جريدة الجرائد

بري والحريري يبدآن البحث في الحلول بغطاء عربي ودولي.. وحماية سولانا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الملك عبدالله يستقبل لارسن ... ورسالة من الأسد إلى مبارك ينقلها الشرع ...


بيروت ، الرياض، القاهرة - محمد شقير

يُنتظر ان تعقد الجلسة الحوارية الثالثة بين رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري فور عودة الأخير من زيارته الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بعدما انتهت الجلستان السابقتان الى تحقيق "إنجاز نفسي" مهم تمثل في تراجع ملحوظ للاحتقان المذهبي في لبنان لمصلحة إحياء الحوار وتفعيله، على أمل ان تسجل الجلسة المقبلة أول محاولة جدية للبحث عن مخارج للأزمة.

وفي الرياض، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس، الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1559 تيري رود لارسن والوفد المرافق له. ونقل لارسن خلال الاستقبال الى العاهل السعودي تحيات وتقدير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فيما حمّله الملك عبدالله تحياته وتقديره له.

ويصل الى القاهرة اليوم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في زيارة يسلم خلالها الرئيس المصري حسني مبارك رسالة من نظيره السوري بشار الأسد تتعلق بالأوضاع في المنطقة. وستتناول محادثات الشرع التطورات في الشرق الأوسط وخصوصاً المسألة اللبنانية والأوضاع على الساحة العراقية في أعقاب مؤتمر بغداد الذي اختتم اعماله أمس الأول، كما تتناول الوضع في الأراضي الفلسطينية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في إطار تنقية الأجواء العربية قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض في 28 آذار (مارس) الجاري.

ولم تستبعد المصادر النيابية والوزارية اللبنانية ان يتزامن عقد الجلسة الثالثة بين بري والحريري مع زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لبيروت اليوم في إطار جولة تقوده الى الرياض ومنها الى دمشق التي ستكون المحطة الأخيرة له.

وقالت المصادر نفسها لـ "الحياة" ان جولة سولانا ستكون لبنانية بامتياز، مشيرة الى انه مكلف رسمياً دعم الحوار اللبناني - اللبناني وتوفير الحماية له من خلال حضه القيادة السورية على تسهيل إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإنجاح حوار بري - الحريري، باعتبارهما المدخل الوحيد لتصحيح علاقات دمشق بالمجتمع الدولي.

ولفتت المصادر الى ان مجرد قيام سولانا بجولته هذه، يعني ان هناك رغبة أوروبية في تأمين مظلة دولية للحوار الداخلي ليكون في مقدور بري والحريري إنتاج حل متوازن للمشكلة، خصوصاً ان الموقف الأوروبي يلتقي مع الرغبة السعودية - الإيرانية في مؤازرة اللبنانيين للتفاهم على مخارج للنقاط التي ما زالت تؤخر إنضاج التسوية، ومع الموقف الذي تبلغه بري من سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان جيفري فيلتمان والداعم للحل آملاً من اللبنانيين التوافق على المحكمة شرط ان لا يؤدي ذلك الى إفراغها من مضمونها.

ويأتي الموقف الأميركي، خلافاً لما تروج بعض القوى المعارضة من ان واشنطن تعوق الوصول الى تفاهم لبناني على الحل، بعدما قوبل الحوار بمواقف إيجابية لافتة صدرت عن طرفين اساسيين في قوى 14 آذار هما "اللقاء النيابي الديموقراطي" برئاسة وليد جنبلاط و "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع، وأخرى عبّر عنها عدد من النواب والمسؤولين في "حزب الله"، فيما استمر بعض حلفائه في تسجيل اعتراضهم عليه.

وبالعودة الى الأجواء التي سادت جولتي الحوار السابقتين، نقلت مصادر مقربة من بري ارتياحه الى ما تحقق خصوصاً انه والحريري أسهما في التخفيف، وبنسبة عالية، من الاحتقان المذهبي، وهذا ما لمسه الأخير من خلال الاتصالات التي تلقاها من قيادات محلية وسفراء عرب وأجانب معتمدين لدى لبنان.

وإذ فضّل بري عدم الدخول في التفاصيل، أكدت مصادره لـ "الحياة" انه دخل مع الحريري في مكاشفة شاملة وصريحة تناولت اسباب وصول البلد الى أزمته الراهنة، مشيرة الى ان المصارحة كانت ضرورية، ليس لاستعادة الثقة بينهما فحسب، وإنما لفسح المجال امام البحث عن مخارج من خلال التوافق على وضع جدول أعمال يشمل كل القضايا المطروحة ويكون بمثابة جدول للجلسات الحوارية اللاحقة. وأضافت ان بري والحريري توقفا مطولاً امام الاحتقان المذهبي الذي ادى الى صدامات مباشرة، لا سيما ان ما حصل على هذا الصعيد لم يسبق للبنان ان شهده وبالتالي لا بد من إيجاد الحلول الجذرية له، مؤكدة انه سيكون امامهما برنامج عمل طويل يتمهلان في بحثه ولن يتسرعا في حسم المواقف سلباً أو إيجاباً حتى لا تتأثر الأجوبة بالأفكار المسبقة المطروحة من الطرفين.

ونقلت المصادر نفسها عن بري قوله انه والنائب الحريري قررا ان يتقدم أحدهما في اتجاه الآخر ليكون اللقاء بينهما في منتصف الطريق مبدياً ارتياحه الى الأجواء العربية والدولية والإقليمية الراهنة، داعياً الى ضرورة الإفادة منها وتوظيف ايجابياتها لمصلحة الوفاق اللبناني - اللبناني.

وأوضحت المصادر ان بري والحريري توافقا على ضرورة البحث في المخارج بصمت، ناقلة عن رئيس المجلس انه لمس كل استعداد لدى رئيس كتلة "المستقبل" يلتقي واستعداده الشخصي في هذا المجال والذي يلقى دعم قيادة "حزب الله".

وتوافق بري مع الحريري، كما تؤكد مصادر الأول، ليس بحثاً عن صفقة بين السنّة والشيعة، لكن الاحتقان لم يكن بين فريق مسلم وآخر مسيحي وإنما بين المسلمين وهذا ما استدعى إحياء الحوار بينهما، وهما لا ينويان التفرد في القرار نيابة عن الآخرين، والدليل أنهما منفتحان على حلفائهما ويتشاوران معهم في كل شاردة وواردة، لكن المشكلة كانت من اين يبدأ الحوار، وما حصل شكّل المدخل لإضفاء جو من الاسترخاء على الحال العامة في البلد.

وكرر الحريري الموجود حالياً في ابو ظبي ومن خلال عضو في الوفد المرافق له قوله انه مرتاح الى أجواء الجلستين اللتين تدعوان الى التفاؤل في إمكان التوصل الى قرار بفتح صفحة جديدة تمهّد لبلوغ الحل.

واعتبر عضو الوفد ان تعويم الحوار أمر إيجابي وكان ضرورياً للبحث عن حل "وأعتقد بأن الطرفين على استعداد للتوصل الى مخارج وهذا سيكون جدول أعمال الجلسات المقبلة للحوار التي سيتخللها تشاور كل منهما مع حلفائه". واستبعد ان تتوقف اللقاءات بينهما قبل الوصول الى صيغة يقبلها الجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف