طهران تتحدث عن «خطف» أصغري وإسرائيل عن تورطه في ملف آراد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
معلومات تركية عن "اختفائه بالتراضي" مع الأميركيين ...
طهران، اسطنبول، الناصرة
اخذت قضية اختفاء نائب وزير الدفاع الايراني السابق الجنرال المتقاعد (في الحرس الثوري) علي رضا أصغري بشكل غامض قبل حوالي الشهر في اسطنبول ابعاداً جديدة مرشحة للتفاعل، أمس، مع اعلان طهران انه "اختطف" في وضح النهار، في عملية يرجح ان تكون مشتركة بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، واتخاذ اسرائيل تدابير امنية مشددة حول سفاراتها في العالم خشية حصول رد ايراني بعد الانباء عن احتمال تورط جهاز "الموساد" في خطفه بسبب ما يملكه من معلومات عن مصير الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي فقد في لبنان قبل 21 عاما.
ورفضت الخارجية التركية أي دور لأنقرة في اختفاء أصغري. وقال الناطق باسم الوزارة ليفينت بلمان أن طهران أبلغت تركيا عن اختفاء إيراني في اسطنبول في 7 شباط (فبراير) الماضي، لكنها رفضت توضيح وظيفته أو حتى إعطاء صورة شخصية له.
واكتفى بلمان بالقول إن لا دليل إلى الآن يؤكد خطف أصغري أو مغادرته تركيا. لكن مصادر تركية قالت إن وفدين إيرانيين زارا أنقرة الشهر الماضي للبحث في موضوع اختفائه.
ورجحت تقارير تركية أن يكون "اختفاؤه" جرى "بالتراضي" بينه وبين جهاز استخبارات أميركي، لا في إطار عملية خطف، في إشارة إلى أدلة على ان هناك من كان ينتظر أصغري في اسطنبول وحجز له غرفة في فندق "انتركونتيننتال".
وأعلنت الأجهزة التركية ان أصغري انتقل من بلاده عبر سورية الى اسطنبول، "بإرادته ومن دون إبلاغ السلطات المحلية او اصطحاب مرافقين"، لذا يعتقد بأن "تهريبه عبر قاعدة أميركية (من تركيا) لن يكون صعباً ولا يستدعي علم السلطات التركية بالضرورة"، بحسب ما ابلغ أحد المصادر "الحياة" في اسطنبول.
وأكدت مصادر في طهران لـ "الحياة" مضمون تقارير إسرائيلية مفادها ان أصغري كان ممثلاً لـ "الحرس الثوري" في لبنان وتولى التنسيق بين "حزب الله" والحرس، ما يفسر بحسب المصادر ذاتها، "قيمته المعلوماتية الكبيرة لجهازي الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) والإسرائيلية (موساد)"، إضافة إلى "مدى إلمامه بمستوى تسليح حزب الله في لبنان والتعاون الإيراني مع الداخل الفلسطيني، وكذلك التعاون العسكري السوري - الإيراني إضافة الى نشاطات الحرس الثوري في العراق وعلاقاته مع الأحزاب والقوى العراقية".
وربط مصدر إيراني بين عملية "خطف" أصغري واقتحام القنصلية الإيرانية في أربيل قبل شهرين والمحاولة الفاشلة لاعتقال مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني محمد جعفري المكلف ملف العراق، وهي العملية التي انتهت باعتقال خمسة من موظفي القنصلية لم يفرج عنهم إلى الآن. كما ربط المصدر بين "خطف" أصغري وعمليات اعتقال واسعة تشنها القوات الأميركية ضد إيرانيين في العراق. وأوضح مصدر أمني في إيران أن قوات خاصة "عمدت إلى تعطيل أجهزة المراقبة في الفندق ودهمت الغرفة التي ينزل فيها وقادته إلى مكان مجهول".
وأفادت تقارير إسرائيلية ان أصغري متورط في خطف الطيار الإسرائيلي رون آراد الذي فقد في لبنان، علماً ان المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون منذ سنوات ان إيران تملك معلومات أساسية عن آراد. وكان الطيار الإسرائيلي الذي أسقطت طائرته في لبنان في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 1986، أسره ناشطونش من حركة "أمل" قبل ان يفقد أثره. وتتهم إسرائيل إيران باحتجازه، الأمر الذي تنفيه طهران.
ورجحت إذاعة الجيش الإسرائيلي فرضية فرار أصغري، وقالت إن "زوجة الجنرال وأولاده غادروا إيران قبل إعلان اختفائه". وأضافت الإذاعة ان خبر اختفاء الجنرال احتفظت به السلطات الإيرانية بسبب ارتباكها إلى ان كشفت الصحافة التركية القضية. ونقلت صحيفة "ميلييت" التركية عن مسؤولين لم تسمهم أن الأجهزة التركية تمتلك معلومات بأن أصغري يعارض الحكومة الإيرانية ولديه معلومات في شأن الخطط النووية لبلاده.
في غضون ذلك، شددت إسرائيل الإجراءات الأمنية حول بعثاتها الديبلوماسية في الخارج تخوفاً من عمليات خطف أو هجمات من جانب إيران اثر اختفاء أصغري. وقال مسؤول إسرائيلي كبير طالباً عدم ذكر اسمه، إن "من الطبيعي الارتياب من إيران"، مشيراً الى أن طهران هاجمت في التسعينات مراكز يهودية وإسرائيلية في بوينوس آيرس.