جريدة الجرائد

الحريري لا يستبعد حلاً قبل القمة ويدعو إلى «قرار شجاع» لدعم الاتفاق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

توافق مع بري على "وتيرة سريعة" للحوار لإنجاز قواسم مشتركة ...


بيروت - محمد شقير

سجلت جلسة الحوار الثانية بين رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري التي عقدت ليل الجمعة - السبت في المقر الخاص بالرئاسة الثانية في عين التينة، ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب التفاؤل، يمكن أن يؤسس مع استمرار الجلسات التي ستستأنف بعد عودة الحريري من أبو ظبي التي توجه إليها مساء أمس لمرحلة جديدة تدفع باتجاه إنهاء الأزمة، من خلال التوصل الى حل في سلة واحدة، يرى النور قبل عقد القمة العربية في الرياض أواخر الشهر الجاري.

وأجمعت مصادر بري والحريري، انطلاقاً من البيان المشترك الصادر عنهما في اختتام الجولة الثانية، على تأكيد أن البحث استكمل في الأجواء الإيجابية ذاتها التي سادت اللقاء الأول، وانها تعززت بالسعي الجدي لإيجاد مخارج عملية للأزمة، من ضمن الاتفاق على إبقاء المشاورات مفتوحة وبوتيرة سريعة وجدية. وتوقعت أوساط مقربة من حركة "أمل" و "تيار المستقبل" ان تؤدي الجلسات المتلاحقة الى التقريب في وجهات النظر، وصولاً الى التفاهم على قواسم مشتركة تشكل ركيزة للحل المدعوم من السعودية وإيران.

وكشفت هذه الأوساط لـ "الحياة" أن الجلسة الثانية للحوار بين بري والحريري كانت مميزة وأن الإيجابية التي سادت الجلسة الأولى استمرت وأتاحت حصول تقدم ملموس، بعدما تجاوز البحث فيها تبادل عرض الأفكار المقترحة للتسوية والهواجس المشتركة، الى الدخول في عمق المخارج التي باتت موضع تشاور بين بري وحلفائه من جهة، والحريري وحلفائه في قوى 14 آذار من جهة اخرى.

وأشارت الأوساط ذاتها الى حرص بري والحريري على أن يواكب حلفاؤهما عن كثب مداولات جلسات الحوار ليكونوا على بيّنة من التقدم الحاصل، رافضة الدخول في تفاصيل البحث الذي يحتاج متابعة من ناحية، وحماية سياسية مباشرة من الأطراف الراغبة في التوصل الى تسوية من ناحية أخرى، خصوصاً أن بعض الجهات سارع الى "إطلاق النار" بالمعنى السياسي للكلمة على الحوار، من دون ان يعطيه فرصة لتظهير نتائجه. واعتبرت ان القوى الأساسية باتت محكومة بمعادلة تقوم على عدم معارضة التوجه السعودي - الإيراني الداعم للمساعي اللبنانية - اللبنانية المندفعة باتجاه البحث الجدي عن الحل، متوقعة أن يبقى الموقف السوري في حدود الاعتراض من دون أن يتطور الى التعطيل في حال انتهت الجلسات الحوارية الى نتائج مثمرة.

لكن إصرار بري والحريري على عدم تسليطهما الأضواء على طبيعة المداولات، رغبة منهما في حمايتها، لا يمنعهما من ابداء ارتياحهما الشديد الى سير البحث الذي يفترض ان يكون بلغ مرحلة متقدمة. وأملت مصادرهما بألا تتعرض المداولات لانتكاسة من شأنها ان تعيد الأمور الى وراء، خصوصاً انها تتعامل مع الموقف الذي أعلنه الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله ليل أول من أمس، باعتبار انه أبدى رغبة في التمايز عن قوى أخرى في المعارضة، على رغم انه أبقى طروحاته تحت سقف تمسكه بحكومة وحدة وطنية على أساس 19 وزيراً للأكثرية و11 للمعارضة، وباستمرار الاعتصام في ساحة رياض الصلح في الوسط التجاري لبيروت.

وفيما سجلت حركة "أمل" ارتياحها الى مضمون خطاب نصر الله لجهة اعتباره الحوار فرصة للخروج من الأزمة، قالت مصادر في الأكثرية انها كانت تفضل أن يبقى موقفه في إطار تأكيده على التسوية، بدلاً من أن يتمسك بشروطه، خصوصاً أنه مع صيغة لا غالب ولا مغلوب.

أما النائب الحريري الذي غادر بيروت مساء الى أبو ظبي، للقاء رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين فيها، فكان أبدى أمام زواره عدم انزعاجه من موقف نصر الله، مؤكداً أن هناك فرصة جدية للتوصل الى اتفاق ينهي التأزم ويعيد الوضع في لبنان الى حالته الطبيعية، ليكون في مقدور الجميع الالتفات الى مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية.

وأبدى الحريري ارتياحه الى الأجواء التي سادت الجلسة الثانية من الحوار مع بري، وقال ان هذه الأجواء كانت قائمة في الجلسة الأولى "لكننا دخلنا في بحث جدي لإيجاد قواسم مشتركة". ولم يستبعد إمكان التوصل الى حل يسبق عقد القمة العربية، مبدياً أيضاً ارتياحه الى المفاعيل الإيجابية للقمة السعودية - الإيرانية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس محمود أحمدي نجاد، وهي مفاعيل ما زالت حاضرة في اللقاءات مع بري.

ومع أن الحريري لم يقلل الارتدادات السلبية لمواقف بعض الأطراف من الحوار، باعتبارها ستكون متضررة من أي حل، شدد في المقابل على انه يتوقع ان يكون الجميع، وقريباً جداً في ظل النيات الحسنة المسيطرة على اللقاءات، أمام اتخاذ "قرار شجاع" يدعم الاتفاق لإنقاذ لبنان. كما ان الحريري وإن كان لا يقلل رد الفعل السوري، فهو يرى أن تأثيره سيبقى محدوداً، طالما ان الحوار يحظى بدعم سعودي - إيراني، ويجب أن يكون مقروناً بتوفير الحماية الداخلية له.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف