جريدة الجرائد

القاعدة مرة أخرى: انبعاث أم آخر الرمق؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



بي بي سي

خصصت نشرات يوم الأحد من الصحف البريطانية حيزا كبيرا للتعليق على الإهمال الذي يعاني منه قدماء المحاربين البريطانيين، الذين أدوا الخدمة العسكرية في أفغانستان والعراق.

كما اهتمت بما نشر مؤخرا عن "تعصب رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل ضد اليهود".

لكن القاعدة حظيت كذلك ببعض الاهتمام لسببين هما: بلوغ زعيمها أسامة بن لادن سن الخمسين، والذكرى الثالثة لتفجيرات مدريد.

"القاعدة: العودة الثانية"
تحت هذا العنوان كتب "الخبير في شؤون الإرهاب" جيزون بورك على صفحات الأوبزيرفر، تحقيقا فيما وصفته الصحيفة بالخطر المحتمل.

وجاء في المقال أن أسامة بن لادن لم ينته بعد على الرغم مما لحق القاعدة من خسائر. والدليل على ذلك -حسب الكاتب- هو أنه لا يزال حيا يرزق بعد تسع سنوات من إعلانه الحرب على الغرب وأكثر من خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول؛ كما أن تنظيم القاعدة ما زال يشد انتباه العالم إن بسبب أعمال العنف التي تنسب له، أو بسبب اعتقال أو محاكمة بعض الموالين له أو بسبب استعداد طالبان لخوض معارك شرسة بعد أن استجمعت قواها.

ويقول الكاتب إن اللقاءات التي أجرتها الصحيفة مع عدد من المسؤولين الحكوميين المكلفين بمكافحة الإرهاب و خبراء الاستخبارات من أفغانستان إلى المغرب مرورا بعد من الدول الغربية - توحي بأن " تطور ظاهرة القاعدة يثير الدهشة والقلق لدى المكلفين بحمايتنا".

وقد خلصت "تحريات" الأوبزيرفر في باكستان -حيث ينتشر عدد من معسكر تدريب جيل جديد من المقاتلين- إلى أن القاعدة والحركات التي تدور في فلكها قد طورت من وسائلها و ما زالت مصدر خطر كبير.

التنظيم ينقل حربه إلى الشبكة والجامعات
وفي تقرير نشرته الصنداي تايمز كتب ديفيد ليبارد يقول إن سكوتلاند يارد - الشرطة البريطانية- حصلت على "أدلة" تشير إلى أن القاعدة خطط لنسف نظام الحاسوب الذي يدير شبكة الانترنت في بريطانيا مما كان سيحدث الاضطراب والبلبلة في قطاع الأعمال والخدمات وفي البورصة.

و اعتبر خبراء الأمن أن هذه "الأدلة" تكشف عن التطور الجديد الذي بلغته القاعدة والحركات الموالية لها.

وفي السياق نفسه كتبت رويا نيكخاه في صحيفة الصنداي تلغراف تقول إن "الأصوليين والمتشددين" من أتباع حركة "المهاجرون" التي فككت عام 2005 بدأوا ينتشرون داخل الجامعات البريطانية الـ48 بما فيها جامعتا أكسفورد وكمبردج، ومدرسة لندن للاقتصاد.

وتستند الصحيفة إلى تقرير البروفسور أنثوني غليز -مدير مركز الدراسات الأمنية و المخابراتية بجامعة برونيل- "حذر فيه من هذه الظاهرة وطالب الحكومة بالتصدي لها."

استعداد للمعركة "الحاسمة" في أفغانستان

وما دام الحديث عن " الحرب على ا|لإرهاب"، نتصفح الإندبندنت أون صنداي، التي نشرت تقريرا تحدث فيه كيم سنغوبتا وريموند ويتكر، عن "الاستعدادات الجارية لخوض ما سمي بالمعركة الحاسمة لبسط السيطرة التامة على أفغانستان"، وعن الخسائر التي تتكبدها القوات البريطانية بسبب الاشتباكات في إقليم هلمند.

ويُشير التقرير إلى المصاعب التي تصادفها قوات الناتو في محاولتها للتصدي للمقاتلين من أتباع طالبان في المنطقة. " فما أن تُجلي مجموعة منهم عن أحد المواقع حتى يحتل الموقع فوج جديد."

"مُهملون ومتجاهَلون"
وقد تصدرت الصفحات الأولى لمعظم الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد، عناوين عن " فضيحة إهمال وتجاهل و نسيان" قدماء المحاربين في العراق وأفغانستان.

وقد خصصت هذه الصحف عدة صفحات لتحليل المعلومات التي نشرت مؤخرا عن العلل والأمراض النفسية التي يعود بها الجنود البريطانيون من الجبهة؛ و كذا لقراءة الرسائل التي بث فيها ذووا الجرحى من الجنود، شكواهم من الإهمال الذي يعاني منه هؤلاء.

واعتبرت الأوبزيرفر في إحدى افتتاحياتها أن هذه المعاملة المهينة:" انتهاك للعقد غير المكتوب بين المجتمع وحماته من الجنود."

ووتهم الصحيفة الساسة "بالتزام الصمت فيما يتعلق بأمر هؤلاء الجرحى، على أمل أن يُنسى أمرهم"، تحرجا من تبعات حروب مثيرة للجدل.

ولكن الحرب في العراق وأفغانستان ستعيد من الجنود البريطانيين جرحى إلى بلادهم في غضون الأشهر أو السنوات المُقبلة -تقول الافتتاحية- ومن حق هؤلاء على بلهم أن يستقبلهم بما يليق من تقدير" لكن سجل بريطانيا فيما يتعلق بقدماء جنودها سيء. فكثير منهم ينتهي بهم المطاف إلى الفقر وتعاطي المخدرات والكحول ، والبطالة والتشرد."

وتقول الإندبندنت أون صنداي في هذا الصدد أن تحقيقا أجرته خلص إلى أن حوالي 21000 من الجنود البريطانيين - سواء منهم الذين أدوا الخدمة في العراق أو جنود الاحتياط- قد مستهم أمراض نفسية من قبيل القلق و الاكتئاب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف