جريدة الجرائد

فتح الاسلام متورطة في عين علق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
معلومات لـ"النهار" عن رئيس المجموعة
ومسار ولادتها بين سوريا ولبنان
"فتح الاسلام" متورطة في عين علق
وتدابير للجيش ليلاً حول نهر البارد
نفي لشائعات الحوار في السعودية وقرار وفد القمة حسم
بند عاجل بالغ الاهمية احتل الصدارة في الساعات الاخيرة وتمثل في كشف المتورطين في جريمة عين علق في 13 شباط الماضي التي اوقعت ثلاثة قتلى وعددا من الجرحى في انفجارين في حافلتين للركاب. واذا كان اعلان التفاصيل بمثابة انجاز للامن اللبناني وهو الاول من نوعه منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده في الاول من تشرين الاول 2004، ومرورا بمسلسل الجرائم وفي مقدمها اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، فان اثبات صلة المتورطين بالمخابرات السورية يضع الاصبع على جرح العلاقة المأزومة بين لبنان وسوريا والتي تمثل شغلا شاغلا لكل المساعي الجارية لانهاء الازمة اللبنانية.
الاعلان
واوضحت مصادر حكومية ليلا ان كشف المعطيات الامنية الجديدة لم يكن واردا نهار امس، علما ان هذه المعطيات كانت متوافرة منذ نحو اسبوع بعد القبض على اربعة متهمين وفرار خامس الى مخيم نهر البارد. ولكن عندما دعا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عصر امس، قبل جلسة مجلس الوزراء، الى اجتماع للمسؤولين الامنيين، سارعت وسائل اعلام الى تسريب معلومات تتعلق بالشبكة على نحو يوحي بوجود صلة للمجموعة المتورطة بتنظيم "القاعدة" وانها كانت تسعى الى اغتيال 36 شخصية، وشن اعتداءات على القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، وهو امر لم تثبته التحقيقات. عندئذ تقرر اعلان المعطيات الصحيحة عبر مجلس الوزراء بمشاركة قضائية وامنية.
اجراءات عسكرية
وقرابة منتصف الليل افاد مراسل "النهار" في عكار ان الجيش كثف حضوره اعتبارا من الحادية عشرة ليلا في محيط مخيم نهر البارد. وكان اقام حواجز ثابتة منذ مدة عند المداخل الثلاثة للمخيم. واستقدمت آليات وعناصر اضافية بعد التقارير عن تورط "فتح الاسلام" المتمركزة بالمخيم في جريمة عين علق.
السبع
وكانت اوضح اشارة الى صلة المخابرات السورية بالمجموعة المتورطة وردت على لسان وزير الداخلية حسن السبع بعد جلسة مجلس الوزراء، اذ قال ان ثمة فرعاً داخل "فتح الاسلام" مكلفاً "الشأن اللبناني يعمل بتنسيق كامل مع المخابرات السورية". وتحدث عن اعتقال اربعة، جميعهم سوريون، فيما تجري ملاحقة خامس فر الى مخيم نهر البارد. واشار الى ان المجموعة المتورطة كانت تنوي تفجير دراجة نارية مفخخة قبل 14 آذار، اي اليوم، امام بيت الكتائب في بكفيا.
وشارك السبع في عرض معطيات هذا الملف امام مجلس الوزراء، كل من المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، ورئيس جهاز المعلومات في قوى الامن الداخلي المقدم وسام الحسن.
وعلم ان المعطيات التي كشفها فرع المعلومات في قوى الامن واستحق عليها تهنئة المجلس تضمنت محاولة لتفجير ثالث مع تفجيري الحافلتين، لكنها باءت بالفشل. وكانت التعليمات الى المنفذين تقضي باختيار هدف سياسي قبل ذكرى 14 شباط، فكانت عين علق.
واوضح اللواء ريفي ان ملف القضية الذي يعد بالتعاون مع مخابرات الجيش، سيرفع الى لجنة التحقيق الدولية، فيما توقعت مصادر وزارية ان ينتهي الملف في المحكمة ذات الطابع الدولي عند انشائها.
وافادت مصادر قضائية ان الموقوفين سوريون، لكن عدد افراد المجموعة كبير وبينهم اشخاص من جنسيات عربية.
الامم المتحدة
ويأتي هذا التطور، فيما يستعد اليوم رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس الموجود في نيويورك لتسليم الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون التقرير الفصلي الثالث للجنة. وتتوقع اوساط ديبلوماسية ان ينظر مجلس الامن في امكان اصدار قرار جديد عن مجريات تطبيق القرار 1701 يتناول مسألة استمرار تهريب السلاح عبر الحدود السورية الى لبنان، وضرورة وضع حد له.
مراحل التورط
وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ"النهار" المراحل التي مرت على استخدام المخابرات السورية الاداة التي حملت عنوان "فتح الاسلام"، فقالت ان قائد هذه المجموعة ويدعى شاكر عبسي محكوم عليه بالاعدام في الاردن لارتكابه جريمة اغتيال ديبلوماسي اميركي هو لورنس فولي باطلاق النار عليه امام منزله في عمان في 28 تشرين الأول 2002. وكان الديبلوماسي الاميركي يعمل في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية هناك.
ثم ظهر عبسي في سوريا حيث ادخل السجن. وقد طالبت عمان دمشق بتسليمه اليها، لكن السلطات السورية لم تستجب للطلب، بل عمدت الى اخراجه من السجن عام 2005 ونقلته الى معسكر تدريب لـ"فتح - الانتفاضة" التابعة لسوريا في منطقة حلوة قرب راشيا ثم الى معسكر آخر في منطقة قوسايا في البقاع الاوسط حيث تولى عبسي تدريب المجموعة التي حملت لاحقاً اسم "فتح الاسلام".
وفي 9 تموز 2006 انتقل عبسي الى مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية لينتقل منها في تشرين الأول الى مخيم البداوي. واثر الحوادث التي حصلت في المخيم، انكشف امر المجموعة، بعد اعتراف اثنين من الموقوفين اللذين رويا تفاصيل علاقات هذا التنظيم بالمخابرات السورية.
وأشارت المصادر الى ان التطورات اللاحقة، من اجبار المسؤول عن "فتح - الانتفاضة" في دمشق ابو خالد العملة على الاستقالة ثم ايداعه السجن ليطلق بعد ذلك ويوضع في الاقامة الجبرية - ان تلك التطورات كانت مقصودة من المسؤولين السوريين للايحاء بان "فتح الاسلام" تنظيم مختلف عن "فتح الانتفاضة"، وتالياً ان لا علاقة لدمشق به، لكن معطيات جريمة عين علق المزدوجة دحضتها.
"فتح الاسلام"
وفي مخيم نهر البارد، عقد الناطق الرسمي باسم حركة "فتح الاسلام" ابو سليم" طه مؤتمرا صحافيا مساء امس نفى فيه الاتهامات الموجهة الى الحركة وقال: "من الان فصاعدا لن نسكت عن مثل هذه الاتهامات وسنرد ولن يكون الرد متوقعا".
"المنار"
وتساءلت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" عن توقيت كشف هذا الملف، وهل له صلة بتقرير برامرتس، او بـ"خطوط الاتصال" التي فتحت بين اميركا وسوريا، او بين اوروبا وسوريا؟ ولفتت الى ان "فتح الاسلام ملاحقة لدى السلطات السورية"، مشيرة الى ما اورده الصحافي الاميركي سيمور هيرش في مجلة "نيويوركر" في عددها الاخير من ان "فتح الاسلام" تلقت "عرضا سريعا من الحكومة اللبنانية لتسليحها واستخدامها".
مجلس الوزراء
على صعيد آخر، فوض مجلس الوزراء الذي انعقد امس الى الرئيس السنيورة تشكيل الوفد الرسمي الى قمة الرياض في 28 آذار. واوضحت مصادر وزارية ان هذا القرار يأخذ في الاعتبار المهل الدستورية اي الايام الـ15 في حال تمنع رئيس الجمهورية اميل لحود عن الموافقة على الوفد، وتاليا فان ذهاب لبنان الى القمة، ايا يكن موقف الرئيس لحود، بات مؤمنا.
وتوقف المجلس عند التسريبات التي ظهرت اعلاميا امس والتي ضخمت الانباء عن التوصل الى حل يتيح ذهاب الزعماء الى الرياض لانجاز اتفاق، ورأت المصادر الحكومية فيها محاولة لتخريب الحوار الدائر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري، مما اضطر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى نفي ما روّج في بيروت، كما اضطر السفير السعودي عبد العزيز خوجة، بعد زيارته الرئيس بري امس، الى نفي ما تردد، داعياً الى اعتماد "الكتمان" وسيلة لبلوغ الاهداف المنشودة.
واشارت الى "العودة المفاجئة" لـ"اللقاء الوطني" الذي يضم حلفاء سوريا الى الواجهة امس واعلان الرئيس عمر كرامي باسم اللقاء ثلاثة شروط للحل: "الثلث المعطّل في الحكومة، تغيير مسودة المحكمة لتصبح جزائية، وتقديم موعد الانتخابات النيابية على الانتخابات الرئاسية".
بري
وفيما اخذ الحوار في عين التينة امس اجازة، اعلن الرئيس بري امام زواره مساء ان المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اعرب خلال لقائهما اول من امس عن تأييده للحوار والاتصالات التي بدأت بينه وبين الحريري، وتقديره لاهميتها، في ايجاد مخرج من الازمة. وايد سولانا الدور الذي يقوم به رئيس المجلس وشجّع على التوصل الى حلول قبل موعد القمة العربية.
ورد بري بان "هذا ما اسعى اليه واعمل من اجله، وآمل في ان يتحقق هذا الحل قبل موعد القمة".
وشدد سولانا على ضرورة اتفاق اللبنانيين على موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي، قائلاً: "في حال عدم توصلكم كلبنانيين الى اتفاق على المحكمة فقد تلجأ الامم المتحدة الى تطبيق الفصل السابع".
فعلق بري: "نكرر للمرة الالف اننا مع المحكمة، ولكن عليك ان ترى صديقك"، غامزاً من قناة الرئيس السنيورة وقاصداً من وراء ذلك انه "من الضروري التوصل الى حكومة دستورية وشرعية".
ووافق سولانا بري على المعادلة التي اطلقها وهي "اس. اس" أي ضرورة الاتفاق بين السعودية وسوريا.
وذكر سولانا ان زيارته اليوم لدمشق تندرج في اطار "فتح نوافذ اعادة العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وسوريا".
وسأل بري: "هل ستذهبون الى الرياض مع الافرقاء الآخرين في حال اتفاقكم على النقاط الشائكة؟" فأجاب: "لا مانع من هذا الامر وجميعنا يعي حرص المملكة على لبنان ومساعدته".
الحريري
ولا يزال النائب الحريري متكتماً وممتنعاً عن الخوض في تفاصيل لقاءاته والرئيس بري، لكنه منذ بدآ اللقاءات وهو يعكس اجواء من التفاؤل والايجابية مؤكداً ان الحل لن يكون على حساب احد بل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
الجميل
وأطل الرئيس أمين الجميل امس على حوار عين التينة فقال ان "اي حل مفروض فيه ان يتوقف عند موضوع رئاسة الجمهورية (...) نصر على ان يطرح موضوع الانتخاب المبكر ليعود المسيحي ويلعب دوره الكامل".
14 آذار
وفي ذكرى 14 آذار التي تصادف اليوم، تستعد القوى السياسية المنتمية اليها للتشاور ولكن من دون تحديد الوقت والمكان من اجل مواكبة الحوار الدائر بين بري والحريري. وينتظر ان تصدر هذه القوى بياناً مؤازراً للحوار.
جعجع
وعشية ذكرى 14 آذار وجّه رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة الى اللبنانيين اتهم فيها "قوى التفرد والفرض غير اللبنانية وبعض المتاجرين المرتزقين بانهم يحاولون بكل قواهم تأخير مسيرة ثورة الارز (...) تارة كحجة مواجهة اسرائيل، وطوراً بحجة المشاركة والوحدة الوطنية". واذ لفت الى "استمرار احتلال ساحات الوسط التجاري منذ اكثر من مئة يوم"، و"محاولة ارغامنا على البقاء في منازلنا في 23 كانون الثاني الماضي"، اشار الى جهود الحل الجارية في حوارات عين التينة، وقال: "(...) لن نستسلم في أي حال من الاحوال، ولن نضحي بالغالي في سبيل الرخيص. لن نضحي بالحاضر والمستقبل في سبيل رفع ضغطهم واذيتهم".
الحدود
وفي البقاع، تفقدت اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة لحل النزاعات وانصاف المزارعين، الحدود عند السلسلة الشرقية. وتقرر بنتيجة الجولة وقف استخدام الاراضي المتنازع عليها واستصلاحها حتى 20 آذار حيث سيعقد خبراء من الجانبين اجتماعاً لبت الخلافات عليها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف