المجزرة الإسرائيلية في الصحافة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة 16 مارس 2007
شكري القاضي
لم يكن الفيلم الوثائقي الفضيحة الذي بثته القناة الأولي في التليفزيون الإسرائيلي شاهد العيان الأول علي جرائم ومذابح جيش الاحتلال ضد الجنود المصريين في حرب الأيام الستة عام 1967. وواقع الحال أن جرائم إسرائيل ضد المصريين والعرب في ميادين القتال وغيرها ليست محل شك أو جدال. ولكن الإعلان عن المذابح البشعة في حق المقاتل العربي تمثل استفزازاً وقحاً لا ينبغي تجاوزه. وإذا كانت كل من لجنتي الشئون العربية والأمن القومي بمجلسي الشوري والشعب قد أكدت أن هذه الجريمة عمل إرهابي بعيد عن شرف العسكرية وطالبتا بتحرك مصري واسع إقليمياً ودولياً لملاحقة القتلي وتقديمهم للعدالة والمطالبة بتوثيق الأدلة الخاصة بهذه الجريمة لإحالة القضية إلي المحكمة الجنائية الدولية. فإن السفاح الإسرائيلي بنيامين إليعازر قائد وحدة الإعدام "شاكيد" أصدر بياناً أكد فيه أن هؤلاء الأسري "250 شهيداً" الذين تم إعدامهم كانوا أسري فلسطينيين وليسوا مصريين!
** مصريون أم فلسطينيون.. ما الفرق؟ الإجابة تكمن في مانشيتات بعض الصحف والمجلات المصرية من و جهة نظرها وكان مانشيت الأهرام كما يلي:
"الخارجية تطالب إسرائيل بإعلان الحقيقة كاملة في قضية الأسري مخرج الفيلم يزعم أن القتلي فلسطينيون وأنه استخدم لقطات أرشيفية بطريق الخطأ" وعلقت الأهرام علي مزاعم المخرج الإسرائيلي ران إديليست بقولها: كيف يمكن للمخرج الإسرائيلي الوقوع في مثل هذه الأخطاء البسيطة والساذجة وكيف فات علي المسئولين عن إعداده أن تلك الأخطاء يمكن أن تتسبب في إندلاع أزمة حادة مع مصر؟!
ونشرت مجلة روزاليوسف الصادرة في نفس اليوم تقريراً علي صفحتين تحت عنوان: "3 مشاهد صنعت الأزمة النص الكامل لفيلم روح شاكيد" واستندت روزاليوسف في تقريرها إلي اعتراف المقدم "بارليف جروشني" الذي خدم في وحدة شاكيد "1965-1968" بأنه كان شاهداً علي مذبحة الأسري المصريين. ولكن المجلة أوردت ضمن تقريرها بعض العناوين الفرعية التي لا محل لها من الإعراب مثل: "الجنود ال 250 كانوا يقاتلون بشرف حتي بعد أن انتهت الحرب" وعنوان آخر "خسروا الحرب ولكنهم ليسوا أسري"؟!
آخر الكلام:
وإذا كانت جريدة "أخبار اليوم" قد انفردت بمانشيت جرئ في نفس اليوم "10/3/2007" علي النحو التالي: "مصر تتسلم نسخة الفيلم الإسرائيلي المشبوه الفيلم لا يتضمن أي أسري مصريين ويصور أعمالاً قتالية" وجاء فيه: علم المحرر السياسي لأخبار اليوم من مصادر رفيعة المستوي أن الفيلم الإسرائيلي روح شاكيد الذي أذاعه التليفزيون الإسرائيلي مؤخراً لا يتضمن وجود أي أسري مصريين؟!
فإن مجلة "الإذاعة والتليفزيون" قد نشرت ملفاً تاريخياً تحت عنوان "الثأر" أكدت فيه قيام إسرائيل بهذه المجزرة اللاإنسانية واستندت في تقريرها إلي شاهدين من أهلها.. الأول هو الدكتور إيريه يتزاكي المؤرخ العسكري والأستاذ الجامعي بجامعة "بارإيلان" في تل أبيب الذي تولي الإشراف علي إعداد دراسة وثائقية بعد حرب 1967 وأكدت نتائج الدراسة أن عمليات القتل ضد الأسري المصريين اشتركت فيها عدة أفرع من جيش الدفاع الإسرائيلي وليست وحدة شاكيد فقط وأن العدد يقترب من ألف أسير مصري أعزل من السلاح. الأمر الذي أكده الكاتب الأمريكي جيمس بامفورد في كتاب بعنوان "جسد من الأسرار" الصادر في أبريل عام 2001 والذي أكد فيه تورط الضباط الإسرائيليين في هذه الوقائع بشكل دامغ. ولا تعليق.