عبدالله بشارة: الانفجار الطائفي بالعراق يضر بالموزاييك الخليجي والسلام الإقليمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأمين العام السابق لمجلس التعاون عبدالله بشارة:
التعاون حقق الكثير وتجربته صلبة ويتجه حالياً نحو الكونفدرالية
القواعد العسكرية في الخليج مقبولة ولا نخاف منها وجزء لا يتجزأ من أمننا
نحن واضحون في طبيعة العلاقات مع إسرائيل
حاوره - أسعد العزوني
قال عضو الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي الامين العام السابق للمجلس عبد الله بشارة إن المجلس يتجه نحو الكونفدرالية وإن الخليجيين يؤيدون وجود القواعد الأمريكية في منطقتهم.
وأضاف في حوار علي هامش اجتماعات منتدي الفكر العربي في الدوحة إنه من المتوقع أن يتم الاتفاق علي العملة الخليجية الموحدة عام 2010 .. وفيما يلي نص الحوار..
مجلس التعاون الخليجي إلي أين في ظل المعطيات الاقليمية والدولية الجديدة ؟
- يتجه مجلس التعاون الخليجي حاليا نحو الكونفدرالية ويستخدم آليات وأدوات تختلف عن الصيغ التي اعتاد عليها العرب، وهو يعتمد علي الآليات التجارية والمنافع والانصهار التجاري والاقتصادي، والوحدة الاقتصادية كمنطلق، وتشكل هذه الامور القاعدة الاساسية لدول مجلس التعاون في الارتقاء بالانشطة الاخري وأهمها الأمنية والثقافية وتوابعها وهذا هو المدخل الذي دخله المجلس منذ سنته الاولي عند توقيع الاتفاقية الاقتصادية والوحدة الاقتصادية علي طريق تحقيق الكونفدرالية التي تمثل وحدة السياسة الدبلوماسية والخارجية والعمل الامني الموحد والمنظور الدفاعي والعقيدة الدفاعية الواحدة والساحة الاقتصادية الواحدة ولقد تحقق الشيء الكثير من هذه الخطط ونحن الآن جميعا نتنقل بين دول مجلسنا الخليجي بالبطاقة، بمعني أن هناك حرية تنقل الاشخاص ورؤوس الاموال، وممارسة التجارة والعمل التجاري - الاقتصادي .ولقد تحقق من ذلك نحو 90% . أما الذي لم يتحقق حتي اليوم فهو العمل النقدي وبعض الانشطة التجارية المطروحة علي جدول الاعمال .
وأستطيع القول أن تجربة مجلس التعاون الخليجي صلبة وتعتمد علي القناعة الجماعية وميزتها انها تريح الجميع ولا تخيف أحدا، ولا تقتنص الفرص علي حساب أحد ولا تستغل أو تضطهد احدا، وهي مسيرة جماعية مريحة ولهذا تراها بطيئة، لانها تقوم علي التوافق علما ان التوافق لا يتحقق في اللحظة التي نريدها، وهو يحتاج في النهاية إلي القناعات الجماعية، وهذا هو سر مجلس التعاون الخليجي.
لماذا لم تتفقوا علي عملة موحدة حتي اليوم ؟
- لان البرنامج الموضوع لهذا الهدف ينتهي في العام 2010، أي ان هناك عدة سنوات أمامنا بانتظار تحقيق هذا الهدف ونحن في الطريق الي توحيد العملة، وأنا واثق ان بعض دول المجلس جاهزة لمثل هذه الخطوة وان البعض الآخر مثل عمان حدد موقفه الرافض لهذه الخطوة .
وهذا لا يعني اصابة مجلس التعاون بانتكاسة وحتي لو لم نحقق هذا الهدف عام 2010، فسننتظر حتي العام 2020 لان ما يهمنا هو وحدة المنظور الامني والقطاع التجاري الاقتصادي الموحد، والوحدة الثقافية والفكرية والانصهار والدور المقدر لمجلس التعاون ان يكون هكذا وهو ان يكون دوره أساسيا في التنمية العربية، ونحن نثمن هذا الدور، لأننا نؤمن أن التضامن بين الشعوب يتحقق عن طريق التنمية كما اننا نؤمن أن التضامن العربي لا يتحقق من خلال الشعارات بل عن طريق الدور المفتاحي للخليجيين .
لماذا لم تتفقوا أيضا علي فواتير الشراء الموحدة لما لذلك من فوائد لكم؟
- هذا صعب ونحن نشتري أشياء موحدة مثل الارز، وهناك قطاعات تعمل بنظام الشراء الموحد، لا سيما في الجانب الغذائي . والاحتياجات مختلفة بطبيعة الحال، فنحن في الكويت شأننا شأن دول مجلس التعاون نستورد من أوروبا وأمريكا واليابان، ولا يوجد قائمة موحدة، ولا يمكن أن نطلب قائمة مصفاة موحدة فطبيعة العمل لاتسمح بذلك .
كيف تنظرون إلي انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج العربي؟
- نحن نعتبر أن القواعد العسكرية الأمريكية جزء لا يتجزأ من الأمن الخليجي، فانا مواطن كويتي وخليجي، وأؤمن أن الراديكالية هي الخطر المحدق بالخليج وتضم الثورية الإيرانية أو راديكالية القومية العربية، علما أن الخليج صلد من الداخل، ولازلنا نعاني مما جري بين الكويت والعراق وإيران مع الامارات .
واذا ما تم توظيف الراديكالية في الدبلوماسية والعلاقات فان ذلك يؤدي إلي الاضطراب، والقواعد الأمريكية في الخليج قواعد لها قناعات محلية وهي مقبولة لدينا لانها تقوم بدور جوهري نيابة عن المجتمع الدولي في الحفاظ علي استقرار وامن الخليج الذي يعد منبع الطاقة الحيوية جدا للاقتصاد العالمي، وبالتالي لا بد من تأكيد هذا الاستقرار الذي تولته أمريكا ودول الخليج، علما اننا طلبنا من أوروبا الاسهام في ذلك، لكن احدا لم يستجب، وقلنا ان ما يحدث في الخليج يؤثر حتي في أمريكا اللاتينية والاردن وكل العالم، كونه نقطة عصب الحياة .
ورأت أمريكا ان الراديكالية المحلية تهدد الملاحة ومنابع النفط وتطوعت لحماية امن الخليج، نتيجة لمصالحها التي التقت مع مصالحنا التي التقت هي الاخري مع مصالح المجتمع الدولي . ولهذا فاننا لا نخاف من هذه القواعد وهي ليست قضية مطروحة أصلا علي بساط البحث .
ما انعكاس احتلال العراق علي امن الخليج ؟
- هناك جوانب سلبية واخري ايجابية لاحتلال العراق، والايجابية اننا ارتحنا من النظام الذي كان يهدد أمننا ؟!!! وكان يرغب بالحصول علي قواعد له في بلداننا ؟!!!
أما السلبية فتتمثل في عدم الاستقرار والانفجار الطائفي المؤذي الذي يؤثر سلبا علي الخليج، ويضر بالموازييك الخليجي والسلام الاقليمي ويؤدي إلي الهروب من الجنوب إلي الخليج، الامر الذي يؤدي إلي ازعاجنا خاصة صعوبة اتفاق ما يسمي بدول الجوار علي استراتيجية موحدة بسبب اختلاف الاجندات الإيرانية والسورية، ناهيك عن مخالفة اجنداتنا الخليجية في كثير من الاحيان لهذه الاجندات ولهذا ايدنا الاجراءات الأمريكية الأخيرة وخاصة ما يتعلق بتحقيق العدالة من خلال توزيع الثروة ونزع سلاح المليشيات العراقية .
إيران دخلت النادي النووي ما انعكاس ذلك علي الخليج ؟
- جهود دول الخليج تتضافر مع الجهود الدولية لاقناع إيران علي اقتصارها علي الجانب السلمي من الطاقة النووية، وعلي المفاوضات ومجلس الامن والحوار ونحن ضد أي إجراءات عسكرية ضد إيران، لأننا نعلم جيدا افرازات ذلك، خاصة وأن المنطقة ليست هشة فحسب بل حساسة جدا لجميع اقتصادات العالم، وستتسبب في اشكالات اخري نحن في غني عنها، ولهذا نحن ضد الحرب والمواجهة، ونؤكد أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيقلب الموازين في المنطقة الامر الذي سيؤثر علينا ويجعلنا تحت الاملاءات الإيرانية وهذا لن نقبله أبدا؟
فيما لو تطور الامر إلي نزاع مسلح بين أمريكا وإيران، ماذا انتم فاعلون ؟
- لا نريد ذلك، ونعمل علي التهدئة، ولدي شعور شخصي ان التصادم العسكري لن يتحقق، وعند حدوثه ستكون هناك مسؤولية عالمية، ونحن جزء من الاسرة الدولية في كل الظروف، ونأمل انحسار التطرف والراديكالية .
كيف تنظرون إلي الاختراق الإسرائيلي لدول الخليج ؟
- نحن واضحون في هذا المجال، فالقطريون يفصحون عن طبيعة علاقاتهم باسرائيل وكذلك العمانيون يقولون ما لديهم في هذا الخصوص.