الصابئة المندائيون يجدون في كردستان العراق ملاذا آمنا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اربيل - عبد الحميد زيباري
دفعت الاوضاع الامنية الصعبة في بغداد وخصوصا عمليات القتل والخطف والسرقة بعديد من ابناء طائفة الصابئة المندائيين الذين يمتهنون الصياغة الي المغادرة باتجاه كردستان العراق باعتباره ملاذا آمنا.
وتعرض الصابئة، وهم من اقدم طوائف العراق، الي تهديدات واعمال ابتزاز ففضل عدد من افرادهم التخلي عن مصالحهم في بغداد بحثا عن مكان اخر لممارسة مهنتهم والحفاظ علي وجودهم.
وقد استقرت 44 عائلة في عاصمة الاقليم اربيل و12 اخري في السليمانية.
ووصل سعدي ثجيل الرئيس السابق لمجلس شؤون الطائفة برفقة عائلته ومجموعة من الشبان العاملين معه الي اربيل حيث فتح مشغلا لصياغة الذهب بغية استمرار مهنته التي ورثها عن آبائه واجداده.
ويقول ثجيل لوكالة فرانس برس لم نتعرض لتهديدات مباشرة من احد لاننا طائفة مسالمة لكن شظايا الارهاب استهدفتنا وكذلك العصابات كوننا طائفة مسالمة وصغيرة وليس هناك من يساندنا .
ويضيف ان غالبية ابناء الطائفة هاجروا الي اوروبا او سورية او الاردن .
ويتابع هناك علاقات تاريخية بين الصابئة والاكراد وكنا دائما نؤيد حقهم في اقامة حكم ذاتي او الاستقلال للعيش بسلام .
ويشير ثجيل الي لقاءات بين رئيس طائفتهم (عبد الستار حلو) ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في بغداد مؤخرا مهدت لانتقال هذه العائلات الي اربيل والسليمانية بحيث وعدتنا حكومة الاقليم بتقديم التسهيلات .
ويري ان الصابئي، ويطلق عليه في العراق الصبي بضم الصاد وتشديد الباء، لا يستطيع ترك مهنته معربا عن اعتقاده ان كردستان هي المكان الانسب لممارستها مع ابناء طائفته .
ويقول ان كردستان تستهلك وتستورد الذهب فلو شجعت الحكومة الصاغة الصابئيين الذين لديهم تاريخ في هذا المجال فنستطيع ان نجلب الورشات والمعامل المتطورة من اجل زيادة الانتاج وجعل المنطقة مصنعة للذهب وليس مستهلكة .
ويضيف ثجيل الذي يحتفظ بنسخة من كتابهم المقدس كنزا ربا او الكنز الكبير مدون باللغة العربية بانهم يريدون الحفاظ علي طقوسهم الدينية وينتظرون وصول رجل دين لممارستها كما نتوقع ان تخصص لنا حكومة الاقليم قطعة ارض نتخذها مقبرة .
ويؤكد نقيم طقوسنا داخل منازلنا حاليا بانتظار رجل الدين . ويتشابه رجل الدين مع الصورة النمطية للنبي موسي بلحيته البيضاء الغزيرة وردائه القطني الناصع البياض.
ويشير ثجيل الي العلاقة الحميمة بين الطائفة والماء وكما يقولون فان الضرورات تبيح المحظورات فاربيل بعيدة عن الانهر والمياه الجارية فاين وجد الماء وجد الصابئة لكن الوضع الجديد يتضمن اجتهادات ولا يشترط ان نكون قرب المياه الجارية .
ويضيف نعتقد ان منطقتي اسكي كلك (شرق اربيل علي نهر الزاب الكبير) والتون كوبري (جنوب اربيل علي نهر الزاب الصغير) افضل الاماكن لممارسة طقوسنا الدينية .
وديانة الصابئة مزيج من المعتقدات البابلية والمسيحية والفارسية واحدي الفترات الاكثر قداسة في جدولها الزمني الايام الخمسة البيضاء . ويكن الصابئة احتراما كبيرا للنبي يوحنا المعمدان الذي عمد السيد المسيح في مياه نهر الاردن وقد غادروا القدس في القرن الثاني ميلادي باتجاه بلاد ما بين النهرين هربا من اضطهاد اليهود المتشددين لهم.
يشار الي ان عدد اتباع الطائفة في العراق بلغ اكثر من 65 الفا ابان السبعينات والثمانينات غالبيتهم في منطقة الاهوار في الجنوب وبغداد لكنه تراجع بسبب اعمال العنف والخطف ولم يتبق منهم سوي 22 الفا حسب تقديرات منظمات غير حكومية.
والوضع الجديد لشبان هذه الطائفة في كردستان يناقض ما حرموا منه في بغداد بسبب سوء الاوضاع الامنية وعدم التنقل بحرية خشية تعرضهم للخطف او السرقة.
ويقول سام سعد (20 عاما) ان الامن والاستقرار في اربيل انقذني من مآسي بغداد (...) حيث الاوضاع صعبة جدا فلم نكن نستطيع الخروج من المنزل خوفا من تعرضنا لعمليات السرقة التي كانت تستهدفنا كوننا نعمل في الصياغة .
ويوضح نستطيع التجول بكل حرية والسهر بعد العمل حتي منتصف الليل في اربيل .
اما حليم كامل (27 عاما) الذي كان معاونا طبيا في احد مستشفيات بغداد فيقول تخليت عن المستشفي وجئت الي كردستان حيث امارس مهنة الصياغة واتمتع بالامن والاستقرار .
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف