جريدة الجرائد

نصـف روايال الآخـر‏....‏

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


غادة الشرقاوي

rlm;الملوك دائما هم الذين يملكون زمام الأمور أما الملكات عندما يحكمن فيعشن في وهم كبير ويعتقدن أن السلطة في أيديهنrlm;,rlm; بينما في الواقع تكون في أيدي حاشيتهن من الرجالrlm;'.rlm;

عبارة مازحة أطلقها فرانسوا هولوند رفيق سيجولين روايال ووالد أبنائها الأربعة في جلسة خاصة مع بعض أصدقائه وتلقفتها وسائل الإعلام وتم تأويلها بأكثر من معنيrlm;.rlm; فرانسوا هولوند رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي اعتاد المزاح والجميع يعلم هذا وفي الماضي كانت مثل هذه العبارات تمر مرور الكرام ولكن الآن وبعد أن أصبحت سيجولين المرشحة الرسمية للحزب في انتخابات الرئاسة الفرنسية القادمة أصبح لعباراته أكثر من مغزي وربما بدأ المحيطون بهما يحملون أي شيء يقوله أكثر من معناهrlm;.rlm;

وفي أكثر من حوار صحفي وتليفزيوني صرحت سيجولين بأنها لا تريد الحديث عن عائلتها وأنها تريد حماية حياتها الخاصةrlm;.rlm; ولكن الإعلام الفرنسي مظلوم فليس هو وحده من ينتهك حياتها الخاصة لأنه للأسف بدأت بعض الانتقادات العلنية تخرج من معسكر سيجولين مثل تصريح أرنو مونتبور المتحدث باسم مرشحة الرئاسة في إحدي القنوات التليفزيونية عندما سئل عما هو عيب سيجولين الرئيسيrlm;'rlm; فأجابrlm;:'rlm; رفيقهاrlm;'.rlm; وفي البداية قرر فرانسوا تجاهل الموقف ولكن انصاره المقربين حرضوه علي الرد وفعلا انتهز فرانسوا فرصة أول اجتماع عام للحزب ووجه لرفيقته عتابا علنيا علي الانتقادات الجارحة والمستفزة التي صدرت من معسكرها في حقهrlm;.rlm;

وبينما صرحت سيجولين في يونيو الماضي أثناء إحدي جولاتها الداخلية باحتمال زواجها هي وفرانسوا لم يبد هو أي ترحيب وعندما سئل بعد ترشيحها رسميا أين سيقيم في حال فوز سيجولين في الانتخابات أجاب بحسم شديدrlm;'rlm; في منزليrlm;'rlm; نافيا بذلك أي احتمال لزواجهماrlm;.rlm; ونتيجة نشر مثل هذه التعليقات وغيرها اختلطت الأمور علي الفرنسيين وأصبحوا لا يفهمون ماهية الدور الذي يلعبه الآن الثنائي روايالrlm;-rlm; هولوند علي المسرح السياسيrlm;.rlm; ووفقا لنتيجة استطلاع نشره العدد الأسبوعي من صحيفةrlm;'rlm; لوباريزيانrlm;'rlm; أجابrlm;47%rlm; من المشتركين بأن علاقتهما السياسية غير واضحة وغير مفهوم إذا كانا يتفقان علي نفس الخطوط السياسية العريضة أم لاrlm;.rlm;

ولكي نفهم هذه العلاقة المعقدة يجب أن نعود إلي الخلف فرانسوا رئيس الحزب الاشتراكي حلم بأن يكون قائد هذه المعركة طويلا وعينه علي الانتخابات الرئاسية منذ تولي رئاسة الحزب وأداره بكفاءة تامة لأكثر من عشر سنوات وخلال السنوات الأربع الماضيةrlm;.rlm; كان لديه شبه يقين بأنه سيكون مرشح الحزب وحتي سبتمبر عامrlm;2006rlm; كان مازال متشبثا بالأمل ولكنه مثل غيره من قيادات الحزب اضطر للإنحناء أمام جاذبية سيجولين وصعود نجمها وإن كان لم يمتثل للأمر الواقع كما تؤكد آخر تصريحاتهrlm;:'rlm; لقد أعدت بناء هذا الحزب بحيث تحول إلي قوة سياسية تساند وتدفع أي مرشح للنجاح كما لم يحدث من قبل ويجب أن يقوم الحزب بدور كبير في الانتخابات وسيكون العبء أكبر خاصة مع وجود سيدة مرشحةrlm;'.rlm; وهذا يكشف عن أنه ليس من السهل علي فرانسوا أن يتخلي عن حلمه حتي لو كان لشريكة عمره لأكثر من ربع قرنrlm;.rlm;

وبعد ترشيح سيجولين رسميا عن الحزب فيrlm;16rlm; نوفمبر الماضي لم يستطع فرانسوا أن يخفي مشاعره عندما قال أحد نواب البرلمان عن الحزبrlm;:'rlm; والآن سيجولين هي القائدrlm;'rlm; حيث ظل فرانسوا عاقدا ذراعيه في صمت ثم قال في بطء شديد قبل أن يغادر مقعدهrlm;:'rlm; أنا القائدrlm;'.rlm;

ومثل هذه التعبيرات وغيرها تدل علي أن فرانسوا مازال يري نفسه أفضل وأحق بخوض معركة الانتخابات وأنه يشعر بأنه مسلح بقدرات وامكانيات أفضل لمواجهة المنافس الرئيسي نيكولا ساركوزي وزير الداخليةrlm;,rlm; فهو خطيب مفوه وقادر علي أن يقارع الحجة بالحجة أمام ساركوزي الذي يتمتع بقدرات خطابية عاليةrlm;.rlm; وفي بعض الأحيان ينسي نفسه ويظن أنه المرشح بالفعل ويذكر في هذا الأمر واقعتينrlm;.rlm; الأولي عندما أصر علي أن تكون سياسة الخزانة العامة والميزانية محورا رئيسيا في حملة سيجولين بينما كانت هي لا تعتبر هذا الموضوع ضمن أولوياتهاrlm;.rlm; والثانية عندما وضع الخطة الاقتصادية للحكومة القادمة في حال فوز الحزب الاشتراكي بالأغلبية ولم يخبر سيجولين إلا بثلاث كلمات مختصرة وهو في طريقه للاجتماع مما أثار حفيظة سيجولين واضطرت لكبح جماح غضبها أمام باقي أعضاء الحزبrlm;.rlm; ولكنها غضبت أكثر عندما قرأت تصريحات فرانسوا وهي في جولتها بالصين بأنه هو رئيس الحزب وهو الذي سيقر السياسات التي ستنتهجها الحكومة القادمةrlm;.rlm;

وهذه ليست المرة الأولي التي يشهد الحزب الاشتراكي صدامات بين مرشح الحزب ورئيس الحزب كما حدث خلال انتخابات عامrlm;1995rlm; عندما حدث خلاف كبير بين مرشح الحزب ليونيل جوسبان ورئيس الحزب هنري إيمانويل ولكن مثل هذه الخلافات مبررة ومفهومة في حالة جوسبان ولكن يصعب فهم أبعادها في هذا الموقف فهذا الثنائي يثير حيرة أكثر خبراء العلاقات العاطفية براعة وعلاقتهما تتحدي أعتي نظريات علم النفس قاومت الشائعات وتغلبت علي الانتقادات وتفادت عواصف نتجت عن تنافسهما المهني سنوات طويلة وكما وصفها أحد المقربين لهما بأنهاrlm;'rlm; قصة حب ترقي لمستوي الأساطيرrlm;'.rlm; وهما قبل كل شيء رجل وامرأة يجمعهما الحب يتقاربان ويتباعدان يتفقان ويختلفان يتشاجران ويتصالحانrlm;,rlm; بل أكثر من ذلك يشعران بالغيرةrlm;.rlm; وتصدر من سيجولين تصرفات كأي سيدة وربة بيت عادية تحاسب شريكها علي تحركاتهrlm;.rlm; ويروي أحد الصحفيين أن فرانسوا كان في طريق العودة إلي باريس من أحد الاجتماعات بشمال البلاد حين اتصلت به سيجولين علي هاتفه المحمول وسألته عن تفاصيل رحلته وأسماء الأشخاص الذين يقلهم معه في السيارة وبعد أن قدم فرانسوا قائمة مفصلة بأسماء الركاب أغلق غطاء هاتفه بعنف وهو يقولrlm;:'rlm; والآن انتهت الجولة التفتيشيةrlm;'.rlm;

ولكن تعليقات فرانسوا فيما يخص رفيقته كمرشحة للحزب تصيب حتي المقربين لهما بالدهشة وأصبح من الصعب عليهما تمييز الهزل من الجد فيما يقوله رئيس الحزب المشهور بأن دعاباته أطول من خطبه الرسميةrlm;.rlm; ومن هذه التعليقات عندما تساءل بخفة في مؤتمر صحفيrlm;:'rlm; سياستها أي سياسة ليس لديها واحدة حتي الآنrlm;'rlm; أو كما وصفها بأنها لا تمتلكrlm;'rlm; الكاريزماrlm;'rlm; اللازمة للزعامة خلال عشاء مع بعض الأصدقاءrlm;.rlm;

وكل ذلك جزء من العلاقة المعقدة بين فرانسواrlm;(52rlm; عاماrlm;)rlm; وسيجولينrlm;(53rlm; عاماrlm;)rlm; برغم اختلافاتهما إلا أنهما يفهمان بعضهما البعض جيدا لا يلتقيان كثيرا ولكن يتصلان ببعضهما أكثر من عشر مرات في اليوم وأحيانا يغلق أحدهما الخط في وجه الآخر بعد خلاف حادrlm;.rlm; كل منهما يعي جيدا عيوب وحسنات الآخر يتبادلان الانتقادات ولكنهما لا يسمحان لأحد بالتدخلrlm;.rlm;

وفرانسوا الذي حلم بهذه المعركة طويلا يريد أن يثبت وجوده الآن ولكن يجب أن يفعل ذلك بشكل لا يهدد حملة سيجولين الانتخابية أو يثير معارك بين معسكره ومعسكرهاrlm;.rlm; ويقول أحد المقربين من المرشحة أن حكماء الحزب حذروا من يسكبون الزيت علي النار ويشعلون الخلافات بين المرشحة ورئيس الحزب والتي بدأت بالفعل تؤتي ثمارها حيث أصبح فرانسوا يستبعد تماما تولي أي منصب وزاري في حال فوز سيجولين حيث أسر لأحد المقربينrlm;:'rlm; أعرف أنك ستفهمني في البداية سيحبذ الجميع ذلك ويرونه قمة التحضر ولكن في غضون ستة أشهر وعند أبسط خلاف في وجهات النظر سيصبح أمرا لا يحتملrlm;'.rlm;


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف