سعود الفيصل: الوضع اللبناني يراوحُ مكانه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السفير السعودي يبلغ الفرقاء انّ دور المملكة هو المساعدة...
و"مجلس التعاون" يرفض أن يُعطى المتربّصون بلبنان أيّ فرصة
مبارك يؤكّد دعمه استقلال لبنان واستقراره والسنيورة لا متفائل ولا متشائم
المستقبل
في انتظار اتضاح الصورة "الفعلية" لنتائج القمة السعودية ـ الايرانية، وفي وقت بدا أن الساحة الداخلية تترقب شيئا ما "تفصيلي" بعد الكلام العام ووعود المفاجآت، بدأ سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجه تحركا يتوقع ان يستكمله في الايام المقبلة، وضعه في إطار "الاستماع الى جميع الأطراف في الموالاة والمعارضة للاطلاع علي آرائهم"، وفي الوقت عينه اطلاع هؤلاء على أجواء القمة والمساعي السعودية لمعالجة الأزمة في لبنان، والحض على "تفاهم لبناني"، من غير ان يستبعد دعوة المملكة للاطراف اللبنانيين الى اللقاء فيها.
خوجه التقى الرئيس الممددة ولايته خلافا للدستور اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، قال ان "الاجواء ايجابية جدا جدا، والتفاؤل لا يزال موجوداً"، معرباً عن أمله بالوصول الى حل قبل القمة العربية المقرر انعقادها في 28 و29 الجاري.
وعن تحرّك السفير السعوديّ أكّدت مصادر متابعة لـ"المستقبل" انّه "لم يحمل اقتراحات محدّدة أو مبادرة معيّنة"، وانّه عرض "استعدادات المملكة لمساعدة اللبنانيين على العمل، وهي مستعدّة لاستضافتهم". وأضافت المصادر انّ خوجة أكّد لمن التقاهم انّ المملكة "حريصة على أن يتوصّل اللبنانيّون إلى الحلّ الذي يحقّق استقرار بلدهم وانّ دورها هو المساعدة".
تحرك السفير السعودي في بيروت، تزامن مع كلام في الرياض لوزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل الذي قال في افتتاح الاجتماع العادي لوزراء مجلس التعاون الخليجي "ان الوضع هناك (في لبنان) مازال يراوح مكانه من حيث حالة الاضطراب السياسي وانعدام الاستقرار ولا ادري كم من الخسائر يجب ان يتحملها لبنان وكم من الفرص يجب ان تهدر قبل ان ينعم ابناء هذا الوطن الغالي علينا جميعاً بنعمة الاستقرار وامكانات التقدم والرفاه المتاحة له بحكم مواهب اللبنانيين وقدراتهم وحرص المجتمع الدولي على مساندته ودعمه والذي تجسد في مؤتمر باريس ثلاثة أخيراً". وأضاف انّه "لا بد لحدوث تغيير ايجابي في الوضع اللبناني من ان يحسم اللبنانيون امرهم ويقررون بأنفسهم تغليب المصلحة الوطنية وجعلها فوق اي اعتبار وقبل اي مسألة جانبية".
بالتزامن، دعا مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعه في الرياض أمس اللبنانيين إلى "العودة إلى الحوار"، واستنكر "ما يشهده الشارع اللبناني من مظاهر من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار".
وأكّد المجلس انه "استمرار الخلافات وزيارة حدّتها بين القوى السياسيّة اللبنانيّة من شأنه إتاحة الفرصة لمن يريد السوء لشعب لبنان الشقيق". وشدّد على دعوة "الفرقاء اللبنانيين إلى اللجوء إلى الحوار البنّاء وتغليب المصالح الوطنيّة العليا (..) بعيداً عن التدخّلات الخارجيّة(..)".
في المقابل كان السفير الايراني في بيروت محمد رضا شيباني يقول "لدينا حاليا مبادرة، لكن تفاصيلها لم تصل الينا"، وأمل ان تحمل هذه المبادرة "تفاصيل ترضي الجميع من دون تدخل احد من اجل نسفها"، لافتا الى أن "كل الانظار تتجه الى الولايات المتحدة الاميركية التي يخشى ان تقوم بايحاء ما تريده لقوى معينة لنسف هذه المبادرة (..)".
المواقف الداخلية
وسط هذه الصورة، بقيت الأجواء الداخلية، ومع استمرار غياب رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، متريثة في الحديث عن مخارج محددة للأزمة قبل التوصل الى أطر محددة لها.
الرئيس السنيورة تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك، وأجرى اتصالات بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء القطري عبد الله العطية وجرى تشاور في المستجدات.
وأكد السنيورة أن لبنان "كان دائما مع السعودية في مساعيها والمواقف التي اتخذتها منذ اتفاق الطائف (..) ونحن نسعى لأن نعطي القيمة الكبرى اليوم لدور المملكة التي كانت دائما إلى جانب لبنان ووحدته ولا تسعى إلى أغراض من هنا أو هناك"، واعتبر ان هذه المساعي "هي مساع خيرة ومستمرة وهي في طريقها إلى أن تصل إلى غايتها"، لكنه قال "لا أعتقد أنه من المفيد أن يكثر المرء من التفاؤل ولا أن يعطي صورة تشاؤمية، بل علينا أن نتابع كل مسعى حتى نصل إلى ما يبتغيه اللبنانيون من نهاية سريعة لهذه الأزمة"، لافتا الي أن الاتصالات "لا زالت جارية ولكن علينا أن نتنبه إلى أنه لا يجب أن نفكر وكأن الأمر خرج من يد اللبنانيين".
ودعا النائب بطرس حرب بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير، الى "التريث وعدم المبالغة بالتوجه الايجابي والتفاؤل غير المسنود قبل استكمال المعلومات وترجمة الاجواء الايجابية التي نعلم انها متوافرة اليوم، الى اتفاق عملي للخروح من المأزق".
في غضون ذلك، أستقبل الرئيس مبارك في شرم الشيخ الرئيس الأعلى لـ "حزب الكتائب" الرئيس أمين الجميّل ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري، وأكد حرصه على استقرار واستقلال لبنان ووحدته الوطنية وضرورة الحفاظ على السلام الداخلي وتحقيق الوفاق الوطني".
وأمل الجميّل بعد اللقاء "أن تثمر الجهود التي يبذلها مبارك مع سائر الدول العربية المعنية ولا سيما السعودية في ايجاد حل للازمة الراهنة على قاعدة احترام الدستور والتقاليد اللبنانية، وألا تأتي الحلول مجرد مسكنات تؤدي الى هدنة هشة، سريعا ما تتبدد مفاعيلها ليعود الوضع الى تأزمه"، ورأى ان المدخل الى الحل "يقوم على اقرار المحكمة".
"حزب الله"
في المقابل، لجأ "حزب الله" الى الإغراق في منسوب التفاؤل بحل، لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام احتمال عدم التسوية، مستبقا بذلك احتمال تحميل من سمّاه "جزءا من الموالاة" مسؤولية ذلك على اعتبار انه "لا يريد الحل".
وقال وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش "هناك بوادر حلول في الافق، إذا بادر الفريق الحاكم واستجاب اليها، وإلا فأننا مقبلون على أزمة لن تكون أبعادها مقتصرة فقط على مسألتي المحكمة والحكومة، ما يعني إننا مقبلون على التفكير الجدي في وسائل تصعيدية من أجل المزيد من الضغط لدفع الفريق الحاكم للاقلاع عن رهاناته الخارجية".
أما عضو المجلس السياسي محمود قماطي فاعتبر ان "الأمور تتجه بقوة نحو الحل، والبلد اليوم أصبح منقسما بين فريق يريد الحل يجمع بين جزء من الموالاة والمعارضة ككل، وفريق يريد عرقلة الحلول وهو الجزء الآخر من الموالاة الذي يتبنى السياسة الأميركية".
الحدود البرية
على خط آخر، أعلن نائب وزير الداخلية الالماني أوغست هانينغ اثر لقائه الرئيس السنيورة على رأس وفد من وزارة الداخلية الالمانية بحضور وزير الداخلية حسن السبع وقادة الأجهزة الأمنية، ان بلاده ستساعد لبنان على ضبط حدوده وخاصة البرية منها، وقال "تحدثنا عن المساعدات التي نقدمها، لا سيما بالنسبة الى إدارة الجمارك والحدود بشكل جيد (..) سيكون هذا المشروع متطورا وحديثا، لإطلاع الجانب اللبناني على كيفية ادارة الحدود بأسلوب جيد، كما هو الحال في المانيا".
وأضاف "ان التركيز حاليا سيكون على الحدود البرية (مع سوريا)، وسيشمل جزئيا الحدود البحرية، كما سيشمل المطار في وقت لاحق (..)".