ليبيا: صراع على السلطة بين القذافي ونجله سيف الإسلام
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن - إلياس نصرالله
أكدت مصادر غربية في طرابلس، أن صراعاً شديداً على السلطة يدور حالياً في ليبيا بين ما يسمى "الحرس القديم والحرس الجديد"، قطباه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من جهة، ونجله سيف الإسلام من جهة أخرى. وكشفت أنه إلى جانب سيف الإسلام ضمن هذا الاصطفاف، يقف رئيس الوزراء البغدادي المحمودي، فالجناح الأول يريد المحافظة على استمرار الوضع الراهن الذي حمى النظام طوال السنوات الماضية، والثاني يرغب في فتح أبواب ليبيا على العالم الواسع بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.
جاء ذلك في تحقيق صحافي فريد من نوعه داخل ليبيا نشر أمس في صحيفة "الإندبندنت" التي أوفدت مراسلاً خاصاً إلى طرابلس لمناسبة الاحتفال بمرور 30 عاماً على صدور "الكتاب الأخضر" للقذافي، التي صادفت الجمعة. واعتبرت الصحيفة أن مجرد منح تأشيرات الدخول لممثلي وسائل الإعلام العديدين الذين حضروا لتغطية الاحتفال لمناسبة صدور "الكتاب الأخضر"، هو دليل واضح على أن الصراع بين القطبين الليبيين يسير لصالح الجناح الانفتاحي بقيادة سيف الإسلام، إذ إن جناح القذافي المحافظ عمد طوال سنين طويلة على إغلاق ليبيا في وجه وسائل الإعلام الغربية وامتنع عن منح التأشيرات لممثليها الذين كانوا يلحون على زيارتها.
ولاحظ المراسل أن رئيس الوزراء سارع إلى عقد مؤتمر صحافي عقب دقائق من إلقاء القذافي كلمته الرئيسية في الاحتفال لينفي ما ورد على لسان الزعيم الليبي بأن بلاده سائرة في اتجاه بناء الوحدة الأفريقية وتحسين المواصلات بين الدول الأفريقية وتحذيره من خطر إغراق الأسواق الأفريقية بالبضائع الغربية. وقال للصحافيين "لا توجد هنا رؤية واسعة لوحدة أفريقية، ولا يوجد هنا من ينظر إلى مستقبل ليبيا بعد نضوب النفط فيها". وأضاف "إننا نرغب في دعوة الشركات الغربية بأن تأتي إلينا وتستثمر في ليبيا. فلدى ليبيا باب مفتوح على الاستثمارات الأجنبية. فليبيا تتمتع بالسلام والاستقرار ونحن ندعو جميع دول العالم للاستثمار في بلدنا... إننا منفتحون على بناء الفنادق والخدمات أيضا. وأي استثمار في السياحة مرحب به".
وتابعت الصحيفة أن الخبير الاقتصادي العالمي مايكل بورتر، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة هارفرد، ساعد سيف الإسلام والمحمودي في مطلع العام على تشكيل مجلس التنمية الاقتصادية بهدف تشجيع الليبيين للمبادرة لإنشاء مصالح تجارية، فيما تقوم مؤسسات بحث غربية أخرى على تقديم الاستشارات للرجلين في شأن إشاعة الحريات الديموقراطية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي غربي أن هناك أسباباً وجيهة من أجل إحداث التغيير "فهم (الليبيون) يريدون معرفة أنه لدى ذهابهم إلى النوم سيجدون في الصباح أن النظام ما زال قائماً. فالهدف الأول للنظام المحافظة على وجوده. فالأمور تبدو أنها مستقرة، لكن رجال الحكم ربما لا يعتقدون هكذا". وأشارت إلى أن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب يدق ناقوس الخطر من احتمال تحول أعداد كبيرة من الشباب إلى التطرف الديني والسير وراء التنظيمات الأصولية، ما يسبب قلقاً شديداً لدى الجناحين المتصارعين.
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن ليبيا تواجه نتيجة انفتاح القذافي على الدول الأفريقية موجة هجرة من الدول المجاورة لدرجة أن ثلث السكان حالياً في ليبيا (ما مجموعه نحو 6 ملايين نسمة) هم من المهاجرين حسب التقديرات الغربية. واضافت أن هذه المشكلة تخلق مشاكل داخلية علاوة على أن ليبيا أصبحت منطلقاً للهجرة السرية من القارة الأفريقية نحو أوروبا وبالذات إلى إيطاليا، حيث يقدر عدد المهاجرين السريين الذين يصلون إيطاليا من ليبيا بنحو 20 ألفا سنوياً، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى توجيه الاحتجاجات المتوالية إلى الحكومة الليبية وتحميلها المسؤولية عن هذه الظاهرة.
واستشهدت الصحيفة بكلمة للرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، الضيف الأجنبي رفيع المستوى الوحيد، الذي حضر الاحتفال، والذي قال في كلمته: "لدينا في أوغندا مثل يقول، عندما يكف كلب عن الشم، معنى ذلك أنه ميت، لأنه لا يستطيع أن يشم الخطر المحدق، كذلك فهو لا يستطيع أن يشم الطعام... إحدى مشاكل أفريقيا أن الناس فقدت حاسة الشم، فهم غير قادرين على اشتمام أين يكمن الخطر، أو أين تكمن الفائدة. وهذا هو سبب المعاناة في كل هذه الدول".
وأنهت الصحيفة تحقيقها بالقول ان "القذافي وابنه على ما يبدو يتمتعان بحاسة الشم، لكن المشكلة أن كل منهما يشم الخطر والمنفعة باتجاه معاكس للآخر".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف