ما بين (الإخوان) و(حماس) ليس مجــرد قضية تنظيمية !!.
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأربعاء 21 مارس 2007
إنه أمرٌ طبيعي ألا تكون هناك علاقة تنظيمية بين الإخوان المسلمين، هنا في الأردن، وبين حركة حماس إذْ أن مثل هذه العلاقة تسبب اشكالات كثيرة للإخوان المسلمين ولحزبهم حزب جبهة العمل الإسلامي في ضوء النص القانوني (الأردني) الذي لا يسمح لأي حزب أو تنظيم له ارتباطات خارجية بالعمل على الساحة الأردنية وأيضاً في ضوء حساسية الأشقاء الفلسطينيين، ومعهم الحق، في أن يتدخل تنظيم أردني في شؤونهم الداخلية.
هناك دولة فلسطينية يعترف بها الأردن وتعترف بها الدول العربية كلها ومعها بعض دول العالم هي السلطة الوطنية وهي منظمة التحرير التي لها سفارات في كل هذه الدول ولذلك فإن أي تمدد تنظيمي من الشرق الى الغرب سيعتبر تدخلاً في شؤون الفلسطينيين الداخلية وأي تمدد أو تسرب من الغرب الى الشرق سيعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية الأردنية.
لم يعد مقبولاً لا منطقياً ولا قانونياً ولا وطنياً ولا سياسياً أن يتدخــل إخوان الأردن في شؤون حماس الداخلية، السياسية والتنظيمية، أو تتدخــل حماس في شؤون إخوان الأردن وحزبهم حزب جبهة العمل الإسلامي والمفترض أن فك الارتباط بين هاتين الجهتين قد تم في وقت مبكر جداً فالضفة الغربية لم تعد لها أي علاقة إدارية بالمملكة الأردنية الهاشمية منذ العام 1988 وقطاع غزة كان يتبع للإدارة المصرية كما هو معروف وليس له علاقة بالأردن كدولة حتى عندما كانت هناك علاقات وحدة بين الضفة الغربية والضفة الشرقية.
لا يجوز أن تبقى هناك علاقات تنظيمية بين الإخوان المسلمين (الأردنيين) وبين حـركة حماس فمثل هذه العلاقات ستسبب إشكالات كثيرة ليس لهذين التنظيمين فقط وإنما أيضاً للبلدين الشقيقين الأردن وفلسطين ولشعبي هذين البلدين الشقيقين والمعروف أن مشكلة الأردن مع حركة المقاومة الإسلامية التي تفجرت في العام 1999 سببها الرئيسي هو أن هذه الحركة حاولت السيطرة على إخوان (الأردن) وحاولت التدخل حتى في الشأن الداخلي لحزب جبهة العمل الإسلامي وحاولت أيضاً إيجاد بؤر تنظيمية لها بين الأردنيين حيث تمنع القوانين أي تنظيم غير أردني أن ينشط تنظيمياً على الساحة الأردنية.
لن يسمح الأردن وتحت كل الظروف لحركة حماس بأي نشاط تنظيمي على الساحة الأردنية فهذه مسألة جرى تجرييها في الأعوام الثلاثة التي تلت حرب حزيران (يونيو) العام 1967 وكانت النتيجة كما هو معروف كارثة كادت تقضي على الكيان الأردني وعلى القضية الفلسطينية معاً.. إن هذه مسألة غدت محسومة وعلى كل حريص على هذا البلد وعلى مستقبل قضية فلسطين ألا يفكر في هذا الأمر على الإطلاق.. على الإطلاق.
وهنا فإن المفترض أن الإخوان المسلمين (الأردنيين) وأن مَنْ منهم غدا جزءاً من حماس يذكرون أن مثل هذا الافتراق التنظيمي بين فلسطين والأردن بعد حرب حزيران (يونيو) العام 1967 قد بدأ بالحزب الشيوعي وهو حزب أممي لا يعترف لا بالهويات الوطنية والقومية ولا بالحدود وهو طال لاحقاً تنظيمات أخرى حتى ولو من الناحية الشكلية.. والآن فإن هناك كياناً فلسطينياً قائماً ودعم هذا الكيان يقتضي أن تكون له تنظيماته وأحـزابه ونقاباته ومؤسساته الخاصة.
بعد حرب حزيران (يونيو) العام 1967 أراد حزب البعث (الجناح السوري) أن يتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضته في تلك الفترة ظاهرة العمل الفدائي والثورة الفلسطينية فلجأ تحت تأثير هذه الظاهرة الى تغيير إسمه من حزب البعث (القطر الأردني) الى التنظيم الفلسطيني الموحد وليس التنظيم الأردني - الفلسطيني.. وهذا أثار شكوكاً كثيرة حتى لدى أعضاء وقيادات في هذا الحزب.
إنها مسألة في غاية الخطورة والجدية وهي مسألة لا يجوز التلاعب بها على الإطلاق فهي أولاً لا تخص إخوان (الأردن) وحماس فقط إنها قضية تمس السيادة الأردنية وتمس ما هو أكثر من السيادة الأردنية ولذلك فإنه لا بد من حسم هذا الأمر منذ الآن حتى لا تكبر كرة الثلج هذه وحتى لا يكون هناك اضطرار لاستخــدام الأسنان لحل عقدة بالامكان حلها الآن بالأصابع!!.