عاصفة افتخار في باكستان.. ودبلوماسية هدامة في اليابان!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة 30 مارس 2007
قراءةٌ في تداعيات قرار الرئيس الباكستاني إقالة رئيس المحكمة العليا، وانتقادات لرئيس الوزراء الياباني على خلفية مواقفه المثيرة للجدل من موضوع مظالم النساء في الحرب العالمية، ومشاكل حقوق الملكية الفكرية بين الولايات المتحدة والصين ... مواضيع من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية.
باكستان وعاصفة "افتخار":
أفردت صحيفة "تايمز أوف إينديا" الهندية افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على تداعيات إقالة الرئيس برويز مشرف لرئيس المحكمة العليا، القاضي افتخار شودري، والاحتجاجات الشعبية التي أثارها القرار. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس مشرف بات في وضع صعب لا يُحسد عليه، حيث الجهازُ القضائي وجزء كبير من المجتمع المدني مستاءان من إقالة القاضي افتخار، والنشطاء الإسلاميون يسيطرون على شمال غرب البلاد، والكونجرس ووسائل الإعلام الأميركية يدفعان باتجاه وقف المساعدات لباكستان. وتوقعت الصحيفة أنه في حال تصاعدت الاحتجاجات على حكم مشرف، "مثلما هو مرجح"، فأغلب الظن أنه سيجد نفسه أمام خيارين: إما إعلان القانون العرفي والعودة بالبلاد إلى أيام الجنرال ضياء الحق "القمعية"، أو بدء العملية الديمقراطية، مشيرة إلى أن تكتيكات أيام ضياء الحق، الذي توفي في حادث تحطم الطائرة التي كانت تقله، من المرجح ألا تنجح بعد أن ولى زمن الحرب الباردة، وبالنظر إلى الظرفية الدولية الجديدة حيث الانفتاح هو القاعدة، لتخلص إلى أنه من الأفضل بالنسبة لمشرف أن يفي بما قطعه على نفسه عندما وصل إلى سدة الحكم في 1999، ألا وهو الإشراف على عملية انتقال البلاد إلى ديمقراطية حقيقية. وبهذه الطريقة يمكن لمشرف أن يغادر السلطة وسمعته السياسية مصونة.
"الدبلوماسية الهدامة":
كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية لافتتاحية عددها ليوم الأربعاء، في إشارة إلى مواقف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الملتبسة من مأساة "نساء المتعة"، وهن النساء الآسيويات اللواتي يُقال إن الجيش الياباني استعبدهن أثناء الحرب العالمية الثانية من أجل الجنس. الصحيفة قالت إن موقف "آبي" تسبب في عزلة اليابان دولياً، حيث أثار موقفه تنديد حتى واشنطن، بالرغم من علاقة الصداقة القوية التي تجمع البلدين. أمرٌ توقعت الصحيفة أن يشكل "صدمة" للزعيم الياباني على اعتبار أنه "من غير المألوف أن تندد الولايات المتحدة علناً باليابان تحت أية ظروف"، وهو ما يشير إلى أن الموقف الياباني "غير المسؤول" قد تجاوز حدود المقبول حتى من قبل أقرب الحلفاء.
أما موقف الزعيم الياباني المثير للجدل فيتمثل في تلميحه إلى أن "ضحايا رقيق الجنس لم يكنَّ سوى نساء غير مستقيمات، عاديات يقمن بهذا العمل على الجبهات، وأن الجنود اليابانيين لم يكونوا سوى زبائن لهن"، وهو ما اعتبرته الصحيفة "إهانة لكل الضحايا اللواتي عانين الكثير على أيدي الجنود اليابانيين". واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة اليابان إلى الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، وتقديم اعتذار واضح وصادق للضحايا، مضيفة أن إنكار "آبي" لهذه الفظاعات إنما ينزع المصداقية عن جهوده الرامية إلى حشد الدعم الدولي لمعرفة مصير المواطنين اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية.
أميركا والصين و"حقوق الملكية":
خصصت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية جزءاً من افتتاحية عددها لأمس الخميس لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها السلطات الصينية على صعيد فرض احترام حقوق الملكية الفكرية ومحاربة القرصنة الصناعية. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن حماية حقوق الملكية الفكرية تحتل المرتبة الثانية على قائمة الخلافات بين واشنطن وبكين، بعد العجز الكبير في التجارة الثنائية. كما اعتبرت أنه قد آن الأوان لـ"وضع حد للعبة تبادل التهم العقيمة وغير المجدية" على اعتبار أن ذلك لن يفضي سوى إلى تكريس أجواء انعدام الثقة بين السلطات التجارية ووكالات فرض القانون في البلدين.
الصحيفة أكدت على أن السلطات الصينية لا تألو جهداً لحماية حقوق الملكية الفكرية، مشيرة في هذا السياق إلى حملة المئة يوم ضد القرصنة التي دشنتها الصين، والتي أظهرت أن محاربة انتهاك حقوق الملكية الفكرية معركة لا يمكن الفوز فيها بين عشية وضحاها. كما أوضحت أن باعة أقراص "الدي في دي" المتجولين في الصين إنما يشكلون "نهاية سلسلة طويلة ومعقدة" توجد جذورها خارج الصين، وهو ما يفسر تشديد السلطات الصينية على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، موضحة أنه مهما تكن الجهود التي تبذلها بكين داخلياً، فإن هذه الجهود ستظل محدودة ما دام أصل المشكلة ومنبعها في الخارج.
الاتحاد الأوروبي في ذكراه الخمسين:
علَّقت صحيفة "ذا تايمز" اليابانية ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على حدث احتفال الاتحاد الأوروبي يوم الأحد الماضي بالذكرى الخمسين لتأسيسه. وفي هذا الإطار، رأت الصحيفة في احتفال القادة الأوروبيين بهذه الذكرى في برلين، وتولي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئاسة الدورية للاتحاد حدثين رمزيين إيجابيين ينطويان على الكثير من الدلالات بالنظر إلى أن ألمانيا كانت البلد الذي بدأ الحرب العالمية الثانية، وخاض عدة حروب أخرى، ولاسيما مع فرنسا، مُشيدةً بحقيقة أن كل هذه الأمور اختفت اليوم من أوروبا وباتت جزءاً من الماضي. ونتيجة لذلك يتمتع 490 مليون شخص في دول الاتحاد الأوروبي اليوم بحرية التفكير والتعبير والتنقل؛ غير أنها اعتبرت أن حقيقة أن "إعلان برلين" لم يُوقع سوى من قبل ميركل، رئيسة الاتحاد الحالية؛ وخوسيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية؛ وهانز- جورت بوترينج، رئيس البرلمان الأوروبي، إنما يشير إلى "اختلاف وجهات النظر بين القادة الأوروبيين حول شكل وأنشطة الاتحاد المستقبلية"؛ حيث لم يأتِ الإعلان على ذكر الدستور الأوروبي وعمليات التوسيع المقبلة، ولاسيما موضوع انضمام تركيا إلى حظيرة الاتحاد. كما لفتت إلى أن الشعوب الأوروبية متوجسةٌ من تأثيرات الهجرة والعولمة وتعقيدات البيروقراطية الأوروبية، لتخلص إلى أن الاتحاد يواجه اليوم المهمة الصعبة المتمثلة في إنشاء اقتصاد مفتوح يضمن التلاحم والانسجام الاجتماعي، ونظام عام مشترك يضمن التنوع، معتبرة إياها خطوة تستحق المحاولة.
إعداد: محمد وقيف