السنيورة: لم أخدع أحدا .. سامح الله بري إنه يفسر على ذوقه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قال إن الاتصالات مقطوعة مع لحود ولبنان سيذهب بوفدين إلى القمة
رغم تمسكه بأمل الاتفاق في "الثانية الاخيرة" على تشكيل وفد موحد يمثل لبنان في القمة العربية التي تبدأ اعمالها غداً في الرياض، الا ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة جزم بأن لبنان سيمثل بوفدين في القمة، رافضاً ان يكون مجرد "ضيف" عليها. وكشف ان الاتصالات مقطوعة بين السرايا الكبيرة حيث مقر حكومته والقصر الجمهوري. تحدث الرئيس السنيورة امس امام مندوبين للصحف السعودية في بيروت قبيل توجهه الى الرياض "في اي لحظة". ورد في دردشة جانبية مع "الشرق الاوسط" على اتهامه بـ "خداع الامم المتحدة والشعب اللبناني" في قضية المحكمة الدولية من قبل رئيس مجلس النواب اللبناني في عدد "الشرق الاوسط" الصادر امس، بالقول: "الله يسامحه دولة الرئيس". ورغم ان السنيورة قال انه يرفض الدخول في سجالات مع بري، الا انه اكد ان ما قام به لجهة نشر مشروع قانون المحكمة ذات الطابع الدولي "شرعي ودستوري وقانوني تماماً" معتبراً ان بري "يفسر على ذوقه". الرئيس السنيورة الذي يقسم انه لم يشتر ورقة يانصيب واحدة في حياته لأنه لا يؤمن بالحظ رغم انه كان وزيراً للمال لفترة طويلة واليانصيب احد موارد الخزينة الهامة. يقول: "انا لا اعتمد الا على العمل والجهد، واراهن على عزيمتي واصراري للتوصل الى حلول". لكنه يبدو منفعلاً جداً عندما يتحدث عما تقوم به المعارضة من "تعطيل للبلاد" رافضاً ما يقال عن فتنة سنية ـ شيعية لانه من المؤمنين بـ"الاسلام الواحد لا التشرذم". ويقول: "اختان من اخواتي متزوجتان من شيعيين. انا مسلم وأؤمن بوحدة المسلمين وبالعلاقة الصحية والأخوية بين شتى الطوائف في لبنان...".
وعندما يصل الحديث الى "الملف الايراني" لا يتردد السنيورة في الدعوة الى "مصالحة تاريخية معها" على قاعدة تقبل الآخر، رغم انتقاداته لمحاولاتها "تصدير الثورة والايديولوجيا وتصفية الحسابات على الارض اللبنانية". ويقول: "ما لم يحل خلال 1400 سنة لن يحل الآن، وعلينا ان نقبل بعضنا البعض ونعيش مع بعضنا البعض وان لا نتدخل بشؤون بعضنا البعض". اما المملكة العربية السعودية ـ كما يقول السنيورة ـ "فكانت تقف دائماً الى جانب لبنان. وهناك تاريخ طويل من الصلات منذ تأسيس المملكة وخلال كل العهود، في عهد جلالة الملك فهد تم اقرار اتفاق الطائف وهو انجاز كبير للبنان. وكذلك في عهد الملك عبد الله الذي زار لبنان وأعلن منه المبادرة العربية للسلام، والتي تنم عن فهم واستيعاب حقيقي لحركة التاريخ. ومن يفهم التاريخ يدرك بعد نظر الملك عبد الله في تقديم هذا الاقتراح وأهميته عربياً وإسلامياً. وخطوة اساسية كانت عدم التنازل عنها".
وفي ما يأتي نص الحوار مع السنيورة:
* ما هي المواضيع التي ستتناولها القمة العربية؟
ـ نحن الآن امام مرحلة في منتهى الاهمية، ليس فقط بالنسبة الى لبنان. نحن ننظر الى القمة نظرة ملؤها التفاؤل، ليس فقط المساعدة على معالجة قضايا لبنان، بل للنظر في كثير من المسائل التي تهم الامة العربية ومستقبل العرب والتي لها امتدادات وتداعيات.
هناك موضوع المبادرة العربية، وموضوع حكومة الوحدة الوطنية في فلسطين، وموضوع العراق الذي يشكل جرحاً نازفاً في قلب الامة العربية. وهناك ايضاً موضوع مزارع شبعا ومساعدة لبنان على تحرير ارضه، لأن لبنان خاضع ليس للقرار الدولي 242، بل للقرار 425، وبالتالي عندما انسحبت اسرائيل عام 2000 قالت الامم المتحدة ان كل الاراضي اللبنانية اعيدت، لكننا نقول انه لا تزال لنا ارض محتلة هي مزارع شبعا ويجب ان تكون خاضعة للقرار 425، فيقال لنا انها ارض سورية، ونرد نحن بانها ارض لبنانية الاشقاء السوريون يقولون انها ارض لبنانية، لكنهم يرفضون المبادرة الى تحديد وترسيم هذه المنطقة، الا بعد انسحاب اسرائيل من الجولان وهذه محاولة لجر لبنان الى ان يكون خاضعاً للقرار 242. ومن هنا رغبنا وتمنينا على الاخوان السوريين ان يساعدونا، فلم يكن هناك تجاوب. وهذا ما دفعنا الى اجتراح وسائل جديدة من اجل تحقيق التحرير، فطرحنا النقاط السبع التي وافق عليها مجلس الوزراء اللبناني ووزراء خارجية الدول العربية والقمة الاسلامية والمجتمع الدولي، والتي تقول بوضع هذه الاراضي تحت وصاية الامم المتحدة وبالتالي نحقق التحرير الى ان يبت الامر بيننا وبين سورية.
* هل سيذهب لبنان بوفدين الى القمة؟
ـ لا شك في اني كنت اتمنى وجود وفد واحد، لكن المشكلة هي في المبادرة التي اخذها فخامة الرئيس (اميل لحود) باعتباره ان الحكومة غير موجودة. هذه الحكومة موجودة ولديها اكثرية في مجلس النواب الذي هو السلطة الشرعية. لم تنط برئيس الجمهورية صلاحية تصنيف الحكومة شرعية او لا شرعية. مجلس النواب هو الذي يعطي الحكومة الشرعية او يسحبها منها، وهو المكان الذي يحتكم اليه البنانيون في هذا المجال. وفخامة الرئيس يعلم حق العلم ان لدى هذه الحكومة اكثرية بين اللبنانيين. هذا لا يعني ان الذين قد يخالفون الحكومة قلة، انا قلت ان هناك جزءاً من الشعب اللبناني لديه وجهة نظر مختلفة، لكن هذه هي طبيعة الديمقراطية، لكن الذين يؤيدون الحكومة هم اكثرية. واضافة الى ذلك فان الحكومة تتمتع بثقة المجتمع العربي والمجتمع الدولي.
* يقال ان رئيس الجمهورية يريد ادخال تعديلات على مشروع القرار المتعلق بلبنان، فهل هذه التعديلات تتعلق بالنقاط السبع؟
ـ وهل النقاط السبع تمت الموافقة عليها في ليلة ظلماء لم يكن فيها نور. هذه النقاط تمت الموافقة عليها في جلسة لمجلس الوزراء برئاسة فخامة الرئيس، وهي القاعدة التي بني عليها القرار 1701. وعلى هذه الطاولة كان يجلس وزير الخارجية السوري وقال لي ان ليس لدينا مانع ان تكون مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدة.
* ومن عارض هذا؟
ـ وزير الخارجية الايراني لم يكن محبذا لهذا.
* هل تأمل باتفاق ما في ربع الساعة الاخير؟
ـ انا اتمنى اتفاق الثانية الاخيرة. انا اقول بضرورة التوافق، اما اذا لم يتم التوافق فسنذهب بوفدين.
* هناك من يقول ان الوفد اللبناني الرسمي هو ذلك الذي يرأسه رئيس الجمهورية وانك ستكون ضيفاً على القمة؟
ـ لا اريد ان ادخل في سجالات، ضيف؟ كل واحد يستعمل العبارات التي يريدها. الضيف يدخل الى اجتماعات الهيئة العامة، لكنه لا يدخل الى الاجتماعات المغلقة وهو ما سأفعله.