جريدة الجرائد

تنظيم القاعدة: العودة الثانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


جاسون بيرك - الاوبزرفر

في عيد ميلاده الأربعين، أهدى أتباع أسامة بن لادن لقائدهم حصاناً فحلاً. وقاد بن لادن، الفارس المتمرس، وبالرغم من مشاكل الظهر لديه، ذلك الحصان لساعات في الاراضي الزراعية المغبرة والتلال المحيطة بقاعدته الى الشمال من مدينة جلال اباد الافغانية الشرقية.

في العاشر من هذا الشهر، بلغ زعيم القاعدة سنته الخمسين. ومن غير المرجح ان تكون المبادرة المذكورة قد تكررت، إذ أمسى معظم الرجال الذين أهدوا زعيمهم ذلك الحصان وقد طواهم الموت. وتم تفكيك "القاعدة" بحيث باتت اي جولة اخرى على الحصان محفوفة بمخاطر التعقب والانكشاف والتعرض لضربة صاروخية. ومع ذلك، وبالرغم من افتقاره الى الأحصنة والأتباع المخضرمين، يظل بن لادن بعيداً عن أن يكون قد بلغ نهايته. وفي الحقيقة، وبعد تسع سنوات من إعلانه الحرب على الغرب، وبعد خمس سنوات ونصف السنة من هجمات الحادي عشر من ايلول - سبتمبر 2001، يظل الزعيم حاضراً، كما كان دائماً، على المسرح الدولي. ومرتبط، عن حق أو غير ذلك، بالعنف المنتشر في أرجاء المعمورة.

كان الحديث يدور مؤخراً عن صلة ما للقاعدة بموجة التفجيرات الدموية الاخيرة في العراق. كما استرعت محاكمة خالد شيخ محمد, احد قادة المجموعة الارهابية والذي خطط اصلاً لهجمات الحادي عشر من ايلول، استرعت انتباهاً اعلامياً واسعاً باعترافه بأنه المفكر والمدبر للهجمات. وفي المملكة المتحدة، ماتزال تجرى سلسلة من المحاكمات لأعضاء مليشيات اسلامية مزعومة، بعضهم متهم بأن له صلات مع اقرب المتعاونين مع بن لادن. وفي افغانستان، حيث تتصاعد الخسائر البريطانية في كل اسبوع، تفتخر مليشيات طالبان بالقوات التي جمعتها لتنفيذ "الهجوم المضاد في الربيع". ويستمر التطور المستمر لظاهرة القاعدة في ادهاش، لا بل وإقلاق راحة- اولئك المنوطة بهم مسؤولية الحفاظ على أمننا. ويكشف تحقيق اجرته الاوبزرفر، والذي شمل ساعات من المقابلات التي أجريت وجهاً لوجه مع مسؤولين حكوميين حاليين وسابقين ومسؤولين عسكريين وخبراء ومحللي استخبارات في افغانستان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمغرب بالاضافة الى مصادر تم الاتصال معها في عشرات الدول الاخرى بما فيها الولايات المتحدة والباكستان، يكشف هذا التقرير عن الأسباب ويميط اللثام عن الحقيقة المرعبة لطبيعة التهديد المتغير.

يقبع المعسكر عالياً في الجبال بالقرب من مدينة خوست، في نهاية طريق وعرة قذرة على الحدود مع الباكستان. وليس فيه الكثير لتفحصه العين، بضع مبان طينية وبعض الخيام التي تظهر بالكاد في الصور التي تلتقطها الاقمار الاصطناعية، والتي يمضي خبراء الاستخبارات الغربية ساعات في دراستها. بل إنه موقع لا اسم له، لكنه يشكل الرمز لإعادة نهوض "النواة الصلبة" او "المقر الرئيسي" للقاعدة، والتي باتت تشكل، وفق محللين، "خطورة اكبر من مما كانت عليه في أي وقت مضى".

ذلك المعسكر هو مركز تدريب يديره فريق مختلط من المدربين وجامعي التبرعات والايديولوجيين الافغان والعرب والباكستانيين، وهو واحد فحسب من ست منشآت أقيمت في الأشهر الثمانية عشر الماضية. وفي هذه المعسكرات بالذات، كما علمت الاوبزرفر، يعتقد بأن عشرات المواطنين البريطانيين قد تلقوا التدريب ثم أرسلوا الى افغانستان للقتال خلال الأشهر الاخيرة. وقد ذكر أن عدد أولئك الرجال الذين يتحدر معظمهم من عائلات لها صلات قوية بالباكستان يتراوح بين عشرين إلى ثلاثين رجلاً بالرغم من شح التفصيلات. وقد تعقبت الأجهزة الامنية هؤلاء الاشخاص حتى المعسكرات التي يقع معظمها في الجانب الباكستاني من الحدود، ثم فقدت آثارهم.

ربما يكون هؤلاء الرجال قد قضوا نحبهم خلال القتال او انهم لا يزالون يقاتلون الاميركيين او البريطانيين او غيرهم من قوات دول الناتو في افغانستان، وربما يكونون "في طريق العودة الى الوطن" كما تقول مصادر في الولايات المتحدة وفي المملكة المتحدة وجنوب غرب اسيا. وتضيف المصادر "اننا نأمل بأن يكونوا قد قتلوا، وسيكون من الأفضل لو أنهم نسفوا أنفسهم هناك بدلاً من هنا".

هؤلاء الرجال، حالهم حال المعسكر، هم جزء من موجة جديدة من نشاط القاعدة الذي اذهل الأجهزة الامنية. وبالإضافة إلى مسألة المجندين البريطانيين الذين يعتقد بأنهم ربما قتلوا في افغانستان، كشف تحقيق الاوبزرفر عما يلي:

- تعتبر بريطانيا عالمياً الدولة "الأكثر عرضة لتهديد بتلقي هجمات إرهابية رئيسية خارج الشرق الاوسط او جنوب شرق اسيا، نظراً لدعمها القوي للسياسات الاميركية الخارجية، وتوفرها على قابلية وصول اسهل مقارنة مع الولايات المتحدة، وصلاتها التاريخية القوية مع باكستان مما يسمح لمئات الآلاف من الرعايا البريطانيين بالسفر إليها فعلياً كل سنة دون مراقبة. وبالرغم من ان أقلية ضئيلة فقط تعتبر متورطة في امور عسكرية، فإن سهولة الوصول الى بلد من جهة بريطانيين يتحدثون الاوردية تشكل مزية ضخمة لاولئك المنكبين على العنف.

- اعادت القاعدة تأسيس "مركزها العصبي" في المناطق القبلية التي ينعدم فيها القانون في غربي الباكستان، وتعتبر الأجهزة الأمنية الآن هذا البلد "مركز جذب" للقاعدة و"ميدان المعركة الحاسم" في السنوات المقبلة.

- على عكس ادعاءات الحكومة البريطانية المعلنة، يعتقد كل مصدر تحدثت معه الاوبزرفر، سواء كان رسمياً ام غير ذلك، وفي بريطانيا وغيرها، بأن حرب العراق ضاعفت من حجم التهديد الموجه للمملكة المتحدة بشكل خاص وللغرب عموماً. وقال متخصص بريطاني حكومي في مكافحة الارهاب "ان ذلك جزء كبير من المشكلة". ومع ذلك، وعلى عكس التقارير المبالغ فيها، فإنه يقال إن عدد الغربيين الذين ذهبوا الى العراق بغرض القتال لا يعدو "حفنة" تعد على الأصابع.

- تبقى الهجمات الرئيسية المنسقة على البنية التحتية الحساسة للدول الغربية، مثل نفق القنال او طائرات الركاب، تبقى في اطار "قدرة وطموح" المسلحين المقربين من قيادة القاعدة، والذين يعملون بشكل مستقل ويخططون على نحو نشط.

- تعتقد كافة المصادر التي جرت استشارتها بأن اسامة بن لادن مايزال على قيد الحياة. ومع ذلك، فإن موته سيشكل "القليل من الفرق العملياتي" كما يقول المحللون، وربما يفضي الى إلحاق ضرر بـ"التنظيم" ولكنه لن يلحق ضرراً بـ"الحركة".

- أعرب الجميع عن الاعتقاد بأن الصراع ضد الارهاب الاسلامي آخذ في النمو، وانه سيستمر "لعدة عقود".

يقسم محللو الحكومات الغربية الآن القاعدة الى ثلاثة عناصر: الاول هو "نواة صلبة" تتكون من القادة المعروفين جيداً مثل ابن لادن وايمن الظواهري شريكه المصري المولد، في افغانستان. ويعتقد مسؤولون أمنيون بان اتخاذ القرارات، وكذلك التخطيط للعمليات الرئيسية، يتمّان على مستوى جديد من "الإدارة المتوسطة"، والمنكبة على تدريب المتطوعين الذين يصلون الى الباكستان وعلى تنسيق كل من الدعاية والهجمات بالقنابل حول العالم.

وكان مصدر امني قد قال "ان تنظيم القاعدة، بوصفه شبكة فعالة ذات قدرات تقنية، وذات سلاسل من القيادة تفضي الى باكستان من عدة اماكن، هي كائن شديد الحيوية وبحالة جيدة ومستمرة في التخطيط"، واضاف "إن هذا مفاجئ جداً جداً لنا على ضوء الضرر الذي منيت به، لكنها تنظيم بالغ المرونة".

الى ذلك، قال مسؤول في المملكة المتحدة ان ادارة المستوى المتوسط رغم أنها تتكبد خسائر في الغالب، نظراً لاعتقال اشخاص رئيسيين فيها أو تعرضهم للقتل، "فإن أقصر مدى عمر متوقع في العالم لا بد وان يكون عمر الذي يتولى مهمة مدير الاتصالات الخارجية في القاعدة. ولكن، ليس ثمة نقص في الوجوه الجديدة لملء الفراغ". فيما قال مصدر اميركي "اننا نشهد جيلاً جديداً كلية من المليشيات".

اما العنصر الثاني فهو "شبكة الشبكات" التي تعرف بأنها سلسلة من المجموعات المرتبطة بالنواة الصلبة للقاعدة في العراق وفي امكنة اخرى من الشرق الاوسط، كما وبشكل متزايد في بعض دول شمال افريقيا. وتتمع هذه "الفروع المرخصة صاحبة الامتياز" بصلات مع اشخاص داخل الدول الاوروبية الغربية، وخاصة مجموعة السلفيين التي تتخذ من الجزائر مقراً لها، وينظر اليها على انها تشكل تهديداً محتملاً رئيسياً. ويرى محللون ان "ثمة تلاقياً واضحاً، عملياً وايديولوجياً، فيما بين مجموعات المليشيات على مستوى كوني، مع تنسيق متسارع الوتيرة فيما بينها.

في الغضون، قال خبير يتخذ من الدار البيضاء مقراً له "ان هناك تعاقداً من الباطن خاصاً بتوزيع المهمات"، اذ أنيطت بمجموعات في المغرب مهام توفير اللوجستيات الخاصة بمجموعات في امكنة اخرى، في اسبانيا على سبيل المثال. وعليه، ومثل الشركات متعددة الجنسيات، تعمل القاعدة على "تفريغ المهام الرئيسية من مركزها، وتشكل فرق قيادة في المدن الرئيسية.

وهكذا، فإن المسؤولين في باريس لم يتفاجأوا باعتقال مسلحين فرنسيين عائدين من العراق، واللذين زعم بأنهما كانا يخططان لتنفيذ ضربة في ايطاليا. ويقول كريستوف تشابود رئيس وحدة تنسيق مكافحة الارهاب في فرنسا إن فكرة "خطِّط هنا لهجوم، ونفذه في بلد آخر، واختبئ في بلد ثالث، هي شيء منطقي جدا".

وقال مسؤول باكستاني "ان الحواجز الوطنية تتهاوى على جانب الطريق. فبمجرد أن تكرس مجموعة نفسها للجهاد في كشمير او افغانستان، فإنه يصبح لديها الآن اجندة واشتباك اوسع بكثير". ولما كانت المجموعات الكشميرية تتمتع بتواجد كبير في المملكة المتحدة، فإن هذه الوحدة المتنامية تمارس تأثيراً كبيراً على الأمن المحلي البريطاني.

وبما ينطوي على مغزى، فإن طالبان في افغانستان لا تعتبر مرتبطة بشكل وثيق مع النواة الصلبة للقاعدة، بالرغم من وجود تنسيق مؤقت بين مختلف المجموعات التي تشكل حركة التمرد، بما في ذلك تحويل المعرفة التقنية والتكتيكية والاموال. ووصف مصدر مدني في كابول الصلات بين المسلحين الافغان والعراقيين بأنها "هزيلة".

واضاف المصدر نفسه "ذكر ان الافغان تعلموا مهارات صنع القنابل من العراقيين. لكنهم متقدمون عليهم كثيراً، في بعض المسائل مثل تصنيع الصواعق، وليسوا بحاجة إلى التعلم. ولم يكن سوى اثنين من اصل 140 مفجرا انتحاريا ممن قضوا في افغانستان منذ اواسط عام 2005 يتحدرون من خارج افغانستان وباكستان او من الجماعات الافغانية والباكستانية التي تعيش في الخارج".

وقال المصدر "ربما يضم هؤلاء باكستانيين بريطانيين، لكن من الصعب الجزم بذلك بعد وقوع التفجير". وقد عرّف بعض المفجرين الانتحاريين على انهم اقارب اشخاص كانوا قد قتلوا بسبب غارات جوية شنها الائتلاف وانهم كانوا يثأرون لهم.

ومع ذلك، تعتقد مصادر عسكرية افغانية ان بن لادن نفسه يستغل صلاته عبر الاقتران مع شخصيات بارزة في طالبان مثل الملا محمد عمر لتعزيز أمنه. وقال احد المسؤولين الافغان "ان يكون جزءاً من شبكة قبلية فذلك يجعله اكثر امنا". ورغم ان البعض يعتقدون بأن بن لادن والظواهري يوجدان في مقاطعة كونار الافغانية الشمالية، فإن الاجماع يذهب إلى أنهما يقيمان في منطقة اقصى إلى الجنوب، ربما في الجبال الى الجنوب من خوست، للحيلولة دون تقطيع اوصال التنظيم من خلال ضربة واحدة. الى ذلك يعتقد العديد من المحللين بأن ابن لادن بدلا من المراوحة في مكانه "قد وجد جحرا وانه انزوى فيه"، لكن أحداً لا يستطيع احد الجزم بذلك. ويقول ضابط سابق في الاستخبارات الاميركية - السي .اي . ايه "ان الحصول على معلومات حول اماكن تواجد بن لادن مؤخراً او عن حالته الصحية هي واحدة من السلع النادرة في العالم".

اما العنصر الثالث لـ"القاعدة Mk2" كما يقول مسؤولون امنيون، فهو الايديولوجية. حيث عملت هذه الأيديولوجية على تحريك آلاف الشباب المسلمين من طائفة واسعة من الخلفيات في انحاء العالم خلال السنوات الخمس الاخيرة. ويقول محللون الآن ان تحويلهم الى راديكاليين بات يحدث بوتيرة اسرع بكثير بمساعدة الانترنت. وقال مسؤول استخباري غربي في هذا الصدد "اننا نتحدث عن مجموعة من الشباب تقرر فعل شيء ما في ويست يوركاشير او باريس او الدار البيضاء او مونتريال.. لكنها ما تزال مجموعات غير ناضجة".

لكن باستطاعتها ان تكون فعالة بشكل مرعب. وطبقا لتشابون، فإن اكبر مصدر للخطر هو "المتطرف الذي يترعرع في الوطن". ويشير مسؤولون بلجيكيون الى مراهق اعتقل مؤخراً، والذي "تسلسل من التورط الى الالتزام التام بتنفيذ هجوم انتحاري" خلال فترة بضعة اسابيع، كان فيها "وحده مع جهاز حاسوب في غرفة نومه". والى ذلك، يتحدث مسؤولون بريطانيون عن مشتبه فيهم جد فتيين إلى درجة "ان 11 سبتمبر يعتبر من الناحية الفعلية من ذكريات ايام الطفولة"، والذين يجري تحويلهم الى راديكاليين عبر دعاية "ذكية وفعالة"، واتصالات مع اشخاص اكبر سناً. وقال مسؤول في المملكة المتحدة "ان من الصعب اختراق غرف نوم المراهقين".

يلعب تفكير الجماعة دورا رئيساً. وقال مسؤول رفيع المستوى في محاربة الارهاب "في سياق تعزيز كل طرف لرؤية الآخر تجاه العالم، فإن هناك تحولاً في فهم ما هو طبيعي ومقبول". ووصف احد مسؤولي الفريق حول مشاعر المتشددين في طورهم الجنيني، والتي عادة ما تتشكل لدى الجيل الثاني او الثالث من المهاجرين على نحو: "انا غير سعيد، ولدي مشكلة هوية، وعندي الكثير من الهرمونات الجنسية، ولي اقران يشعرون بنفس الطريقة".

ليس الاشخاص الافقر هم الذين يستدرجون نحو الانخراط في الميليشيات. ذلك أن السمة المعيارية هي ان يكون الشخص ذكراً في اواسط العشرينيات من العمر، وغالباً ما يحمل شهادة جامعية، ومن نسل والدين هاجرا غالباً من جنوب غرب آسيا او افريقيا الشمالية الى الغرب. وهناك ايضا عدد متزايد ممن غيروا دينهم. ومع ذلك، وفق مسؤول الوايت هول "فإنه لا يوجد شخص بمفرده شكل خطراً رئيساً هنا في السنوات الاخيرة لم يكن قد تحول الى متطرف بشكل رئيسي في المملكة المتحدة". الى ذلك، استنتج محللون حكوميون بريطانيون وفرنسيون ان "عامل X" الحاسم الذي يغير الشباب الغاضبين الى ارهابيين قتلة، انما يتأتى مما وراء البحار.

وفي الاثناء, قال مصدر امني اوروبي غربي رفيع المستوى "بدا لبضع سنوات وكأن نواة القاعدة قد دمرت ككائن فسيولوجي اصيل بحرب عام 2001، وان كل ما يتبقى هو افكارها بالرغم من انها كانت قوية، الا اننا نشاهد حالياً عنصر النواة وهو يعود كقوة رئيسية. وهم يستطيعون توفير الشرعية والتوجيه الحاسمين اللذين يحتاج اليها المتطوعون".

يشير محللون الى الرحلات التي قام بها محمد صديق خان، قائد مخططي هجمات القنابل في لندن يوم السابع من تموز - يوليو الى الباكستان، حيث يعتقد انه قابل شخصيات كبيرة في تنظيم القاعدة. وقالت المسؤولة في قوة إم آي 5 البريطانية السيدة اليزا ماننغهام-بولر في كلمة لها في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي، ان المخططات الارهابية في بريطانيا "غالباً ما يكون لها صلات ترجع الى القاعدة في باكستان"، مضيفة أن القاعدة "تعطي من خلال تلك الصلات الارشاد والتدريب لجنودها المشاة البريطانيين في جزئهم الضخم والمتنامي على نطاق واسع ومتنام".

إن حقيقة ان اشرطة الفيديو التي تظهر شعار الصباح، بيت الانتاج للقاعدة، قد باتت تظهر الان بعيد ايام من وقوع حادث بدلاً من ان تستغرق اسابيع كما فعلت مرة في السابق، إنما تعزز الفكرة القائلة بأن "النواة الصلبة" للقاعدة قد اعيد بناؤها في الملاذات التي اسستها في التلال الوعرة من شمالي غربي الباكستان.

انه التفاعل المتطور باستمرار بين العناصر الثلاثة - النواة الصلبة، وشبكة الشبكات، والايديولوجية - هو ما يجعل التنظيم مرناً بهذا الشكل. وفي السنة الماضية، وصف نائب مساعد المفوض بيتر كلارك رئيس فرع مكافحة الارهاب في البوليس الدولي - الانتربول، ذلك التهديد الذي شكله الارهاب البريطاني ذي الصلة بالقاعدة بأنه "حقيقي ومميت ودائم". وتقول كافة المصادر ان المشكلة لن تطوى قريباً. وقال مصدر بريطاني رفيع المستوى "البعض يتحدثون عن كفاح على مدى جيل، وهو أمر يستغرق ثلاثين عاماً. لكنني اعتقد بأن هؤلاء متفائلون بشكل كبير".

قبل عشرة اعوام، عندما كان بن لادن يمتطي حصانه عبر التلال الافغانية، كان القليل فحسب من الدوائر الخارجية المتخصصة قد سمع به. والآن، أصبح من اكثر الاشخاص المعروفين تماما على وجه الكوكب. وهو ربما ما يشكل، بالنسبة له على الأقل، افضل هدية عيد ميلاد.

الشخصيات الرئيسة

- اسامة بن لادن

متهم بالوقوف وراء التخطيط لهجمات الحادي عشر من ايلول / سبتمبر 2001. وكان قد اتهم بالضلوع في تفجير السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا وبالهجمات في عام 2000 على المدمرة الاميركية الحاملة للصواريخ الموجهة يو. اس. اس كول. وكان آخر تأكيد بمعاينته في افغانستان عام 2001.

- ايمن الظواهري

ينظر الى المصري ايمن الظواهري على انه المفكر الاستراتيجي للقاعدة. وكان الشخصية الرئيسية في حركة الجهاد الاسلامي التي اندمجت مع القاعدة.

- سيف العدل

ضابط سابق في الجيش المصري. وكان مسؤول الأمن الرئيسي عن بن لادن وأدار برامج التدريب في القاعدة.

- ابو محمد المصري

المصري ذو الخامسة والاربعين عاما الذي ادار معسكرات التدريب في افغانستان.

الذين يعتقد بأنهم ماتوا:

- ابو مصعب الزرقاوي

اردني ذاع صيته السيئ كقائد للمجموعات الاسلامية المسلحة في العراق. قتل خلال غارة جوية اميركية على منزل كان يتخذه ملجأ في حزيران / يونيو 2006.

- محمد عاطف

القائد العسكري للقاعدة الذي قتل خلال غارة جوية اميركية بالقرب من كابول في عام 2001.

معتقلون في السجون:

- خالد شيخ محمد

ألقي القبض عليه في الباكستان في عام 2003 وحوكم في غوانتنامو واعترف بمسؤوليته عن تفجيرات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001 وغيرها من العمليات التي نفذت ضد اهداف اميركية وبريطانية وغيرها. من مواليد الباكستان، وكان قد انضم الى القاعدة في اواسط التسعينيات من القرن الماضي.

- رمزي بن الشيبة

سيحاكم كمخطط رئيسي لهجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر. وكان موظف البنك اليمني السابق هذا قد اعتقل في كراتشي في الباكستان في عام 2002.

- ابو زبيدة

سعودي من اصل فلسطيني. ادار اللوجستيات لمعسكرات بن لادن في افغانستان. ادين في الهجوم على المدمرة يو. اس. اس. كول. ألقي القبض عليه في الباكستان وسيمثل امام المحاكمة.

- علي عبدالرحمن الغامدي

يقال انه زعيم القاعدة في المملكة العربية السعودية. يشك في انه وقف وراء تفجيرات الرياض في عام 2003، وقد سلم نفسه للسلطات السعودية في اعقاب هذه التفجيرات.

تاريخ المنظمة الإرهابي:

1998: اسامة بن لادن يعلن الحرب على الغرب ويفجر سفارتين اميركيتين في افريقيا.

2000: القاعدة تهاجم سفينة حربية اميركية في اليمن.

2001: هجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر.

2002: تفجيرات في بالي في اندونيسيا.

2003: تفجيرات في كزابلانكا - الدار البيضاء في المغرب.

2004: تفجيرات في مدريد تقتل مئتي شخص.

2005: اكثر من خمسين شخصا يقتلون نتيجة لانفجار اربع قنابل في لندن يوم السابع من تموز/ يوليو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف