جريدة الجرائد

البنـد المحظور في القمة العربية‏!‏

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الخميس 22 مارس 2007

مـرسي عطـا اللـه


رغم أن المجتمع الدولي مازال متمسكا بصحة القرار رقمrlm;194rlm; الصادر عن الأمم المتحدة عامrlm;1949,rlm; الخاص بحق العودة والذي تتكرر الإشارة إليه ـ علي مدي يزيد علي نصف قرن ـ في جميع القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدةrlm;,rlm; إلا أن إسرائيل بدأت في ظل أوضاع القوة الجديدة التي توفرها لها الهيمنة الأمريكيةrlm;,rlm; بالدق علي وتر التشكيك في إلزامية قرار العودة والادعاء بأنه قرار غير ملزمrlm;,rlm; وأنه مجرد توصية لها طابع إنساني فقطrlm;..rlm; فضلا عن الترويج أيضا الي أن معظم اللاجئين لا يرغبون في العودة وأنهم لو جري تعويضهم تعويضا مناسبا فسيتنازلون تلقائيا عن هذا الحقrlm;!rlm;

وقد كثفت إسرائيل في الآونة الأخيرة من ضغوطها السياسية عبر الحليف الأمريكيrlm;,rlm; تحت دعوي ضرورة تعديل المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عامrlm;2003,rlm; من أجل إسقاط حق العودة والتخلي عن بند المطالبة بالعودة الي حدود الرابع من يونيوrlm;1967,rlm; من خلال قرار جديد تتبناه القمة العربية في الرياض الأسبوع المقبلrlm;.rlm;

وبداية أقولrlm;,rlm; إن ما تراهن عليه إسرائيل وأمريكا حول إمكانية استجابة القمة العربية المقبلة في الرياض رهان خاسرrlm;,rlm; لأن حق العودة هو الشيء الوحيد الذي لا تملك أية مرجعية عربية أو سلطة فلسطينية حق التنازل عنهrlm;,rlm; لأنه حق يمتلكه أناس لم يفوضوا أحدا بالتنازل عنه نيابة عنهمrlm;...rlm; ثم إن حق العودة حق أبدي وليس مجرد رخصة مؤقتة تفقد مفعولها بمرور الزمنrlm;,rlm; بمعني أن هذا نوع من الحقوق التي لا تسقط بالتقادمrlm;.rlm;

وهنا يتحتم أن نقول صراحةrlm;,rlm; إن من يشككون في صحة وجدوي تمسك الفلسطينيين بحق العودة لمن جري إخراجهم من فلسطين عامrlm;1948rlm; طبقا لقرارات الأمم المتحدةrlm;,rlm; يتجاهلون ـ عمدا ـ جملة حقائق في مقدمتها أنه عندما وقعت النكبة وجري اغتصاب فلسطين بتزاوج بين المؤامرة السياسية الممثلة في قرار التقسيم عامrlm;1947rlm; والقوة العسكرية ممثلة في نتائج حرب عامrlm;1948,rlm; لم يكن ما يملكه اليهود كأفراد ومؤسسات علي أرض فلسطين يتجاوزrlm;8%rlm; فقط من مساحتها الكليةrlm;,rlm; حيث كان ما يربو عليrlm;92%rlm; ملكا للشعب الفلسطيني وللأوقاف الإسلامية من عهد الخلافة العثمانيةrlm;.rlm;

لقد وقعت أبشع جريمة سياسية وإنسانية في التاريخrlm;,rlm; حيث تمكنت أقلية أجنبية من غزو فلسطين وطرد أهلها وإقامة الدولة العبرية علي أشلاءrlm;531rlm; مدينة وقرية بعد طرد أهلها الذين كانوا يشكلون نسبةrlm;85%rlm; من سكان فلسطين في ذلك الوقتrlm;.rlm;

وهذا الذي أقوله يعترف به الإسرائيليون أنفسهمrlm;,rlm; وهناك عشرات الكتب الإسرائيلية يعترفون فيها بكل التبجح كيف هدموا البيوت العربيةrlm;,rlm; وكيف حصدوا المحاصيل وحرقوهاrlm;,rlm; وكيف قطعوا أشجار الزيتون ودمروا بساتين البرتقالrlm;,rlm; وكيف جرت عملية إحلال وإسكان المهاجرين اليهود في منازل الفلسطينيينrlm;,rlm; وكيف تمت عمليات توزيع الأراضي واقتسام الغنائم من خلال صراعات ومشاجرات بين المنظمات اليهودية حول من يأخذ الأفضل ؟rlm;!rlm;

وبصرف النظر عن بشاعة التفاصيلrlm;,rlm; فإن ما نشره الإسرائيليون في كتبهم يكشف عن صلف القوة الذي يشعر به الإسرائيليون والذي يبرر لهم أن يفعلوا ما يريدونrlm;,rlm; والذي شمل كل أشكال الإيذاء ضد الفلسطينيينrlm;,rlm; من مذابح وطرد وترويعrlm;,rlm; يمثل في مجمله جريمة متكاملة للتطهير العرقيrlm;.rlm;

وبرغم كل محاولات التبرير التي يسوقها بعض المؤرخين الإسرائيليين للتخفيف من وطأة الجرائم التي ارتكبها اليهود خلال عملية اغتصاب فلسطينrlm;,rlm; فإنه يكشف عن ذعر كامن في داخلهم وداخل كل إسرائيلي من مجرد الإشارة الي حق العودةrlm;.rlm;
rlm;
***rlm;
ويخطيء من يظن أن الذعر الإسرائيلي من حق العودة يتعلق فقط بما يمكن أن يترتب علي استعادة اللاجئين الفلسطينيين لمنازلهم وممتلكاتهم المغتصبةrlm;,rlm; ولكن مبعث الذعر هو أن حق العودة يمثل ضربة في الصميم للفكر الصهيوني الذي قامت إسرائيل علي أساسهrlm;.rlm;

لقد كان الترحيل والتوطين خارج فلسطين أحد أهم أعمدة الفكر الصهيوني التي روج لها تيودور هرتزل منذ أكثر من مائة عامrlm;,rlm; عندما كتب فيrlm;12rlm; يونيو عامrlm;1895rlm; قائلاrlm;:rlm; سنحاول طرد المعدمين خارج الحدود بتدبير عمل لهم هناكrlm;,rlm; وفي نفس الوقت سنمنعهم من العمل في بلدناrlm;..rlm; وعلي ذات الدرب الذي سار عليه هرتزل كتب الصهيوني المتعصب إسرائيل زائجويل في ابريل عامrlm;1905rlm; يقولrlm;:rlm; يجب أن نستعد لطرد هذه القبائل العربية بالسيف مثلما فعل أجدادناrlm;.rlm;

وربما يكون ضروريا ومفيدا أن نتذكر أنه عندما بدأت موجات الهجرة الصهيونية الأولي من روسيا للبدء في إنشاء المستعمرات الصهيونية الكيوبتزاتrlm;,rlm; كانت هناك مجموعة من الثوابت التي تحكم عمل هؤلاء المهاجرين اليهود وهيrlm;:rlm;

إن الأرض التي يحصلون عليها في فلسطين ـ طوعا أو كرها ـ لا تعود ملكيتها للعرب بأية حال وتبقي ملكا للشعب اليهودي في كل مكانrlm;.rlm;
الالتزام بمنع العمال العرب من العمل علي هذه الأراضي المستولي عليهاrlm;.rlm;
وقف كل أشكال التعامل والتعاون الاقتصادي مع العرب في فلسطينrlm;.rlm;

ومن الضروري أيضا أن نتذكر أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الأوليrlm;,rlm; تقدم الزعيم الصهيوني وايزمان باقتراح الي مؤتمر السلام طالبا تحويل فلسطين الي دولة يهوديةrlm;,rlm; وتضمن اقتراحه نصا مباشرا يدعو الي طرد العرب من فلسطين بالقوة و إسكانهم علي ضفاف دجلة والفرات الخصبةrlm;.rlm;

وخلال سنوات الانتداب البريطاني علي فلسطين منذ انتهاء الحرب العالمية الأوليrlm;,rlm; كان صوت العجوز الصهيوني جابوتنسكي هو المعبر الحقيقي عن الأفكار الصهيونية الخاصة بترحيل الفلسطينيينrlm;,rlm; وكانت له مقولة وقحة ومشهورة في نوفمبر عامrlm;1939:rlm; ليس هناك خيارrlm;..rlm; يجب أن يخلي العرب المكان لليهود في أرض إسرائيلrlm;..rlm; شكرا لله فنحن اليهود لا ننتمي الي الشرقrlm;,rlm; لذلك يجب أن نكنس الروح الإسلامية من أرض إسرائيلrlm;.rlm;

ومن وحي هذه الأفكار الشريرة لجابوتنسكي ولدت عصابة أرجون زفاي لومي بزعامة مناحم بيجينrlm;,rlm; وعصابة شتيرن بزعامة اسحاق شاميرrlm;,rlm; وكان الملهم الروحي للعصابتين هو يوسف وايتز صديق بن جوريون والمعروف في الوسط اليهودي بلقب نهاب الأراضيrlm;,rlm; عندما تزعم أول لجنة لتنفيذ عمليات الترانسفير في حقبة الأربعينيات تحت لافتة نريد فلسطين بدون عربrlm;.rlm;

وبرغم أن ما يقرب من مائة ألف فلسطيني استطاعوا البقاء ومقاومة خطط الطرد والترحيل خلال الفترة ما بين عاميrlm;1948rlm; وrlm;1966,rlm; فإن إسرائيل لم تفقد الأمل في دفعهم للنزوح بشتي الوسائلrlm;,rlm; خصوصا بعد أن وضعتهم تحت الحكم العسكريrlm;,rlm; وصادرت أغلب ممتلكاتهمrlm;,rlm; ولكن الوضع تغير بعد حرب يونيوrlm;1967,rlm; حيث ازدادت مشكلة اللاجئين تفاقما بعد أن زاد عددهم نتيجة النزوح الثاني من الضفة الغربية وغزة التي سقطت في قبضة إسرائيلrlm;.rlm;
rlm;
***rlm;
وإذن ماذا؟
إن من المؤسف له أن تكون هناك أصوات في العالم المتحضر في أمريكا وأوروبا مازالت حتي اليوم مستعدة لمسايرة إسرائيل في ادعاءاتها الكاذبةrlm;,rlm; بأن هؤلاء اللاجئين مشكلة عربيةrlm;,rlm; لأن العرب ـ علي حد زعمهم ـ هم الذين أعلنوا الحرب علي إسرائيلrlm;,rlm; وأن هؤلاء اللاجئين خرجوا بإرادتهم تنفيذا لأوامر عربيةrlm;,rlm; ومن ثم فإن مسئولية ايوائهم وتوطينهم تقع علي عاتق الدول العربية التي سيلتئم شملها في قمة عربية قبل نهاية الشهر الحاليrlm;.rlm;

وربما يكون مفيدا لإنعاش الذاكرةrlm;,rlm; أن نقول إنه بعد أن وقعت النكبة عامrlm;1948rlm; بدأت المحاولات الصهيونية بدعم من القوي المؤيدة لإسرائيل في أمريكا وأوروبا بالسعي لإضفاء العقلانية علي جريمة تهجير الفلسطينيين وطردهم من أرضهمrlm;,rlm; بدعوي أن ذلك بات أمرا واقعا يجب التسليم به والتفكير في وضع الحلول الإنسانية لهrlm;..rlm; وفي إطار هذا المخطط الخبيث صدرت عن المعهد الملكي البريطاني للدراسات الاستراتيجية عامrlm;1949rlm; دراسة مريبة تقترح توطين اللاجئين في سوريا والعراق وشرق الأردن وتستثني لبنانrlm;,rlm; بدعوي أنه مكتظ بالسكان وتركيبته معقدةrlm;.rlm;

وعلي مدي ما يقرب منrlm;20rlm; عاما منذ قرار التقسيمrlm;,rlm; وحتي نكسة يونيوrlm;1967rlm; صدر العديد من الدراسات الأمريكية والبريطانية المماثلةrlm;,rlm; بهدف الترويج لتصفية قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة من خلال مشروعات للتوطين في الدول العربيةrlm;,rlm; كان أبرزها مشروع جونسون لتوزيع المياه العربية الذي جري طرحه عامrlm;1954,rlm; وظل الإلحاح مستمرا بشأنه حتي عامrlm;1967rlm; باسم إمكان تسوية القضية من خلال تخصيص جزء من مياه نهر اليرموك والأردن لتوطين الفلسطينيين في الضفة الشرقية للأردنrlm;..rlm; ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن حق العودة ظل في الضمير العربي والضمير الفلسطيني والضمير الإنساني هو عنوان الحل الجذري للمشكلة الفلسطينيةrlm;.rlm;

وظني أن ما عجزت عنه إسرائيل بمساعدة القوي الكبري علي مدي يزيد عن نصف قرن يصعب الحديث عن احتمال ادراجه كبند للمناقشة في القمة العربيةrlm;.rlm;

بل إنني أقول إنه يتحتم أن يذهب الملوك والرؤساء العرب الي الرياض وهم مجمعون علي أن حق العودة هو البند المحظور في القمة العربيةrlm;.rlm;

واذا كانت المشكلة الفلسطينية قد نشأت بوعد بلفور وزير خارجية بريطانيا عامrlm;1917rlm; لليهود لإقامة دولة يهودية علي أرض فلسطين مجسدا صحة المقولةrlm;:rlm; لقد أعطي من لا يملك وعدا لمن لا يستحقrlm;,rlm; فإن من غير المعقول أن يسجل التاريخ علينا إن من يدافعون عن الحق قد فرطوا فيه دون موافقة أصحاب الحقrlm;!rlm;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف