جريدة الجرائد

الحريري قلقٌ من محاولات النظام السوري تعطيل الحلّ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجمعة 23 مارس 2007


ساركوزي يؤكد "ضرورة" المحكمة وجعجع ينقل عن صفير دعمه المطلق لها
ويدعو برّي الى "التصرّف كحَكم"

السنيورة يحذّر من "تشريع" توجّهات انقلابيّة تطيح الدستور

على مسافة أربعة أيام من انعقاد القمة العربية في الرياض، وفي انتظار ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، يختتم الأسبوع على مجموعة مؤشرات تحمل دلالات من شأنها إبقاء الأفق مفتوحاً على كافة الاحتمالات.

في المعطى الأول، ان رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري لا يخفي، وبحسب ما نقل عنه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز، "قلقه من النفوذ الذي تمارسه سوريا على المفاوضات (القائمة بينه وبين الرئيس نبيه بري) وعلى الحياة السياسية اللبنانية بشكل عام، وتخوفه من أن سوريا القلقة على موقعها، والتي تبدو ملاذاً للإرهاب، ستتصدى لأي نهاية ناجحة لهذه المفاوضات". ولفت هاولز الى أن تقويم الحريري "كان تقويماً متشائماً لإمكان قيام استقرار وتوافق في المستقبل(..)".
السنيورة
بالتزامن، وفي المعطى الثاني، مواقف بارزة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي لفت الى "أننا في أزمةٍ كبيرة"، لكنه جدد تأكيد دعوته الى "الحوار والعودة إلى منطق المؤسسات" سبيلاً للخروج من الأزمة، معلناً تأييده الحوار "دون شروط مسبقة، شرط ألا يؤدي إلى نتائج تعطل الدستور وتطيحه".
الرئيس السنيورة نبّه الى "ان الظروف التي يمر بها لبنان بالغة الخطورة والأهمية، والخروج من الأزمة بات يتطلب جهداً كبيراً لتجاوز ما حصل ويحصل". وعزا سبب ما حدث الى "الخروج على الدستور وعلى النظام الديموقراطي ومؤسساته"، معرباً عن أسفه "لأن البعض كان يمارس سياسة بوجهين: وجه القبول بالنظام الديموقراطي ووجه التلطي خلف الخيار الديموقراطي، ولكن في اللحظة التي لم يعد ينفع فيها التلطي والاختباء والمواربة كانت القطيعة الداخلية بالخروج على المؤسسات ورفض الحوار واعتباره خديعة لا طائل من ورائها".
ورأى أنه "ليس مجدياً تخريب الموجود دائماً والعودة إلى نقطة الصفر أو الإرغام على أعراف غير دستورية مثل أعراف الوصاية أو بدعة الاعتصام اللانهائي في وسط بيروت، وكلها تناقص أسس نظامنا الديموقراطي"، وقال "لقد تظاهر إخوان لنا واعتصموا منذ أكثر من مئة يوم وقلنا لهم إننا نرحب بتعبيرهم عن رأيهم بالرغم من أن اعتصامهم ليس خطوة قانونية وهي من خارج المؤسسات الديموقراطية، وفي المقابل، فإن مجرد تحرك مجموعة من نواب منتخبين من الشعب إلى قاعات مجلس النواب للمطالبة بجلسة عامة ولممارسة دورهم اعتبر البعض أن تحركهم يشكل استفزازاً وخروجاً عن الأصول"، منبهاً الى أن "ما نشهده هو محاولة لتشريع توجهات انقلابية تطيح بقيمنا الديموقراطية عبر وسائل رفضناها سابقاً ونكرر اليوم أننا لن نخضع لها (..)".
ثالثاً، وفي أول زيارة له الى الصرح البطريركي اثر عودته من العاصمة الفرنسية حيث التقى الرئيس جاك شيراك، لفت رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير الى المؤتمر الصحافي الأخير لبري، فرأى أنه "كتير حلو، ولكن فيه مشكلة وحيدة أنه غلط"، وقال إنه "أفقد نفسه صفة الحكم"، وتمنى عليه "ان يستدرك ويعود لتأدية دوره كحكم لأننا في حاجة الى هذا الدور"، مضيفاً "انهم يحضرون منذ اليوم لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية بواسطة طروحات كاعتماد الثلثين".
جعجع شدد على وحدة قوى 14 آذار وأن النائب الحريري "يفاوض انطلاقاً من ورقة عمل مشتركة" لهذه القوى، وعلق على ما يثار عن صفقة على حساب المسيحيين بالقول إن "من يفكر هكذا عقله صغير"، وأعلن أن "ما يقوله البطريرك صفير حول المحكمة هو أننا أصبحنا تحت مستوى الدرك ولا نستطيع إقرارها في لبنان وهو مع المحكمة بالمطلق"، ونعى "ميثاق الشرف"، وسأل أين هو هذا الميثاق، وقال "نحن من جهتنا كلمتنا وحدها تكفي وأعطينا كلمتنا في هذا الخصوص. ولكن للأسف الذين وقّعوه رأينا ماذ فعلوا بعد أيام عدة (..)".
ساركوزي
في المعطى الدولي، مواقف للمرشح للرئاسة في فرنسا نيقولا ساركوزي، الذي أعلن أن لبنان سيكون أولوية بالنسبة اليه في حال فوزه، وأنه "لا يمكن الابتعاد عن الكلام مع سوريا"، لكنه سأل هل هذه الأخيرة "جاهزة لأن تصبح محاوراً جدياً"، معتبراً "حزب الله" "ميليشيا مسلحة خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية وهو يتقيّد بأوامر ومصالح سوريا وإيران".
ساركوزي أكد في مقابلة صحافية أن قيام المحكمة الدولية "ضرورة"، وقال "إن جرائم بشعة وجبانة كالتي أودت بحياة الرئيس رفيق الحريري وحياة الوزير بيار الجميّل يجب ألا تبقى بلا عقاب"، معتبراً أن "العدالة ليست خياراً وإذا تحولت قضية المحكمة الى مادة خلافية فذلك لأن هناك عدداً قليلاً من الناس داخل لبنان وخارجه لا مصلحة لهم في كشف القتلة (..) وإذا كان البعض يعارض إنشاءها فذلك لأن حملة واسعة من الأضاليل سعت الى جعلهم يعتقدون أنها لن تكون نزيهة (..)".
بيلليغريني
في غضون ذلك، أعلن القائد السابق لقوات الطوارئ الدولية في لبنان "اليونيفيل" الجنرال آلان بيلليغريني من باريس أن التهديد "الرئيسي" في لبنان "ليس حزب الله بل المجموعات الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة". وقال "حين يفكر المرء في التهديدات في لبنان يفكر في حزب الله، ولكن أعتقد أن الوضع اليوم ليس على هذا النحو، التهديد هو التهديد الإسلامي، إنهم هؤلاء المرتبطون بالقاعدة، المجموعات الصغيرة السنية"، مضيفاً "نعلم بوجود مجموعات لا تريد الخير، نعلم تقريباً مكان وجودها، نعلم أنها في صدد إعداد خطط لإلحاق الضرر باليونيفيل (..)".
مسلسل العبوات
وغير بعيد، برز تطور أمني خطير، ويحمل غير دلالة ومعنى، تمثل بالعثور داخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت على عبوة من المواد المتفجرة، على مقربة من مكان انعقاد الجمعية العمومية لعمال ومستخدمي الجامعة، وقبله بساعات معدودة.
وأوضح رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور مارون كسرواني "أن زنة العبوة 200 غرام وهي من مادة "تي ان تي" كانت موضوعة في كيس ورقي في باحة قاعة عصام فارس"، وقد عملت القوى الأمنية على تفكيكها.
كذلك تلقت القوى الأمنية اتصالاً هاتفياً من فتى مجهول الهوية أفاد بوجود عبوة داخل ثانوية جبران في منطقة بئر حسن، تبين اثر الكشف أن الاتصال كاذب.
مواقف داخلية
في هذه الأثناء، أعلن أمين سر "حركة اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطا الله أن أي اجتماع لقوى 14 آذار "محكوم ببرنامج 14 آذار المبني على الثوابت الوطنية". واعتبر أن "حجم الانفعال والسلبية الذي تمثل برد الرئيس بري على ما قام به النواب لا يصب في جوهر منطق عمل المؤسسات الدستورية". وسأل "ما الذي لسع بري في مشهد النواب في المجلس في بداية الدورة العادية؟"، فيما أعلن القيادي في حركة 14 آذار النائب السابق فارس سعيد دعم الحركة حوار بري ـ الحريري، مشيراً الى أنها "مع تسهيل مرور المحكمة الدولية ومناقشتها على قاعدة ألا يعطى لأي حزب أو لأي طائفة أو لأي تجمع سياسي الثلث المعطل (..)".
"حزب الله"
في المقابل، لفت "حزب الله" على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى أن ما يسمى "معارضة" قدمت "أقصى التنازلات الممكنة"، معتبراً أن ما طرحه الرئيس بري "هو الجاهز والمطلوب (..)".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف