الدليمي: عملاء إيرانيون حاولوا خطف صدام قبيل إعدامه
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد ـ ضياء السامرائي
كشف رئيس هيئة الدفاع عن صدام المحامي خليل الدليمي عن مخطط لاختطاف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد أن سلمته القوات الامريكية الي حكومة المالكي ونقله الي ايران.
وقال الدليمي في أول مقابلة صحافيه مطولة له بعد تنفيذ عملية اعدام الرئيس الراحل صدام حسين كانت النية مبيتة لاختطافه والذهاب به حيا الي ايران، لكن القوات الامريكية تنبهت بعد ان لاحظت احاطة المبني ببعض الاشخاص .
هل تم بالفعل حل هيئة الدفاع؟
لم يتم حل الهيئة وانما تم حل فريق الدفاع وهناك فرق بينهما، فهيئة الدفاع تضم اكثر من 1750 محاميا من العراق تم تأسيسها داخل العراق بعلم صدام حسين وتم اختياري رئيسا لها.
ولا أملك أنا ولا اي من زملائي حلها وستبقي تعمل في ذات الجهد والعطاء الذي قامت به مع الرئيس في الدفاع عن اكثر من 55 معتقلا عراقيا في السجون الامريكية في العراق وهم بحاجة الي عمل متواصل ليتم فضح عمل المحكمة والمخالفات التي ترتكبها لابسط معايير حقوق الانسان والمحاكمة العادلة.
أنت تتحدث عن الصفات الرمزية والاعتبارية والتاريخية للوكالات ولا تتحدث عنها بصفاتها القانونية اليوم؟
بالتأكيد، سنعتز بها وسيعتز بها من بعدنا اولادنا وأحفادنا، وكل العشائر والجنسيات التي ننتمي لها.
بالنسبة الي المعتقلين الاخرين فان قضية طه ياسين رمضان تصبح اليوم في المقدمة فالي اين تذهب هذه القضية؟
كما تعلم ويعلم الجميع فاننا واثناء عملنا في قضية الاعتقالات وعلي رأسهم صدام فقد كانت لنا اهداف اساسية وعلي رأسها محاولة جر هذه المحكمة غير الشرعية وغير الدستورية وتصحيح مسارها الا انها مصممة بصورة هزلية علي الالتزام بالجانب السياسي ولا علاقة لها بالقانون، وبهذا فقد تحول واجبنا كمحامين الي مستويين وهما بعلم صدام والاتفاق معه، اما المستوي الاول فهو فضح المحكمة من داخلها فالمحامي لا يستطيع ان يتعرض ويتعرف علي مخالفات المحكمة ومن ثم يعرف العالم من بعده ذلك الا من داخل قاعة المحكمة وقد نجحنا في ذلك.
صدام كان يعلم منذ اليوم الاول لاعتقاله ان اعداءه يتقدمون نحو اعدامه وابلغ المحامين انه لو كان هناك اشد من عقوبة الاعدام لمارسوها علي وكان مدركا لهذه الحقيقة طوال الوقت وقد قال لنا قبيل النطق بالحكم: أرجو ان تكونوا رابطي الجأش وارجو ان تتفهموا ان الحكم لا يمكن ان يكون اقل من الاعدام، وهذا ما اشار اليه للقاضي في احدي الجلسات عندما خاطبه بالقول: إذا ما أردتم إعدامي فأنا رجل عسكري وأريد أن أعدم رميا بالرصاص .
ما هي المعلومات التي لديكم حول إعدام صدام حسين؟
في يوم 26 /12 اتصل بي ضابط الارتباط الامريكي وابلغني بضرورة تخويل احد المحامين لتسلم اغراض ومقتنيات الرئيس وقد طلب مني ذلك بالهاتف وبرسالة الكترونية، وبدوري اوعزت لزملاء لي عندما كانوا في زيارة الي الرئيس بان يبلغوا الرئيس بهذا الطلب، واوعزت لاحد المحامين بان يقوم بتسلم هذه الحاجيات والمقتنيات وايصالها الي عائلته.
وطلبت ايضا من المحامين بان يزوروه في يوم 28 /12 ايضا وذلك لان الجانب الامريكي رفع عني الغطاء القانوني وقيل لي صراحة انهم لا يريدون ان اقوم بزيارة الرئيس وانهم سيوفرون لي الحماية الامنية ولكنهم وفق تعبيرهم لن يتمكنوا من توفير الحماية القانونية لي. وهي إشارة واضحة بان حياتي في حال ذهبت الي بغداد في خطر، وتوقعت في حينها ان الامريكيين اوعزوا الي وزارة الداخلية العراقية وقاموا بترتيب شيء ما ضدي لا اعلم ما هو. ولكن الرسالة كانت واضحة!
وقد فوجئنا بسرعة التصديق علي قرار الحكم وليس في الحكم ذاته، فقد كنا نعرف ما الذي يتم ترتيبه لصدام. فاللائحة التمييزية لم تقرأ وسلمت قبل سبعة ايام من تنفيذ الحكم، وكذلك عندما اتخذوا قرار الاعدام يوم الاربعاء، ومن المعروف طبيعة اعمال يوم الخميس وخصوصا في العراق فيما اليوم التالي هو الجمعة يوم عطلة وهم في يوم السبت قاموا بتنفيذ الحكم، اي انهم حرموا هيئة الدفاع من حق قانوني وهو طلب تصحيح قرار التمييز، حيث لم يتسن لنا تسليم اللائحة التي يشترط تسليمها باليد. عندما ابلغنا الرئيس لم يتفاجأ واوصي بوصيته المعروفة وقال بالحرف الواحد انني لم اساوم علي نفسي لأحد وثقتي بالعراقيين والشعوب العربية والاسلامية كبيرة، واعلم علم اليقين ان العراقيين سيقومون في نهاية المطاف بطرد المحتلين، وانه اذا ما استمر الامريكان في غيهم فإنهم سوف لن يتمكنوا من سحب قواتهم من العراق بكامل عدتها وعتادها كما فعلوا في فيتنام ، وفي يوم الاعدام ابلغه جنرال امريكي في المطار حيث طلب من الحراس الامريكان الانصراف وبقي معه في غرفته وقال له انك ستعدم بعد ساعات فسأله عما يريد فتوضأ الرئيس وقرأ بعض الايات القرآنية، وبعد ان تناول الطعام اخذوه الي مكان الاعدام في الكاظمية وسلم الي الجانب العراقي، وتم الاعتداء عليه جسديا واستفزازه من قبل المجموعة التي كانت متواجدة في المكان، وكانت النية اختطافه والذهاب به حيا الي ايران، لكن القوات الامريكية تنبهت واحبطت المحاولة قبل التنفيذ.
كيف تلقيت خبر اعدامه.. أين كنت وقتها وماذا فعلت وماذا تقول في طريقة تعاطي صدام حسين مع العملية؟
أولا أنا لم أر الرئيس قبل اعتقاله وكنت اسمع من الذين يعرفونه كم هو شجاع ومتواضع وكريم، ولكن كل الكلام الذي سمعته في هذا الموضوع لا يساوي شيئا من الحقيقة.. إنه رجل استثنائي بكل ما للكلمة من معني. لقد كان شخصا استثنائيا عندما كان رئيسا وكان شخصا استثنائيا عندما كان معتقلا وكان شخصا استثنائيا عندما وقف امام حبل اغتياله.. وأذكر كيف أننا وطوال الوقت كنا كمحامين نستمد جرأتنا وقوتنا منه ومن كلماته.. وهو ما فعله ايضا مع رفاقه لقد شحنهم وشجعهم وخصوصا في الشدائد..
صدام حسين صعد الي حبل المشنقة وهو يقود جميع من في الغرفة.. ألم تر الابتسامة التي اظهرها قبل أقل من دقيقة من اعدامه .. عاش بطلا واستشهد بطلا!
وأنا لم أتلق الخبر فجر اعدامه رحمه الله، وانما قبل ذلك بايام وكما قلت لك فقد طلب مني الجانب الامريكي ان اتسلم مقتنياته واغراضه الشخصية وهو ما كلفت به احد الزملاء بعد منعي من القدوم الي بغداد وتهديدي في حال جئت.
وقد توقعت ان يتم وقف تنفيذ الاعدام عبر المؤسسات الدولية ولكن ذلك لم يحدث.. وربما تعرف انني في ليلة وقفة العيد كنت حتي منتصف الليل في استديوهات الفضائيات التي كانت تتحدث عن توقعاتها حول ما سيجري. واضطررت في اللحظة الاخيرة ان اناشد جميع المؤسسات العالمية والدولية لوقف تنفيذ الاعدام، لأني كنت اخشي علي بلدي وامن المنطقة واستقرارها خاصة بعد احتلال ايران للعراق وتهديدها للامن القومي العربي والاسلامي. وذلك علي عكس ما طلبه مني الرئيس الذي قال لي بعد النطق بحكم الاعدام انه لا يريد من محاميه التماس اي طلب من اي جهة كانت لوقف عملية تنفيذ الاعدام.
وفي تلك الليلة بقيت انا وعائلتي حتي الصباح أمام شاشات الفضائيات .. وأول ما تأكد حدوث الاعدام تملكني الشعور بالغضب الشديد.. بصورة لم أعهدها من قبل.. واتذكر أنني قاطعت الصحافة وكان اول تصريحاتي بعد اكثر من اربعين يوما علي الاعدام وهذه المقابلة هي الاولي بعد عملية تنفيذ الإعدام.
ماذا عن مقتنيات صدام حسين؟ وما هي طبيعتها؟
جميع مقتنيات الرئيس تم تسليمها الي العائلة. وهي عبارة عن ساعته وكتبه وبعض اشعاره وهكذا.
وماذا عن المعطف الأسود التي كان يلبسه أثناء عملية الاعدام؟
حسب علمي، فانه وبعد أن تم دفنه رحمه الله، تم تسليمه الي شيخ العشيرة الذي سلمه بدوره وكامل الملابس التي كان يرتديها الرئيس لحظة اغتياله الي عائلته.
يبدو أنها ستستغرق وقتا طويلا.. ولكن هل بدأت بها؟
حتي الآن لم أبدأ بها وهي خارج الأردن وبعضها في العراق والبعض الاخر في مكان آخر. وهي مذكرات ستسرد قصة صدام حسين منذ العام 1989 وحتي لحظة اغتياله .. استنادا الي ما تحدث به هو نفسه في هذا الموضوع. حيث كنت أول شخص يلتقيه من خارج اطر سلطات الاحتلال بعد اعتقاله وبقيت له النافذة الوحيدة التي يثق بها عاما كاملا قبل ان يبدأ بلقاء باقي فريق هيئة الدفاع.
رغم قرار وتنفيذ عملية الاعدام الا ان هيئة الدفاع نجحت في معركتها الاعلامية ولكن هناك اتهام لكم بانكم كنت تشتغلون بالسياسة ايضا في مقابل الجانب الاعلامي .. ماذا تقول في هذا الصدد؟
منذ أول مقابلة للرئيس قال لي يا ولدي عليك بثلاثة محاور: المحور الاول قانوني وهو اضعف المحاور لان المحكمة سياسية والمحور الثاني اعلامي والثالث سياسي.
يعلم الجميع ان المحكمة سياسية صرفة وهي مقصود ان تكون محكمة انتقام ولكن كان علينا بعد ان يئسنا من توجيه المحكمة الي الوجهة القانونية ان نقوم بفضحها، وقد نجحنا والحمد الله وايدتنا كافة المنظمات القانونية والحقوقية ومنها منظمة هيومن رايتس ووتش واتحاد المحامين العرب الذي كان له دور جيد وكان لنقابة المحامين الاردنيين وبطلها الاستاذ صالح العرموطي دور طليعي.
نحن لم نمارس السياسة بل ولم نكن راغبين بجرنا الي الجانب السياسي ولكنا قمنا بفضح ما يجري من انتهاكات قانونية وقضائية، ولأن المحكمة سياسية ومركبة، واستنادا الي هذا الجانب ظهر وكأننا نتحدث بالسياسة.
الاتهام ليس للدفاع بتناوله الجانب السياسي وانما للمحكمة باسرها انها بتركيبتها وادائها كانت سياسية ولا تمتّ باي صلة للجانب القانوني.
شابَ المحكمة طوال فترة عمرها إرباك وتخبط حتي استقال عدد من قضاتها او اقيلوا ومنهم القاضي رزكار أمين.
هذا القاضي وبعد ان استحال عليه اكمال الدور وبعد ان علم ان المحاكمة ذاهبة الي الاعدام وانه لو حكم بما لديه من معطيات فانه سيقوم بتبرئة صدام حسين من التهم المنسوبة اليه قدم استقالته.. وهو يعرف لو انه لو استمر في المحاكمة وحكم باعدامه كما يراد فانه سيشوه تاريخه الشخصي وهو ما رفضه.
والقاضي رزكار قاض مهني ورغم بعض الاخفاقات والشدة التي تعامل بها مع المحامين، الا انه من عائلة عراقية كردية عريقة ومحترمة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف