جريدة الجرائد

جولة ماراتونية للحريري قبل لقائه بري: سلة واحدة للحل ولا مقايضة بالمحكمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السفير السعودي يؤكد دعم التوافق اللبناني وعدم التدخل في فرض التسوية ...

بيروت - محمد شقير

تسارعت أمس التحضيرات للقاء بين رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري بعد عودة الاخير فجراً من الرياض. وانصرف كل منهما الى التشاور مع حلفائه، استعداداً للحوار المفتوح لإيجاد حل للأزمة في لبنان، بدعم سعودي يستند في الأساس الى التقريب بين وجهات نظر الطرفين، في ظل الاختلاف بينهما في الموقف من الحكومة الجديدة وآلية إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفيما أصر بري على تفاؤله بالتوصل الى حل، باشر النائب الحريري اتصالاته استعداداً للقاء الذي سيجمعه مع رئيس المجلس، فزار عصراً البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، مؤكداً من بكركي ان البحث يجري الآن لحل الأزمات ضمن سلة واحدة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وأن أحداً لا يستطيع ان يحكم لبنان وحده. وجدّد رفضه حكومة تتمثل فيها الأكثرية بـ 19 وزيراً والمعارضة بـ 11 وزيراً، في مقابل تشكيل لجنة لدرس التعديلات على المحكمة ذات الطابع الدولي. وقال ان هناك معادلات مطروحة على الطاولة سيُبحث فيها مع بري. وأضاف: "نريد تطبيق اتفاق الطائف قبل الحديث عن طائف جديد".

وفي إطار التحضير للقاء الحواري الذي سيجمعه مع بري، التقى الحريري ظهراً سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان عبدالعزيز خوجة، وزار بكركي واجتمع بالبطريرك صفير بعدما كان أوفد إليه صباحاً النائب السابق غطاس خوري، ناقلاً إليه رسالة خطية تتعلق بموقف "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار من الأفكار المطروحة لإيجاد تسوية للأزمة.

وعلمت "الحياة" ان الحريري يرفض مبدأ المقايضة بين المحكمة وحكومة الوحدة الوطنية، كما يرفض حكومة جديدة من 19 وزيراً للأكثرية و 11 للمعارضة، لكنه لم يقفل الباب في وجه الجهود الآيلة الى البحث عن مخرج، ولديه تساؤلات عن الضمانات لإنشاء المحكمة وإجراء انتخابات رئاسية، خصوصاً انه يعتبر ان الآلية المقترحة من بري لا تضمن سوى تشكيل حكومة وحدة وطنية تُمثل فيها المعارضة بأكثرية الثلث المعطّل.

ومن بكركي توجه الحريري الى سن الفيل حيث التقى الرئيس السابق أمين الجميل فمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في إطار المشاورات السياسية التي بدأها مع حلفائه استعداداً للقاء بري والتي شملت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، في مقابل مشاورات مماثلة بدأها رئيس المجلس مع قوى 8 آذار وعلى رأسها قيادتا "حزب الله" و "التيار الوطني الحر".

واعتبرت مصادر سياسية ان المشاورات التي يجريها بري مع حلفائه وتلك التي يجريها الحريري، تأتي في إطار التحضير للقاء قطبي الأكثرية والمعارضة، بعد حصولهما على تفويض من حلفائهما.

وعلى صعيد المواكبة العربية والدولية للقاء الحواري، التقى أمس السفير خوجة السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان الذي نقل عنه وزراء ونواب ان واشنطن تدعم التوصل الى تفاهم لبناني - لبناني لحل المشكلة، مستغرباً اتهامات بعض القوى في المعارضة لبلاده ولفرنسا بأنهما وراء عرقلة الحل.

وقال السفير خوجة في معرض تعليقه على ما نسب امس الى الرئيس السنيورة من انه يقترح ان تتولى السعودية تسمية الوزير الحادي عشر الذي يعرف بـ "الوزير الملك": "نقدّر مواقف الرئيس السنيورة ونحترمه ونعرف تماماً مدى حرصه على توفير الشروط لإنجاح الحوار المتوقع بين الرئيس بري والنائب الحريري". وزاد ان السنيورة "تقدم باقتراحه هذا من باب التمني والرغبة الصادقة، لكننا نقول ان المملكة ليس لديها أي توجه لأن تختار أي وزير، وما يهمنا ان يتفق الأخوان، ونحن مستعدون لمعاونتهم للتقريب بينهم في وجهات النظر". وتابع ان "المملكة لا تريد حصة في الوزارة أو في غيرها ولن تتدخل لا في تحديد عدد أعضاء الحكومة ولا في تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب عليهم، والحصة التي نريدها تكمن في ان تنجح الجهود في إنقاذ البلد، وهذا يكفينا".

وأكد خوجة ان المملكة "لن تتدخل في أي شيء وهي كانت وما زالت تقف على الحياد، ولن تقبل بأن تكون طرفاً الى جانب هذا الفريق أو ذاك". وأشار الى ان السعودية "ترفض الدخول في نقاش حول اختيار أعضاء الحكومة، وكما قلت مراراً وتكراراً نحن ندعم التوافق اللبناني - اللبناني، وكنا أول من شجع على ضرورة التلاقي بين الأطراف، فمن غير الجائز ان ننوب عنهم في إيجاد الحل أو فرضه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف