باحث إسرائيلي: للدول العربية تأثير هامشي في الملف النووي الإيراني نتيجة ضعف أهمية الحرب التقليدية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس - محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة
رأى المحاضر في العلوم السياسية والباحث الكبير في مركز "بيغن -السادات" في تل ابيب، هيلل فريش في بحث استراتيجي عنوانه "العالم العربي والقنبلة الذرية"، ان "الدول العربية أصبحت ذا تأثير هامشي في القضية الذرية الايرانية نتيجة ضعف أهمية الحرب التقليدية في هذا العصر"، مشيرا الى ان "هذه الدول نفسها غدت حائرة في تقرير موقف موحد من القضية الذرية الايرانية، كما يختلف موقف هذه الدول الرسمي من هذه القضية عن موقف الجماهير العربية التي تؤيد بحماسة تسلح ايران النووي".
وقال فريش انه "عندما يتم الحديث عن القضية الايرانية، خارج ايران واسرائيل بالطبع، تحتل العناوين ست دول، هي الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والمانيا، وبريطانيا وفرنسا، ولا توجد واحدة منها في الشرق الاوسط أو تتحدث العربية".
ويتابع: "هنا يُطرح السؤال، ما آثار الدور الهامشي الذي تشغله الدول العربية في موضوع القضية الذرية؟ أعتقد أن هذه الهامشية تعبر عن توجه مهم جدا نشهده منذ نحو 25 عاما، منذ العام 1982 على الأقل، أي منذ حرب لبنان وربما قبل ذلك، منذ حرب يوم الغفران: تصبح المواجهة التقليدية قزما بالقياس الى المواجهة الممكنة بالسلاح غير التقليدي، مرورا بالصواريخ البالستية والمواجهة الدائمة تقريبا في صعيد الحرب ذات القوة المنخفضة".
وأضاف ان "في الماضي شاركت الدول العربية في المواجهة التقليدية. وعندما ضعفت هذه المواجهة قلت ايضا أهمية الدول العربية في قضايا أمن الشرق الاوسط، وإن كنت لا أرفض امكانية مواجهة تقليدية بين اسرائيل وسورية".
وأوضح: "على نحو عام نرى ضعف الدول الناطقة بالعربية لمصلحة الدول غير العربية في الشرق الاوسط (اسرائيل وتركيا)، وعلى نحو هو الأبرز في المدة الأخيرة ايران. إن القوى السياسية العقائدية كلها في الدول الناطقة بالعربية تشير، وتحذر وتهدد من هذا التطور، بدءا بالقومية العربية وانتهاء بالتيارات الاسلامية. إن القضية الذرية وقوة ايران لبنة أخرى في ضعف الدول العربية".
ورأى ان "ايران تُمثل تحديا للدول العربية. ويمكن تقسيم الدول الناطقة بالعربية الى نوعين، الدول الغنية بالقوة البشرية لكن فقيرة بالموارد، وبالأساس النفط، والدول الفقيرة بالسكان لكن غنية بالنفط. وان ايران الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط، وفي ضمن ذلك تركيا واسرائيل، الغنية بالقوة البشرية المتخصصة جدا، وبموارد النفط واحتياطي النفط. وإن القدرة على المزج بين الثروة البشرية والثروة المالية تمثل التحدي الذي تقيمه ايران لسائر الدول في الشرق الاوسط".
ويتحدث فريش ايضا عن "تعزز دور تركيا على حساب العالم العربي، وهي ذات عدد سكاني كبير (مثل مصر وايران)، لكنها ايضا الدولة الصناعية الوحيدة، اذا استثنينا اسرائيل في الشرق الاوسط. تركيا واسرائيل بالطبع، تمثلان تحديا للدول الناطقة بالعربية. فهما تقتطعان من قوة الدول العربية".
واشار فريش الى إن "دول الخليج تواجه تهديدا ايرانيا اكبر مع غياب الدولة العراقية". واضاف: "الى وقت قريب اكتفت دول الخليج بالغث عن السمين، بحديثها عن الخطر البيئي للبرامج الايرانية. تحدثت عن حقيقة أن بوشهر، منشأة التحلية، تقع على الساحل الشرقي لايران، بازاء دول الخليج تماما، في منطقة مهيأة لزلازل، وعلى ذلك يمكن أن تكون التأثيرات البيئية لهذه البرامج كارثية على دول الخليج. لكن ابتداء من اول العام 2006، عبرت هذه الدول عن خوفها، في ما يشبه رسائل شبه رسمية، تطرح السؤال: لماذا تكون خطة تخصيب اليورانيوم والطاقة الذرية مهمة جدا لدولة ذات احتياطي نفط كبير الى هذا الحد"؟
ويرى فريش ان "مصر موجودة بين المطرقة والسندان. فمن جهة، ونتيجة المساعدة الاميركية، عليها أن تعارض البرنامج الايراني بكل قوة. ومن جهة أخرى، ايران ذات قدرة عسكرية ذرية تستطيع أن تكون معادلا للسيطرة الاسرائيلية في هذا المجال. بكلمات أخرى، مع كل تخوفها من ايران، ولديها مخاوف، كما عُبر عن ذلك في الحرب بين "حزب الله" واسرائيل، التخوف من اسرائيل الذرية أكبر. الموقف المصري اشكالي نتيجة صعوبة الفصل بين اتساع تأثير ايران عن طريق عملاء شيعة محليين، وبين ايران ذرية تكون معادلا لاسرائيل، نتيجة امكانية أن يكون لايران الذرية تأثير تأليبي كبير جدا في المنطقة".
ويضيف انه "في مطلع نوفمبر 2005 طرأ تحول على المصريين. في زيارة الرئيس حسني مبارك لموسكو بُحثت المساعدة التي تستطيع روسيا تقديمها لبرامج ذرية مدنية مصرية. وكذلك عُلم أن أربعة من الدول العربية، المغرب، والجزائر، والسعودية ومصر، توجهت توجها رسميا الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لابلاغ نياتها تجديد أو إحياء برامج تطوير الطاقة الذرية".
وتطرق الباحث الى سورية. وقال ان "سورية تؤيد بالطبع هدف ايران بأن تصبح دولة ذرية. لكنها لا تؤيد الصورة التي يحاول بها الايرانيون تحقيق هذا الهدف. كانت سورية تريد أن تفاجئ ايران، الغرب، لا أن تفاجئ الولايات المتحدة، ايران بهجوم قد يفضي الى اسقاط النظام الوحيد في العالم اليوم الذي يؤيد سورية".
ويقول ان "دول الخليج كانت ستكون سعيدة لو أن الولايات المتحدة هاجمت ايران. مع ذلك، يؤيد الجمهور في الدول العربية تسلح ايران. لكن لن تكون الدول الناطقة بالعربية ولا الجمهور العربي قادرين على التأثير في طريقة مواجهة القضية أو آثارها في الأمد البعيد. وفي المقابل، هناك تخوف من أنه اذا لم يوقف الغرب الايرانيين، فانه فضلا على أنه تبدو محاولات كثيرة للتسلح الذري عند دول المنطقة، يبدو ايضا تغلغل روسيا آخذا في الازدياد، وإن يكن ذلك على نحو أكثر شحوبا من الحرب الباردة... من ذا قال ان التاريخ لا يكرر نفسه"؟
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف