براميرتز: دوافع سياسية في اغتيال الحريري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طلب التمديد للجنته وينتظر تشكيل المحكمة الدولية ويؤكد تعاون سورية والدول الاخرى
نيويورك - راغدة درغام
أكدت "اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في العمل الإرهابي" الذي أودى بحياة رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري ورفاقه أنها حققت تقدما في التحقيق وانها ستكون في المرحلة المقبلة "قادرة على تطوير نظرية واقعية موحدة" مبنية على "أدلة اثبات جديدة تم تعريفها أخيراً". وقالت في تقريرها السابع ان الهدف يبقى "ربط المسؤولين الأساسيين عن ارتكاب" هذه الجريمة مع "آخرين" كانوا "يعرفون" عن الجريمة و"أولئك الذين ساهوا في تنفيذها"، وكذلك هؤلاء الذين "ساعدوا في التهيئة للعناصر الضرورية لتنفيذها". (لقراءة التقرير كاملاً)
وقال التقرير الذي سلمه رئيس اللجنة سيرج براميرتز إلى الأمين العام بان كي مون وأحاله الأخير إلى مجلس الأمن أمس، ان التحقيق انجز جزءاً أساسياً من "الدوافع" وراء الجريمة، وأكد أن هذه الدوافع مرتبطة بـ "نشاطات الحريري السياسية" بناء على "تقدم جوهري في فهم للجنة للوقائع، الامر الذي أدى الى انتاج روابط قيمة تبين مختلف مكونات وعناصر القضية".
كما أكد التقرير "اعتقاد اللجنة أنها، في المرحلة المقبلة من التحقيق، ستتمكن من تعميق معرفة كل القضايا" ذات العلاقة بالاغتيالات ومحاولات الاغتيال الأخرى لدرجة "تسمح بظهور الترابط" الممكن بين بعض هذه القضايا وقضية الحريري.
وجاء في التقرير أن سورية والدول الأخرى قدمت الى اللجنة ردوداً "معظمها ايجابي وفي وقته" على طلبات اللجنة. وأعرب براميرتز عن ارتياحه للتعاون الذي تلقاه من الدول العشر التي سبق وقال إنها تلكأت في الاستجابة من دون ان يسميها.
وأكد براميرتز أن اللجنة "مستمرة في العمل وهي تنتظر وتتوقع انشاء المحكمة الخاصة للبنان" ذات الطابع الدولي. كما رجح أنها لن تتمكن من انجاز عملها بحلول شهر حزيران (يونيو) وبالتالي "ترحب بتمديد ولايتها".
ودعم بان كي مون التمديد في رسالته الى مجلس الأمن التي رافقت التقرير، إذ "رحب" بالتمديد لفترة سنة وحتى 15 حزيران 2007. كما أشار الى "التقدم في التحقيق الذي تحرزه اللجنة" في قضية الحريري "والتركيز بالذات على تطور خيوط الأدلة وجمع الأدلة في مسرح الجريمة ذات العلاقة بمرتكبي الجريمة".
ورسم براميرتز في تقريره صورة عن حياة الحريري في فترة الـ15 شهراً التي سبقت اغتياله. وأشار الى مجموعة دوافع سياسية بينها القرار 1559، وتمديد ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود، و"الديناميكية السياسية والشخصية بين الحريري وأطراف سياسية أخرى وقيادات في لبنان وسورية وفي بلدان أخرى"، والتهيئة للانتخابات البرلمانية التي كان مرجحاً عقدها في ايار (مايو) 2005، وكذلك عناصر أخرى ذات علاقة بناحية الاعمال. وقال براميرتز ان كل هذه العناصر قد تكون اوجدت البيئة التي انتجت العزم على قتله.
واشار التقرير الى نظرية ان القرار الأولي لاغتيال الحريري اتخذ قبل مبادرات التقارب بينه وبين شخصيات سورية ولبنانية في حوار سياسي وديبلوماسي، و"الارجح قبل مطلع كانون الثاني (يناير) 2005".
وفي ما يخص التعاون من قبل سورية مع طلبات اللجنة، جاء في التقرير ان دمشق واصلت تجاوبها معها وان اللجنة أجرت مقابلات مسؤولين سوريين ووصف ردود "بعض الافراد" بأنها "ذات نوعية متغيرة في بعض الأحيان".
واشار الى اجراء 42 مقابلة خلال الفترة الفاصلة بين التقريرين السادس والسابع، وان التقدم في التحقيق اتاح رسم صورة اوضح للاحداث المحيطة بالجريمة وقاد الى خيوط جديدة وتثبيت شهادات. واعاد التأكيد على ان التفجير جرى فوق الارض وان الدوي المثلث الذي سمعه بعض الشهود كان لانفجار واحد. كما استبعد ان يكون التفجير تم بواسطة هوائي عن بعد.
وعاود التقرير الحديث عن المنشأ الجغرافي لمنفذ عملية التفجير، وقال ان الفحوص المفصلة التي اجريت على الحمض النووي الريبي بينت انه لم يمض شبابه في لبنان وانما جاء اليه قبل شهرين او ثلاثة من تنفيذ العملية، وان اللجنة جمعت لهذا الغرض 112 عينة من 28 موقعا مختلفا في سورية ولبنان، وستقوم خلال الاسابيع المقبلة بجمع عينات من ثلاث دول اخرى في المنطقة.
وبالنسبة الى سيارة الميتسوبيشي المستخدمة في التفجير، قال ان اللجنة تلقت كمية من المعلومات الجديدة المرتبطة بالقضية ونحو 500 صفحة من البيانات يجري حاليا ترجمتها وتحليلها، مشيرا في الوقت نفسه الى ان السيارة الحمراء اللون التي ذكر انها غادرت مسرح الجريمة قبالة فندق السان جورج قبيل وصول شاحنة الميتسوبيشي لتسمح لها بالركون مكانها، انما كانت متوقفة على بعد 15 مترا من موقع الحفرة التي احدثها الانفجار، ولا يعتقد ان لها علاقة بوصول الميتسوبيشي.
وفي ما يتعلق بالهواتف النقالة الستة التي يعتقد ان فريق التنفيذ استخدمها يوم 14 شباط 2005، اوضح التقرير ان اللجنة طورت معلومات جديدة مهمة متعلقة بانشطة اولية شملت على الارجح عمليات مراقبة وجمع معلومات وربما تدريبات على العملية او محاولات سابقة لاغتيال الحريري وانشطة اخرى قام بها الفريق. واوضح ان معلومات جديدة ظهرت من خلال هذا التحليل ويتم فحصها حاليا.
واضاف ان الفحص المكثف والتفصيلي لبطاقات الهواتف الستة كشف عناصر مهمة تشمل (من دون حصر) دور كل من المشاركين في التحضير والتخطيط والمراقبة والاعتداء الفعلي، وتوقع فريق التفجير لتحركات الحريري وانشطته وربما محاولات سابقة لاغتياله.
وقال ان الفرضية العملية تفيد بانه كان على فريق التفجير التأكد من ان الحريري قتل فعلا في الانفجار بهدف اعطاء الاشارة لتوزيع شريط الفيديو عن اعلان المسؤولية على وسائل الاعلام. واعتبر لذلك ان الاتصالات التي اجريت عبر الهواتف الستة خلال الدقائق الخمس والاربعين التي تلت التفجير مهمة جدا في الكشف عن الرابط بين المنفذين والمخططين.
واشار الى ان اللجنة تفحص فرضية ان واحدا او اكثر من فريق التفجير كان مسؤولا عن ايصال الشريط المسجل والقيام باتصالات مع وسائل الاعلام، ويشمل هذا فحص التحضيرات التي جرت لهذا الغرض يوم الاغتيال نفسه.
وبالنسبة الى احمد ابو عدس الذي ظهر في الشريط، قال التقرير ان هناك فرضية تفيد بانه اجبر او خدع لتسجيل تبنيه المسؤولية، مشيرا في الوقت نفسه الى ان ابو عدس لم يعلن في الشريط بانه هو من سينفذ العملية بل التنظيم الذي قال انه ينتمي اليه. واعتبر انه من غير المرجح بشكل كبير ان يكون ابو عدس هو المنفذ.
اما الفرضية الثانية التي اشار اليها فتقول انه ربما كانت هناك مجموعة متطرفة متورطة جزئياً في الاغتيال كما ورد في الشريط المسجل، لكن هذه المجموعة كانت تحركها عمليا جهات اخرى لهدف آخر ليس مرتبطا باهداف التنظيم نفسه. وتابع التقرير ان الفرضية المحتملة هو ان عددا صغيرا من الافراد المنتمين الى تنظيم اكبر تعاونوا في انتاج شريط اعلان المسؤولية واحضار الميتسوبيشي واعداد المتفجرات. وانهم ربما شاركوا في تجنيد شخص قام بتفجير القنبلة وساعدوه في ايصالها الى ساحة الجريمة.
وبالنسبة الى الاشخاص الذين كانوا على علم بالاعتداء، اعرب التقرير عن اعتقاده بانه الى جانب المتورطين مباشرة في الجريمة واولئك الذين قرروا حصولها، هناك بعض الافراد الذين كانوا على علم مسبق بالاعتداء، لكن بعضهم كان ربما يمتلك معلومات مجتزأة، مثل ان هناك قنبلة معدة من دون ان يعرف من ستستهدف، او ان الحريري سيقتل لكن من دون ان يعرف متى. كما ان اللجنة تبحث فرضية تفيد بان بعضهم كان يعرف الهدف والتوقيت معاً وانه تم ابلاغهم بذلك لاسباب محددة.
واشار التقرير الى انه كان امام فريق التفجير "مروحة" من الفرص لتنفيذ الاعتداء على الحريري وليس يوما محددا بذاته، نظرا الى اهمية الهدف والوقت الذي تطلبه الاعداد للاعتداء، وان التحضير استغرق على الارجح اسابيع وليس اياما. واوضح ان انشطة بعض الاشخاص الذين يحتمل ان لهم علاقة بالجريمة تغيرت بوضوح خلال هذه الفترة، مع بدء الفريق المنفذ انشطته الاخيرة قبيل التفجير. وقال ان اللجنة حققت في هذه المسائل ووجدت ان مواقف ونمط سلوك وتعليقات بعض الاشخاص خلال الفترة التي سبقت الاغتيال قد تكون ذات دلالة.