميع صيانته وحمايته وبالتالي فإن الــواقف الاخيرة للبعض في هذا الشأن مثيرة للاستغراب والاستهجان "وليكن معلوما أننا على استعداد للمناقشة في كل شيء وفي اي شيء. في كل الامن وكل الحكومات والمحكمة الدولية لكننا لسنا مستعدين ابدا للقبول بأي مس بالجيش تحت اي شعار او عنوان وليخيطوا بغير هذه المسلة".
وحول المواقف الرافضة ادخال تعديلات على المحكمة (كالتي اعلنها وليد جنبلاط)، قال بري "هذه مواقف مستغربة وهي سبب العلة منذ البداية وكانت سببا للاعتكاف ومن ثم الاستقالة وكل التأزيم الحاصل حاليا"، وأدرج بري هذه المواقف في خانة القوطبة والتعكير على كل بارقة أمل تلوح في الافق، ومنها الاتصالات العربية والقمة السعودية الايرانية والقمة العربية، "وهذه المحاولات لن تنجح ولننتظر اياما وسنرى ان التاريخ سيسجل للملك عبد الله بن عبد العزيز دوره التاريخي المهم في اخراج لبنان من أزمته السياسية".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف